يخوض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي معركتين: عسكرية لاستعادة الموصل من «داعش»، في غياب وزيري الدفاع والداخلية، وسياسية لشغل الوزارتين، فضلاً عن وزارة المال، ولا يرى تأثيراً لهذا الشغور في معركته الأولى طالما أن كل التيارات والكتل مجمعة على محاربة «داعش»، وتؤجل الخلافات إلى ما بعد هزيمته. من جهة أخرى، قال عضو مجلس محافظة نينوى حسام العبار ل «الحياة» أمس، إن «الجيش استعاد السيطرة على أحياء الشهداء والتأميم والإعلام ووصل إلى تقاطع المعارض في الساحل الأيسر وأصبح على بعد كيلومترين من وسط المدينة». وأضاف: «اذا استمرت العمليات العسكرية بهذه الوتيرة فبالإمكان تحرير المدينة في غضون أسابيع قليلة». وتقول مصادر حكومية إن مسألة اختيار شخص لمنصب وزير الدفاع ليست سهلة، فالخلاف حاد بين القوى السنية حول الطرف الذي يحق له شغل المنصب. وتؤكد أن العبادي يحاول منذ أسابيع ملء الشواغر لكنه يواجه عراقيل أيضاً من «التحالف الوطني» الشيعي ومن حزب «الدعوة» الذي ينتمي إليه، والاعتراض على بعض الأشخاص المطروحة أسماؤهم، ومعظمهم من الضباط السابقين. وتداولت وسائل إعلام معلومات عن اتفاق أولي على ترشيح فلح النقيب، وهو قيادي في تيار رئيس الوزراء السابق إياد علاوي، وسبق أن شغل منصب وزير الداخلية عام 2004، فيما كان وزير الدفاع المقال خالد العبيدي ينتمي الى كتلة نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي الذي يعترض على ذلك بشدة، واقترح بدوره أسماء خمسة مرشحين لم يوافق على أي منهم «تحالف القوى» السنية ولا «التحالف الوطني» الشيعي. في المقابل، يبدو شغل منصب وزير الداخلية أقل تعقيداً، بعد الاتفاق على إسناده إلى قاسم الأعرجي، وهو قيادي في «منظمة بدر»، بزعامة هادي العامري. وهو من حزب وزير الداخلية السابق محمد الغبان. وتؤكد المصادر أن منصب وزير المال الذي كان يشغله القيادي الكردي هوشيار زيباري لن يتم ملؤه قريباً، خصوصاً أن الحزب «الديموقراطي الكردستاني»، بزعامة مسعود بارزاني لا ينوي ترشيح بديل. ميدانياً، قال قائد «عمليات قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير يارالله في بيان أمس، أن «قطعات جهاز مكافحة الإرهاب تمكنت من تحرير حيي القادسية الأولى والمرور بالكامل، في المحور الشرقي للموصل». وأضاف أن «قوات مكافحة الإرهاب رفعت العلم الوطني فوق مباني الحيّين، بعد تكبيد الإرهابيين خسائر فادحة بالأرواح والمعدات». وكان «جهاز مكافحة الإرهاب» أعلن في وقت سابق أن المرحلة الأولى من العمليات انتهت بالسيطرة على 28 حياً من أصل 56 من أحياء الجانب الأيسر من الموصل، بإسناد من القوة الجوية وطيران الجيش والتحالف الدولي. وأفاد مصدر أمني أمس، بأن «تعزيزات من الشرطة الاتحادية وصلت إلى الجبهة الجنوبية الشرقية بعد انسحاب الجيش من مواقع بينها مستشفى السلام أمام هجوم مضاد من عناصر داعش، وضمت التعزيزات أربعة ألوية وصلت إلى المحور الجنوبي الشرقي الذي تشرف عليه الفرقة التاسعة وتمركزت قرب منطقة جليوخان». وتأتي التعزيزات بعد أن خسرت قوات الفرقة التاسعة المدرعة مناطق سيطرت عليها قبل أيام قليلة في حيين شمال شرقي المدينة، من بينها مستشفى السلام.