تسعى الولاياتالمتحدة إلى تخفيف التوتر بين تركيا والقوات الكردية السورية اللتين تقاتلان تنظيم «داعش» شمال سورية، في وقت قررت أنقرة إرسال تعزيزات لدعم فصائل «درع الفرات» السورية لقتال التنظيم بالتزامن مع شن الطيران التركي غارات. وقال الجيش التركي الجمعة إن طائرات حربية تركية دمرت عشرة أهداف لتنظيم «داعش» شمال سورية، بينما سيطر مقاتلون تدعمهم أنقرة على طريق سريع مهم يربط بين بلدتي الباب ومنبج. وهذه التحركات هي جزء من عملية «درع الفرات» المستمرة منذ قرابة أربعة أشهر لدعم مقاتلي معارضة وطرد المتطرفين والمقاتلين الأكراد من المنطقة الحدودية السورية. وأفاد بيان الجيش التركي اليوم بأن طائرات تركية دمرت سبعة مبان وثلاث نقاط مراقبة يستخدمها المتطرفون في أربعة أجزاء مختلفة من المنطقة، فيما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنه أبلغ بمقتل 12 مدنياً من ثلاث عائلات وإصابة عشرة أشخاص نتيجة القصف والغارات الجوية التي نفذتها القوات التركية على الباب. وتأتي الهجمات بعد أن قالت وسائل إعلام رسمية تركية أمس إن أنقرة أرسلت 300 من أفراد الكوماندوس إلى شمال سورية لتعزيز العملية. وتحاصر القوات التي تدعمها تركيا بلدة الباب وهي آخر معقل مدني ل «داعش» في ريف حلب الشمالي. وربما يضع تقدمها الأتراك في مواجهة المقاتلين الأكراد وقوات الحكومة السورية. وأضاف بيان الجيش التركي أن مقاتلي «الجيش السوري الحر» تمكنوا إلى حد بعيد من السيطرة على الطريق السريع بين الباب ومنبج وهي بلدة انتزعت القوات التي يقودها الأكراد وتدعمها الولاياتالمتحدة السيطرة عليها من «داعش» في آب (اغسطس) الماضي. وكان الناطق باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم «داعش» الكولونيل الأميركي جون دوريان قال: «نسهل هذا الأسبوع محادثات مشتركة مع تركيا، وقوات سورية الديموقراطية (تحالف فصائل عربية وكردية) وشركاء آخرين في التحالف من أجل الدفع باتجاه وقف التصعيد في المنطقة». وقام التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة بتدريب وتسليح «قوات سورية الديموقراطية»، وهو تحالف فصائل عربية وكردية معظمهم من الأكراد لقتال تنظيم «داعش». وبدأت أنقرة في آب الماضي تدخلاً عسكرياً غير مسبوق في شمال سورية لدعم مقاتلي الفصائل المعارضة ورد «داعش» والمقاتلين الأكراد جنوباً، مهددة بالتقدم نحو منبج، المدينة التي تسيطر عليها «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من التحالف. وتتمركز القوات التركية خلف وحدات حماية الشعب الكردي، التي تعتبرها أنقرة فرعاً إرهابياً لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمرداً داخل تركيا منذ 1984. وهاجمت القوات التركية القوات الكردية عدة مرات منذ أن دخلت سورية في آب. والأتراك والأكراد السوريون حلفاء رئيسيون للتحالف الذي تقوده واشنطن، لكن مصالحهم متناقضة. ووقع تبادل لإطلاق النار بين القوتين في مناسبات عدة. وقال دوريان أن «كل طرف في هذه المناقشات له مصلحة عليا مشتركة وهي القضاء على تنظيم داعش، العدو الذي يهددننا جميعاً». وأوضح: «نحن نحاول ضمان (...) الإبقاء على حوار يجعل الجميع مركزاً على مكافحة التنظيم». وذكر مسؤول عسكري أميركي طلب عدم الكشف عن هويته أن القوات الكردية أبطأت تقدمها باتجاه الرقة لقلقها من أن تتعرض لهجوم من الأتراك. وأضاف أن «هذا ما جعلهم يترددون بالتقدم» نحو الرقة، المعقل الرئيسي لتنظيم «داعش» في سورية والهدف الكبير المقبل للتحالف في البلاد. وقال مسؤول عسكري أميركي الخميس إن «أكثر ما يثير قلق قوات سورية الديموقراطية هو أن الأتراك يهددونهم بمهاجمتهم من الخلف». وبدأت «قوات سورية الديموقراطية» في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) حملة «غضب الفرات» ل «عزل» الرقة. لكن اقتحام المدينة يجب أن يعهد إلى قوات عربية، وفقاً للتحالف. ووفق دوريان، فإن عديد «قوات سورية» يبلغ حالياً «45 ألف مقاتل» بينهم «13 ألف عربي». وعلى صعيد آخر، قتل 15 عنصراً من قوات النظام الجمعة في مكمن نصبه مقاتلو تنظيم «داعش» قرب حقل نفطي في وسط سورية، لترتفع بذلك حصيلة القتلى الى 49 على الأقل خلال 24 ساعة، وفق «المرصد السوري». وأفاد «بمقتل 15 عنصراً على الأقل من قوات النظام جراء مكمن نصبه مقاتلون من تنظيم داعش في محيط حقل المهر النفطي في ريف تدمر» في محافظة حمص. وأضاف: «بذلك يرتفع عدد قتلى قوات النظام منذ الخميس الى 49 عنصراً على الأقل». وشن التنظيم الخميس سلسلة هجمات متزامنة ومباغتة على حقول للنفط والغاز في ريف حمص الشرقي، ما تسبب بمقتل 34 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها. وتمكن المتطرفون اثر ذلك من التقدم والسيطرة على حواجز لقوات النظام وتلال ومواقع عدة، بينها قرية جزل شمال غربي تدمر. وتبعد أقرب نقطة يوجد فيها الجهاديون حالياً وفق «المرصد»، أربعة كيلومترات عن مدينة تدمر الأثرية. واستعادت قوات النظام السيطرة على مدينة تدمر في آذار (مارس) بدعم من الغارات الروسية بعد طرد المتطرفين الذين كانوا قد استولوا عليها في ايار (مايو) 2015. واستقدمت قوات النظام الجمعة وفق «المرصد»، تعزيزات عسكرية الى المنطقة، في محاولة لاستعادة المواقع التي خسرتها في الساعات الأخيرة. كما شنت الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام غارات على مناطق الاشتباك ومناطق سيطرة التنظيم في الريف الشرقي. ويحتفظ المتطرفون بسيطرتهم على مناطق في ريف حمص الشرقي. وغالباً ما يشنون هجمات على مواقع تابعة لقوات النظام، لكنها المرة الأولى التي يتمكنون فيها من السيطرة على مواقع منذ طردهم من تدمر.