غداة إعلان فريق من الأممالمتحدة، أن دولة جنوب السودان تشهد عمليات «تطهير عرقي» و»إبادة جماعية»، أفاد ناجون بأن عمليات الإعدام بدأت بعد قليل من وصول حوالى 100 من القوات الحكومية غالبيتهم من قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها رئيس البلاد سلفاكير ميارديت، إلى بلدتهم «توري بايام». وقالت واحدة منهم وبدا عليها الإجهاد، أنها سارت لمدة أسبوع وسط الأدغال وعبر الحدود الجنوبية إلى الأمان النسبي في جمهورية الكونغو الديموقراطية. وتابعت: «بدأوا طلب أشياء، وإذا لم تعطهم إياها يقتلونك». وروى كثيرون من بين 64 ألف شخص آخرين فروا من جنوب السودان إلى شمال شرقي الكونغو، روايات مماثلة. وتقول حكومة جنوب السودان أنها لا تستهدف سوى المتمردين الذين يقولون بدورهم أنهم يهاجمون الجيش حصراً، لكن روايات اللاجئين وتقريراً حقوقياً من الإقليم الاستوائي الذي يعزل القتال كثيراً من مناطقه، تشير إلى أن الجانبين يستهدفان المدنيين على أساس عرقي. ولفتت ناجية تتخذ مأوى لها في قرية كاروكوات الكونغولية، الى أن من بين أوائل القتلى في قريتها امرأة وتاجراً محلياً اتهمهما الجنود بالتعاون مع متمردي الجبهة الشعبية لتحرير السودان - جناح المعارضة التابع لرياك مشار. وأضافت وهي تحمل رضيعها الذي لم يتجاوز عمره 9 أشهر، في حين تتشبّث بطفل آخر بذراعها الأخرى: «قالوا (الجنود) إن سكان الإقليم الاستوائي متمردون. وبحثوا عن مدنيين في الأدغال وبدأوا بقتلهم». وتركت تلك المرأة ابناً عمره 10 سنوات كان في منزل خالتها عندما بدأ القتال، بينما كان زوجها في العاصمة جوبا، وليست لديها أخبار عن أيهما. ويعبر يومياً حوالى 4 آلاف شخص إلى أوغندا حيث يؤوي مخيم «بيديبيدي» للاجئين المفتوح منذ آب (أغسطس) الماضي، أكثر من 188 ألف شخص حالياً. ووصل 36600 لاجئ جديد إلى إثيوبيا منذ مطلع أيلول (سبتمبر)، وفّر أكثر من 57 ألفاً إلى الكونغو هذا العام. ويضع القتال أبناء قبيلة الدينكا المهيمنة التي ينتمي إليها سلفاكير (ثلث السكان تقريباً)، بمواجهة قبيلة النوير التي يتحدر منها مشار. لكن مع امتداد القتال إلى الولايات الحدودية الجنوبية، انضمت إلى الحرب عشرات الجماعات العرقية التي كانت تاريخياً في صراع مع الدينكا. وحذر مستشار الأممالمتحدة الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية، أداما ديينغ، مجلس الأمن هذا الشهر، من أن العنف يوفر «تربة خصبة» لعملية إبادة جماعية. وقال سلفاكير رداً على ذلك أول من أمس: «لا يحدث شيء من هذا في جنوب السودان. لا يوجد تطهير عرقي». في سياق متصل، قال مسؤولون في الأممالمتحدة أن هجمات على عمال الإغاثة وتدخلات بيروقراطية تمنع وصول الإمدادات إلى عشرات آلاف المحتاجين في جنوب السودان، الذين فروا من منازلهم وسط العنف. وقال رئيس مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنوب السودان إيان ريدلي: «في 10 تشرين الثاني (نوفمبر)، اعتُرضت قافلة إنسانية كان مقرراً أن تسافر إلى مناطق خارج بلدة واو، ما منع منظمات إنسانية من تسليم مساعدات ضرورية للحفاظ على الحياة، إلى عشرات آلاف الأشخاص». وأضاف أن قافلة أخرى مُنعت من السفر خارج بلدة «يي» في جنوب غربي البلاد في 11 تشرين الثاني. وتابع ريدلي: « كان من المنتظر أن تحمل القافلة إمدادات طبية إلى قرى لم تصل إليها المساعدات منذ تفجّر القتال في تموز (يوليو)».