أصيب أكثر من 60 تلميذاً بتسمم غذائي في اليومين الماضيين في مدرستين ابتدائيتين، ما استدعى نقلهم إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، إلا أن معظمهم غادر المستشفى باستثناء ثلاثة ظلوا رهن المراقبة الصحية. وذكرت مصادر حقوقية ل «الحياة» إن «43 تلميذاً أصيبوا أمس بتسمم غذائي في أعقاب تناولهم حليباً معلباً في عبوات مصنعة من الورق المقوى». وأضافت المصادر أن «مستشفى الشفاء استقبل 43 تلميذاً، 23 منهم تلقوا العلاج في المستشفى، فيما تم تحويل 20 آخرين الى مستشفى الأطفال في حي النصر» شمال المدينة. وأوضحت أن «20 تلميذاً آخرين وصلوا الى مستشفى الشفاء أول من أمس مصابين بتسمم غذائي بعدما تناولوا بسكويتاً مغلفاً». وأشارت المصادر الى أن «تاريخ صلاحية الحليب والبسكويت لا يزال صالحاً»، مرجحة أن تكون العبوات فسدت «جراء سوء التخزين». وقللت مصادر ذات صلة بالتوزيع من خطورة القضية، وأوضحت ان أطفالاً يصابون بالتسمم الغذائي في شكل شبه دائم أثناء العام الدراسي بسبب سوء التخزين وليس سوء الانتاج المراقب جيداً. وتوزع المدارس الحكومية في غزة على التلامذة عبوات بسكويت وحليباً مدعماً بالفيتامينات والمعادن بغية تقوية الأسنان والعظام بتمويل من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بسبب انتشار مرض فقر الدم بين الأطفال في قطاع غزة، في ظل ارتفاع معدلات البطالة والفقر الى أكثر من ثلثي السكان البالغ عددهم مليون ونصف مليون فلسطيني. كما توزع منظمات دولية اخرى عبوات مماثلة على تلامذة المدارس الابتدائية ورياض الأطفال، فيما توزع وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطيين «اونروا» أطعمة وفاكهة يومياً على نحو 230 ألف طالب يتلقون التعليم في مدارسها في المرحلتين الابتدائية والاعدادية. وقال الناطق باسم الخدمات الطبية العسكرية أدهم أبو سلمية لوكالة «معاً» المحلية أن «حوالى 40 طفلاً من مدرسة عبد الملك بن مروان الواقعة في حي الشيخ رضوان (شمال مدينة غزة) وصلوا إلى مستشفى الشفاء اثر إصابتهم بحالات غثيان وهلع». وأضاف أبو سلمية أن التلامذة «غادروا بعد إجراء الفحوص (الطبية) اللازمة، والتأكد من سلامتهم، في حين لا يزال ثلاثة آخرون يخضعون للمراقبة الصحية». وعزا أبو سلمية اصابة التلامذة بالتسمم الى تناولهم «حليباً وبسكويتاً وزع عليهم من قبل برنامج الأغذية العالمي، بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم العالي» في الحكومة المقالة. بدوره، صرح وزير التربية والتعليم العالي في الحكومة المقالة الدكتور محمد عسقول بأن «الوزارة أُبلغت بحصول حالات مشتبه بتسممها في مدرستين وزعت فيها عينات من بسكويت وحليب مقدمة من برنامج الأغذية العالمي». وقال بيان أصدرته الوزارة إن «الوزير اتخذ قراراً بوقف توزيع كل المواد الغذائية المقدمة من برنامج الأغذية العالمي على المدارس، كمقدمة لإعادة النظر في البرنامج ككل، والبحث عن آفاق جديدة لخدمة أبنائنا في المجال ذاته». وأضاف البيان أن «الوزير عبر عن أسفه لما حدث (...) وأن الحالات المتأثرة مباشرة هي حالات قليلة، ومعظمها أصيب بالهلع والتأثير النفسي، وغادر المستشفى».