في رحاب مدينة جبيل اللبنانية التاريخية، نظّمت «الجامعة اللبنانية الاميركية» LAU و «الجمعية الألمانية - العربية للدراسات البيئية» أخيراً مؤتمراً عن «آثار الاحتباس الحراري على الموارد المائية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، بهدف تشجيع تبادل الخبرة وتوسيع التعاون بين الأوساط العلمية والصناعية والسياسية في بلدان المنطقة حول أثر تغير المناخ على الموارد البيئية العربية. وشملت مواضيع المؤتمر مناحيَ مختلفة من علوم البيئة مثل الاحتباس الحراري، حماية الموارد المائية وإدارتها، معالجة مياه الصرف وإعادة استعمالها، النزاعات حول مصادر المياه، وتلوث الماء والهواء والتربة. ونُظّم المؤتمر بالتعاون مع دائرة الهندسة والجيولوجيا والهيدرولوجيا في جامعة «آخن»، و «معهد العلوم الجوية والبيئية» في جامعة غوته في ألمانيا. وتناول ممثل «الجمعية الألمانية - العربية للدراسات البيئية» أهمية الحفاظ على المياه، مشيراً إلى أن 70 في المئة من مياه الشرق الأوسط تستعمل لري المزروعات، ما لا يتفق مع الأساليب العلمية في التصرّف في المياه، داعياً الى تغيير أساليب التفكير السائدة راهناً في معالجة مشاكل البيئة، خصوصاً موضوع ندرة المياه. وشكّلت ندرة المياه محور كلمة وزارة الطاقة والمياه اللبنانية، ووُصِفَت الندرة بأنها «التحدي الأكثر خطورة الذي يواجه لبنان خلال العقود المقبلة... لأن حلول مشاكل البيئة لا تكمن في الحلول التقنية وحدها، بل تعتمد أيضاً على السياسة الحكومية المتّبعة حيال البيئة نفسها». وأشير خلال المؤتمر الى تقرير «المنتدى العربي للبيئة والتنمية - 2010»، الذي تضمّن تحذيراً من ان العرب سيواجهون، بحلول عام 2015، وضعية «ندرة المياه الحادة»، اذ ستنخفض الحصة السنوية من المياه للفرد الى اقل من 500 متر مكعب سنوياً. وهذا الرقم يقل أكثر من 10 مرات عن المعدل العالمي الذي يتجاوز 6000 متر مكعب للفرد. وجاء في التقرير عينه أن البلدان العربية تقع في المنطقة الأكثر جفافاً عالمياً، إذ تزيد الأراضي القاحلة فيها عن 70 في المئة، ولا تتلقى سوى كميات قليلة من الأمطار تتوزّع على نحو غير متوازن. وأشير ايضاً الى أن تغير المناخ يزيد الوضع البيئي تعقيداً في المنطقة العربية. فمن المتوقع ان تواجه البلدان العربية مع نهاية القرن 21 انخفاضاً يصل الى 25 في المئة في ما يتساقط عليه من أمطار، مع ارتفاع التبخّر إلى 24 في المئة. ويؤدي هذا الوضع الى تهديد الزراعات المروّية، مع انخفاض في الإنتاج يصل الى 20 في المئة. وأمَلَت مؤسسة «فريدريش إيبرت - فرانكفورت» أن يساعد المؤتمر على تقويم آثار الاحتباس الحراري على الموارد المائية في الشرق الأوسط، وأن يقدّم بعض الحلول للحفاظ على المياه، ما يساعد على إنجاح التنمية المستدامة في هذه المنطقة. وقدمت «اسكوا» دراسة عن ندرة المياه والمتغيرات المناخية في الشرق الاوسط، بيّنت فيها أن كميات الأمطار في تراجع مستمر، مشيرة الى لجوء بعض دول الخليج إلى تحلية مياه البحر للتعويض عن النقص في الأمطار. ودعت الدراسة الى رفع مستوى الوعي العام بمشاكل البيئة، بما فيها ندرة المياه.