نجح الجيش اللبناني فجر أمس في القبض على أمير «داعش» في جرود بلدة عرسال البقاعية في عملية خاطفة ونظيفة، أدت إلى توقيفه مع 10 آخرين من حراسه وأعضاء التنظيم الإرهابي، ما ترك ارتياحاً لدى كبار المسؤولين، وفي مقدمهم رئيس الجمهورية ميشال عون، وكذلك لدى عدد من البعثات الديبلوماسية، التي عبّرت عن إعجابها باحترافية مديرية المخابرات التي نفذت قوة خاصة منها العملية. وتم القبض على أحمد يوسف أمون، الملقب ب «الشيخ» والذي يقود مسلحي «داعش» في الجرود منذ زمن، وهو مطلوب في كثير من الجرائم منذ عام 2013، لقتله عسكريين وخطف عدد منهم ولدوره في الهجوم الذي شنه التنظيم على وحدات الجيش في عرسال في 2 آب (أغسطس) 2014، صيد ثمين جديد كونه بنك معلومات لا تحصى عن نشاط التنظيم الإرهابي في لبنان والعسكريين ال11 المخطوفين لدى «داعش» منذ أكثر من سنتين. وسيتم استجوابه حول المعطيات التي يملكها، على رغم أنه أصيب في العملية في يده وفخذه عند محاولته الهرب والمقاومة. وأمون، مع اثنين من الموقوفين، من الجنسية اللبنانية فيما الثمانية المتبقون من التابعية السورية. وهو كان موضوع رصد ومراقبة من مخابرات الجيش منذ شهرين لحصر تحركاته وتحديد المنازل التي يتنقل بينها مع حراسه في وادي الأرانب وفي محيط مخيم للنازحين السوريين. وشملت خطة مخابرات الجيش لاعتقاله عزل المنطقة التي كان فيها فجر أمس عن المخيم ومحيطه، منعاً لنجدته من مسلحين آخرين، واتخاذ احتياطات إزاء احتمال تفجير نفسه بحزام ناسف اعتاد أن يلفه حول وسطه، إلا أن مباغتته أثناء نومه حالت دون ذلك. واستخدمت القوة الخاصة سيارات مدنية للوصول إلى منطقة تواجده، ثم زحف بعض عناصرها مسافة تمويهاً. وكانت تعليمات عناصر المخابرات القبض عليه حياً، نظراً إلى المعلومات التي يملكها، لكنه حاول الفرار واشتبك وحراسه مع قوة الدهم، فأصيب مع أحد مرافقيه بجروح بليغة نقل إثرها بطوافة عسكرية إلى بيروت لمعالجته. ولم يصب أي من أفراد القوة الخاصة. وأوضح بيان مديرية التوجيه في الجيش أن القوة الخاصة «هاجمت مركزاً ل «داعش» واقتحمته وأسرت 11 إرهابياً على رأسهم الإرهابي الخطير أمون». وأوضح البيان أن أمون «متورط بتجهيز سيارات مفخخة وتفجيرها في مناطق لبنانية عدة منها الضاحية الجنوبية لبيروت، إضافة إلى اشتراكه في الاعتداءات على مراكز الجيش في عرسال عام 2014، وقتل مواطنين وعسكريين من الجيش وقوى الأمن الداخلي بتهمة تواصلهم مع الأجهزة الأمنية وتزويدها معلومات عن المسلحين وتخطيطه في الآونة الأخيرة لإرسال سيارات مفخخة إلى الداخل اللبناني لتنفيذ تفجيرات إرهابية». وهي العملية الاستباقية الثانية التي ينفذها الجيش خلال شهرين، إذ أوقف في خطة خاطفة مشابهة أمير «داعش» في لبنان داخل مخيم عين الحلوة الفلسطيني عماد ياسين (فلسطيني) في 22 أيلول (سبتمبر) الماضي.