جنبت عمليات أمنية متقنة نفذها الجيش اللبناني أمس، ضاحية بيروتالجنوبية ومناطق أخرى غير محددة مجازر محتملة ناجمة عن سيارات مفخخة أو انتحاريين، بعدما نجح في توقيف فلسطيني وصفه ب «الإرهابي وهو أحد قياديي ألوية عبدالله عزام»، وتفكيك سيارة مفخخة وملاحقة أخرى بناء لاعترافاته الأولية. وكان الموقوف ويدعى نعيم عباس تسلم السيارات المفخخة من عمر الأطرش الموقوف لدى القضاء بتهمة ضلوعه بانفجاري حارة حريك ونقل انتحاريين. القبض على عباس والعملية الأمنية بدأت منذ رصد الجيش المدعو نعيم إسماعيل محمود المعروف ب «نعيم عباس» وهو يغادر مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين باتجاه بيروت، وحصلت عملية استنفار، خصوصاً في المناطق المستهدفة، في ما يشبه الأحزمة الأمنية غير المرئية، وفي الواحدة فجر أمس، داهمت قوة من الجيش إحدى الشقق في محلة أبو شاكر في الطريق الجديدة في بيروت وطلبت من السكان عدم مغادرة منازلهم أو الخروج إلى الشرفات أو النظر من النوافذ. وألقت القبض على عباس وضبطت معه أجهزة اتصال وأجهزة إلكترونية محمولة. كما أوقف آخرون في المبنى لأخذ إفادتهم كشهود ثم أطلق سراحهم لأن لا علاقة لهم بعباس. وأوضحت مديرية التوجيه في بيان أولي أنه «بعد متابعة دقيقة ورصد مكثف، أوقفت مديرية المخابرات في بيروت، الإرهابي نعيم عباس وهو أحد قياديي ألوية عبدالله عزام وبوشر التحقيق معه بإشراف القضاء المختص». وضرب الجيش طوقاً أمنياً بعد ساعات قليلة على توقيف عباس في محلة كورنيش المزرعة لأسباب وصفت ب «الأمنية»، وجرى قطع الطريق بالاتجاهين بين محمصة الرفاعي (تقاطع الكولا - برج أبي حيدر) والبربير لأسباب أمنية ونصحت بتجنب سلوكها. وتبين أن الجيش ضبط سيارة مفخخة في موقف للسيارات في أرض تقع بعد محمصة الحلبي وذلك بناء على اعتراف عباس الذي قال إنها كانت ستتوجه إلى الضاحية الجنوبية لتفجيرها. وعمل الجيش على تفكيك السيارة وهي رباعية الدفع سوداء اللون. وكانت تحتوي على 100 كلغ من المتفجرات. وتبين أن السيارة مسروقة وهي من نوع RAV 4 وعليها لوحة تعود لسيارة Renault Clio يملكها نبيل نعيم من العقيبة. وأكد شاهد كان أوقف سيارته في الثامنة صباحاً في موقف السيارات المذكور قبل توجهه إلى مصرف قريب أنه ركن سيارته إلى جانب السيارة المفخخة وكانت موجودة في الموقف منذ الصباح. علماً أن الموقف لا يخضع إلى أي تدقيق قبل ركن السيارات. وذكرت معلومات أمنية أن عملية تفخيخ السيارة حصلت في مكان آخر قبل نقلها إلى الموقف. كما ذكر أن عباس اعترف بعمل انتحاري كان على وشك الحصول في ساحة الغبيري. ويجرى البحث عن سائق السيارة الذي ركنها في الموقف للتحقيق معه. وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر طلب من الأجهزة الأمنية مباشرة التحقيق مع عباس وشخصين آخرين في قضية ضبط سيارة تحتوي على 150 كيلوغراماً من المتفجرات في محلة الطريق الجديدة. وفي بيان ثانٍ، أوضحت قيادة الجيش - مديرية التوجيه أن «مديرية المخابرات في الجيش اللبناني أوقفت صباح اليوم (أمس) المدعو نعيم عباس (فلسطيني الجنسية)، في منطقة المزرعة - بيروت، وهو ينتمي إلى كتائب عبدالله عزام. وكان الجيش يرصد عباس منذ مدة، بعد ورود معلومات عن دوره في إعداد سيارات مفخخة وتفجيرها، وتمت ملاحقته منذ خروجه من مخيم عين الحلوة، في عملية مراقبة دقيقة، أسفرت عن مداهمته والقبض عليه صباح اليوم (أمس)». وأضافت قيادة الجيش أنه «وفور بدء عملية التحقيق معه، سارع إلى الاعتراف بإعداده سيارة مفخخة لتفجيرها لاحقاً، وهي موجودة في محلة كورنيش المزرعة - بيروت، فتمت مداهمتها وتفكيك العبوة التي وجدت بداخلها، وزنتها حوالى 100 كيلوغرام من المواد المتفجرة والأحزمة الناسفة، إضافة إلى عدد من القذائف». وأشار البيان إلى أن عباس «اعترف بوجود مخابئ لسيارات مفخخة تجرى مداهمتها حالياً، كما أدلى باعترافات تثبت صلته بتفجيرات وقعت أخيراً، وستصدر هذه القيادة لاحقاً بياناً تفصيلياً حول العملية والمتورطين فيها». وذكرت محطة «المنار» (حزب الله) أن السيارة المفخخة كانت تستهدف محيط مبناها القريب من ثكنة هنري شهاب - المضاد في محلة الأوزاعي (ضاحية بيروتالجنوبية). وكان أركان الدولة تبلغوا من قيادة الجيش أن هناك 3 سيارات مفخخة، اثنتان منها كانتا بهدف دخول الضاحية الجنوبية وتفجير إحداها في ساحة الغبيري. مَن هو عباس؟ وعباس هو من مواليد 1970 من مخيم عين الحلوة وهو خدم في معظم الفصائل الفلسطينية إلى أن استقر مع مجموعة عزام وكان يلعب دوراً تنسيقياً بين تنظيم «القاعدة» وتنظيم «فتح الإسلام» وتنقل بين أفغانستان والعراق وسورية، ويعتبر وفق مصادر أمنية «رأس حربة في عمليات التفخيخ وعلى صلة وثيقة بالموقوف عمر الأطرش. وكان يؤمن السيارات المفخخة ويأخذها آخرون إلى الموقع المستهدف، وعادة يكون في السيارة شخصان لإبعاد الشبهات. كما ذكر أن عباس مقرب من القيادي الراحل في كتائب عبدالله عزام ماجد الماجد، وكان أوقف في التسعينات من القرن الماضي من جانب الجيش اللبناني بتهمة إطلاقه صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة. سيارة اللبوة وتزامناً مع العملية الأمنية في بيروت، أوقف حاجز للجيش اللبناني سيارة كانت في داخلها 3 شابات، متجهة من عرسال باتجاه البقاع وكانت السيارة مرصودة من قبل الأجهزة الأمنية، وجرى توقيف الشابات وأخذ السيارة إلى منطقة أحيطت بإجراءات أمنية مشددة وتبين بعد تفتيشها أنها مفخخة بحوالى 104 كيلوغرامات من المواد المتفجرة. والموقوفات هن: ج. ح. ح. (كانت تقود السيارة)، ه. ا. ر. (25 سنة) وخ. م. ع. (20 سنة) وجميعهن من عرسال. وذكر أن السيارة المفخخة تحمل لوحة مزورة، ورقمها 121127/ ج وتعود لسيارة «تويوتا آرجي كروزر» وتعود ملكيتها لآلان أنطونيوس أبي كرم. وتم نقل الشابات إلى ثكنة أبلح للتحقيق معهن، لا سيما مع التي تقود السيارة لمعرفة من سلمها إياها وإلى أين تريد أخذها ولمن تريد تسليمها وعلاقة الشابتين الأخريين بالسيارة ومعرفتهما بما فيها. وذكر أن السيارة كانت في منطقة يبرود السورية وأدخلت إلى لبنان من طريق عرسال. وأوضح الجيش اللبناني في بيان له عن هذه السيارة «أن قوى الجيش ضبطت سيارة من نوع «كيا» لون رصاصي، كانت تتجه من يبرود في سورية إلى داخل الأراضي اللبنانية ثم بيروت، وبداخلها ثلاث نساء، على أن يسلمن السيارة المذكورة لأشخاص انتحاريين. ولوحقت السيارة وتم توقيفها عند حاجز اللبوة مع النساء الثلاث». وطلب القاضي صقر من الأجهزة الأمنية فتح التحقيق في السيارة المفخخة التي ضبطت في البقاع على طريق اللبوة - عرسال. وأثار ضبط السيارة ردود فعل في اللبوة جرى كبحها وفق رئيس بلديتها الذي تمنى على عرسال «حيث أهلنا وجيراننا التعاون معاً لمنع ما يجري»، مستهولاً استخدام نساء في نقل السيارات المفخخة. ولاحقاً، سجل انتشار كثيف ومداهمات للجيش في محلة طلعة برج أبي حيدر في بيروت ومنطقة السعديات (جنوببيروت) بحثاً عن مطلوبين ومشبوهين بملفات أمنية. وضبط الجيش صواريخ ومتفجرات وهويات مزورة خلال مداهمة احد المخازن في الدبية. وتوالت التوقيفات لأشخاص لأسباب أمنية. فأعلن عن أن مخابرات الجيش في صور أوقفت ليل أول من أمس السوري حسن حسين الصاوي (44 سنة) أثناء تنقله في منطقة عيتيت بسيارة من نوع جيب شيروكي - بيضاء اللون - تحمل الرقم / 153964/ درعا) وبداخلها مناظير ليلية حربية وجرى نقله إلى ثكنة صيدا للتوسع بالتحقيق. كما أوقفت مخابرات الجيش الفلسطينيين ماهر غضوب تحويش (24 سنة) ومحمد غسان إبراهيم (22 سنة) من مخيم البرج الشمالي للاشتباه بانتمائهما إلى تنظيم «فتح الإسلام». وأوقف الجيش عند حاجز العيرونية (شمال لبنان) السوري قيس عبدالحميد جيدة، وضبطت في حوزته 4 قنابل يدوية. وادعى القاضي صقر في وقت لاحق على الموقوف علي حسين الحجيري تبعاً للادعاء على عمر الأطرش، بجرم «الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح بقصد القيام بأعمال إرهابية». وأحاله إلى قاضي التحقيق العسكري نبيل وهبة تبعاً لملف الأطرش.