حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ميليشيا «الحشد الشعبي» من مهاجمة التركمان في بلدة تلعفر غرب الموصل التي شنت أمس (السبت) هجوماً عليها لمحاصرة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وقطع آخر طرق إمداده في سورية. وقال أردوغان: «تلعفر التركمانية قضية حساسة بالنسبة لنا، وإذا قام الحشد بزرع الرعب هناك، سيكون ردنا مختلفاً (...)، تلعفر وسنجار منطقتين مهمتين ونواصل التنسيق في شأنهما مع حرس نينوى (الحشد الوطني) سابقاً والبيشمركة، ولن ننظر بشكل إيجابي إلى هجوم الحشد الشعبي»، من دون تحديد طبيعة الرد. وتقع تلعفر على محور حيوي ل«داعش» يربط الرقة معقله في سورية بالموصل معقله في العراق، وتقطنها غالبية تركمانية. وجاءت تصريحات أردوغان حولها خلال حفل استقبال أُقيم في العاصمة أنقرة أمس لمناسبة الذكرى ال93 لإعلان الجمهورية في تركيا. وتُعتبر تلعفر الجهة الوحيدة التي لم تصل إليها القوات العراقية في المحور الغربي، على رغم تقدمها بثبات من الشمال والشرق والجنوب في اتجاه الموصل، لذا تم إسناد مهمة تحريرها إلى ميليشيا «الحشد» من جانب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي. ومنذ بدء معركة الموصل، أكدت تركيا معارضتها لمشاركة ميليشيا «الحشد» في العمليات العسكرية، محذرةً من خطر اندلاع حرب طائفية. ويتمركز مئات الجنود الأتراك في قاعدة بعشيقة في الموصل على رغم معارضة بغداد التي تعتبرهم «قوة احتلال»، ما أثار توتراً وحرباً كلامية بين أردوغان والعبادي قبل أسابيع. وحول سؤال عن مشاركة تركيا في عمليات محتملة لتحرير الرقة، لفت أردوغان إلى أن بلاده «لم تحصل حتى الآن على إجابة واضحة من الولاياتالمتحدة في ما يتعلق بهذه المسألة».