لكلمة «سرطان» وقعٌ مخيفٌ على الجميع، على رغم تقدم العلاج وتعدد التقنيات والأدوية، وزيادة إمكان التنبؤ به، ولكن «الرابطة الإسبانية لمكافحة السرطان» تقول إن نواة العلاج الرئيسة في التخلص من الخوف تجاه المرض، ولكن في الكلام حوله و كأنه أمراً طبيعياً. وأثبت الأبحاث أن مرض السرطان يعد مرضاً مزمناً يمكن التعايش معه مثل السكري وضغط الدم، ومع ذلك يعتقد الكثيرون أنه مرض قاتل، بغض النظر عن نوعه، أو المرحلة التي اكُتشف فيها. من جانبه، أوضح متخصص العلاج النفسي ميغيل روخاس أن عدم انتشار المعلومات الصحيحة حول طبيعة الأورام الخبيثة أمر سلبي للغاية، بحسب ما نشر موقع «هافنتغون بوست». وأوردت الجمعية أن المساعدة النفسية لمرضى الأورام، مثل الدعم النفسي من الأهل والأصدقاء يكون له أثر أكبر على المريض، لكن بعض محاولات المساعدة قد تكون بصورة خاطئة عن غير قصد، لذلك حذر المتخصصون في الدعم النفسي بقول بعض العبارات، عندما يُخبرنا أحد المقربين بإصابته بمرض السرطان: 1- «لا تقلق، لن يحدث لك شيء» أكد المتخصصون أن محاولة جعل الأمر طبيعياً لا تتم بالمعنى الحرفي، لأن الإصابة بهذا المرض أحد أكثر الأمور رعباً في مجتمعاتنا، إذ يسبب الكثير من الضغط النفسي، كونه مرضاً مزمناً وعدم اليقين في شأن تطور المرض، والآثار الجانبية للعلاج. 2- «يجب أن تتركني أساعدك» الإصابة بمرض السرطان لا تجعل المريض شخصاً آخر، فهو لا يزال قادراً على التفكير، واتخاذ القرارات، ويعرف ما يريد وما لا يريد فعله. وأفاد أطباء علم النفس أن هناك فرق بين عرض المساعدة، وأن تفرضها علي المريض، إذ يمكن لبعض محاولات المساعدة المفرطة أن تُنشئ حاجات ومشاعر سلبية لم تكن موجودة أصلاً لدى المريض، مثل عبارات «عليك أن تتحدث إلى شخص ما»، «عليك أن تُنفِّس عن نفسك»، «عليك أن تتوقف عن العمل»، «عليك أن تطلب المساعدة». 3- «إذا تحلّيت بالإيجابية، ستُشفى من المرض» تسبب هذه العبارة إحباطاً كبيراً لدى المريض، كونه غير متأكد من الشفاء، إذ يرى المعالجون النفسيون أن الذي يسمع عبارات مثل «عليك أن تكون قوياً ومحارباً»، «عليك أن تكون إيجابياً»، يتولد لديهم ضغط نفسي هائل، لأنهم غير قادرين على أن يكونوا سعداء وإيجابيين طيلة الوقت، ومن الطبيعي أن يشعر المريض ببعض مشاعر الخوف والحزن والغضب واليأس. 4- «هذا هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لك» يخلط بعض الأشخاص الدراما بالتعاطف، ويعتقدون أن المريض لن يشعربأنه بمفرده بعبارات، مثل «يا لَهول ما سوف تعيشه! سوف تعاني أسرتك بالتأكيد» هذه العبارات لن تواسي المريض، بل تزيد من خوفه ومعاناته. 5- «لا تقل ذلك .. » فرض المشاعر التي يشعر بها المريض، ونفي التعبيرات التي يستخدمها للتعبير عما يشعر به حقاً. يرى الخبراء النفسيون أن هذه التعبيرات تُشعر المريض بأن عليه إخفاء ما يشعر به، في الوقت الذي يكون بحاجة فيه لأن تسأله: «قل لي كيف تشعر؟». دعه يتحدث ولا تقاطعه، لا تحاول أن تغير أو تنكر حقيقة ما يشعر به. 6- «أعرف شخصاً مر بمثل ما تمر به» على الرغم من أن الكثيرين منا يعرفون أشخاصاً أُصيبوا بهذا المرض، فإن كل أنواع السرطان ليست متشابهة، ولا يمر الناس جميعاً في حياتهم بالأشياء ذاتها بنفس الطريقة. يمكن أن تؤدي مقارنة حالة المريض بحالات أخرى إلى نتائج عكسية للغاية، لأن كل حالة تختلف تماماً عن غيرها. وأشار الأطبء إلى أن الهدف من الدعم النفسي هو رفع الروح المعنوية، والثقة بالنفس والقدرة على التعامل. ومن بين الأهداف، التعبير بارتياح عن ردود الفعل والمشاعر، مثل: الاستياء، والغضب، والشعور بالذنب، وكذلك التشجيع على التحدث فيما يتعلق بالمرض، وتحسين نوعية الحياة من خلال تحقيق التوافق الاجتماعي والنفسي.