سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تكاليف علاج مرضى السرطان تحولت إلى عبء اقتصادي لدول الخليج.. والوعي أول الحلول مؤتمر «سد الثغرات» ينعقد الأسبوع المقبل في الرياض مع تنامي أعداد المصابين من الجنسين
ينظم المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي، والمركز الخليجي لمكافحة السرطان بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، الأسبوع المقبل مؤتمراً طبياً دولياً برعاية وزير الصحة المكلف المهندس عادل بن محمد فقيه، حول أعباء السرطان في الخليج، تحت عنوان «سد الثغرات»؛ وذلك خلال الفترة من 27 إلى 29 ذي الحجة، الموافق 21-23 أكتوبر الجاري، في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق «الإنتركونتننتال» بالرياض. السبب الثاني للوفاة عالمياً.. ومتوقع إصابة 21 مليوناً في نهاية 2030م بتكاليف مالية تزيد على 895 مليار دولار ويهدف المؤتمر إلى بحث تأثيرات علاج مرض السرطان الحالية والمستقبلية على اقتصاد دول مجلس التعاون الخليجي، وأولويات فحص مرض السرطان، والكشف المبكر عنه ومعالجته، إلى جانب مراجعة الاستراتيجيات المتعلقة بمقاربات المعالجة المتكاملة، ودور المسؤولين عن الرعاية الصحية الأولية في المكافحة والوقاية؛ علاوة على تمكين برامج الصحة العامة التوعوية في مجال الوقاية والكشف المبكر، مع إعداد برامج الأبحاث في منطقة الخليج، وإقامة شبكة علاقات وتعاون فعّال بين أطباء الأورام والعلماء والجهات الداعمة للرعاية الصحية في منطقة الخليج. «ندوة الثلاثاء» تناقش هذا الأسبوع أعباء مرض السرطان، ووسائل الوقاية منه. تسجيل (72- 158) حالة من كل (100) ألف خليجي سنوياً ومتوقع أن ترتفع إلى الضعف خلال الأعوام العشرة المقبلة مشكلة عالمية في البداية تحدث "أ. د. توفيق خوجة"، قائلاً: تعد برامج المكافحة والوقاية من السرطان أحد التوجهات العالمية المهمة لمعظم النظم الصحية الحديثة، نظراً لما لهذه المجموعة من الأمراض من بُعد اجتماعي وإنساني وعبء صحي واقتصادي كبير، مضيفاً أن داء السرطان يمثل حالياً مشكلة صحة عامة عالمية، نظراً لتنامي الإصابة بين الأفراد والمجتمعات، مبيناً أنه تتفاوت أسباب الإصابة بالسرطان وأنواعه بين مختلف مناطق العالم، لذا يُعد السرطان مشكلة صحية بالغة الخطورة تجتاح الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، وهو يعد حالياً السبب الثاني للوفاة في العالم، حيث بلغت حالات الإصابة به -طبقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية الصادر عام 2008م- (13) مليون مريض، ويتوقع أن يرتفع العدد ليقارب (21) مليون مريض بحلول عام 2030م، مشيراً إلى أن منظمة الصحة العالمية أوردت أن (40%) من أمراض السرطان يمكن الوقاية منها، و(40%) من الأمراض السرطانية الأخرى يمكن الشفاء منها في حال تم تشخيصها مبكراً ومعالجتها فوراً، أمّا (20%) من الأمراض السرطانية المتبقية فيمكن معالجتها بواسطة الرعاية التلطيفية المتخصصة لتخفيف حدة المرض. د. خوجة: (40%) من أمراض السرطان يمكن الوقاية منها وشفاء (40%) في حال تم تشخيصها مبكراً تطورات إيجابية وأكد "د. علي الزهراني" على أن هناك تطورات إيجابية لبرنامج مكافحة السرطان، منها اعتبار مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث مركزاً مرجعياً متعاوناً للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون في مجال مكافحة السرطان، كذلك تم إعداد "دليل إرشادي" من قبل المركز الخليجي لتسجيل السرطان بالتعاون مع اللجنة الفنية المختصة، وبغرض وضع آلية إصدار التقرير الدوري السنوي، ويتضمن تحديد رؤية واضحة للإجراءات وتحديد المسؤوليات والواجبات على كل من دول المجلس والمركز الخليجي والمكتب التنفيذي، إضافةً إلى تعديل مسمى البرنامج الخليجي لتسجيل ومكافحة السرطان إلى "البرنامج الخليجي لمكافحة السرطان"، وذلك لمواكبة المستجدات العالمية والإقليمية لهذا المجال، حيث كان تسجيل السرطان يمثل أحد المقومات الرئيسة في البرامج الشاملة للمكافحة والوقاية من السرطان آنذاك، إلى جانب الموافقة على "الخطة الخليجية التنفيذية لمكافحة السرطان (2010- 2020م)، والتي تضمنت الرؤية، الرسالة، الأهداف العامة، الغايات والإستراتيجيات، آليات التطوير ومؤشرات القياس، مضيفاً أنه من التطورات تثمين المكتب التنفيذي مشروع تطوير المركز الخليجي لمكافحة السرطان وما تضمنه من الرؤية والرسالة والأهداف والخطط الإستراتيجية والهيكل التنظيمي والبنية التحتية، وما يمثله من نقلة تطويرية هامة في مسيرة البرنامج الخليجي لمكافحة السرطان واعتماد العمل به خلال المرحلة الحالية والمستقبلية. وأشار إلى أنه من التطورات أيضاً تضمين جميع الجهات المعنية بمكافحة السرطان ضمن الإطار العام للخطة الخليجية المعتمدة لمكافحة السرطان (2010- 2020م)، وتوطيد العلاقة بين القطاعات الحكومية والأهلية والمجتمع المدني بكافة أنواعه لتنفيذ الخطط الوطنية والخليجية لمكافحة السرطان بصورة تكاملية، وكذلك التنسيق مع هذه الجهات في تنفيذ برامج التوعية والرعاية التلطيفية، ودعم برامج تطوير المهارات ودعم البحوث العلمية، إضافةً إلى تشكيل فريق عمل الأدلة الإرشادية واللجان الفرعية المنبثقة من الهيئة الاستشارية للمركز الخليجي لمكافحة السرطان في المجالات التالية الوقاية والتشخيص المبكر، التدابير العلاجية، التدريب والتطوير، البحوث العلمية، الشراكة، التوأمة. منظور اقتصادي وأوضح "أ. د. توفيق خوجة" أن الأدلة العلمية المبنية على البراهين توضح بجلاء مدى حجم وعبء السرطان من المنظور الاقتصادي على النظم الصحية المتقدمة، حيث أثبتت إحدى الدراسات الحديثة بمجلة الأورام السريرية -نوفمبر 2013م- أن عبء التكاليف الاقتصادية لمرضى السرطان الذين تم تشخيصهم حديثاً يبلغ أكثر من (16) ألف دولار في الولاياتالمتحدةالأمريكية، مضيفاً أنه في دراسة أخرى حول التأثير الاقتصادي للسرطان بمجلة الجمعية الأمريكية للأورام -2014م- بلغت التكاليف الاجمالية (216.6) بليون دولار أمريكي سنوياً، حيث بلغت التكاليف الطبية المباشرة (86.6) بليون دولار، والتكاليف غير المباشرة (130) بليون دولار، مبيناً أنه في دراسة أخرى صدرت في مجلة لانست للأورام -أكتوبر 2013م- كان العبء الاقتصادي للسرطان في دول الاتحاد الأوروبي لعدد (2.45) مليون مريض بالسرطان (1.23) مليون حالة وفاة من جراء هذا المرض، وفي (27) دولة أوروبية بلغت تكاليفه (126) بليون يورو في عام 2009م، ذاكراً أن تكاليف الرعاية الصحية تمثّل منها حوالي (40%) قيمتها (51) بليون يورو، لافتاً إلى أنه قدرت خسائر الانتاجية نتيجة الموت المبكر بحوالي (42.6) بليون يورو، والخسائر من جراء أيام العمل المفقودة بحوالي (9.4) بليون يورو. وأضاف أن تقريراً آخر صادر عن الجمعية الأمريكية للسرطان أظهر أن التأثير الاقتصادي الاجمالي للوفيات المبتسرة والإعاقة من السرطان حول العالم بلغ (895) بليون دولار في عام 2008م، وعلى الرغم أن هذا التقرير لم يتضمن التكاليف المباشرة من العلاج إلاّ أنه يمثل (1.5%) من الناتج العالمي GDP، ذاكراً أن خبراء وباحثين في الصحة العامة والاقتصاد الصحي قدّروا عبء المراضة العالمي من جراء السرطان، حيث قدرت سنوات العمر المفقودة من الحياة الصحية بحوالي (83) مليون سنة نتيجة الوفاة والإعاقة من مرض السرطان عام 2008م، مشيراً إلى أنه من ناحية أخرى تم تقدير أعلى ثلاثة أمراض سرطانية ذات التأثير الاقتصادي الصحي عالمياً، فكان سرطان الرئة (188) بليون دولار، وسرطان الأمعاء الغليظة والمستقيم (99) بليون دولار، وسرطان الثدي (88) بليون دولار، مؤكداً على أن أعلى فقدان اقتصادي عالمي من جراء أسباب الوفيات كان السرطان -السبب الثاني عالمياً- وبنسبة (20%) أعلى من أمراض القلب الوعائية -السبب الأول عالمياً-. تدابير وقائية وأوضح "د. صالح العثمان" أن زيادة التركيز على خدمات الرعاية الصحية له العديد من الفوائد لا تنحصر فقط في التقليل من التكلفة، ولكن أيضاً تضمن تحسن واستمرارية وصول هذه الرعاية الصحية بشكل أفضل لكافة أفراد المجتمع والأسرة، وبالتالي فإن اتباع نهج صحي ووقائي وعلاجي وتأهيلي يشكل السبب الرئيسي في نجاح برامج مكافحة السرطان، وكذلك تخفيف الأعباء الناجمة عنه اقتصادياً واجتماعياً وصحياً، مضيفاً أنه من هذا المنطلق فإن الجهود المبذولة في سبيل مكافحة السرطان والوقاية منه لابد أن ترتكز على مقارنات متكاملة ومدروسة تندرج تحت لوائها التدابير الوقائية والعلاجية في آن واحد لمعالجة هذه القضية الصحية المتشعبة والمعقدة، مؤكداً على أنه يعمل منظمي المؤتمر على تهيئة بيئة تفاعلية لتبادل الخبرات في مدى تطبيق طرق المكافحة والوقائية في ظل التركيز على الحد من الأعباء الاقتصادية المترتبة عن مكافحة السرطان والوقائية منه في منطقة الخليج واستنباط أفكار مفيدة للمستقبل، ذاكراً أن داء السرطان يُعد مشكلة صحية عالمية نظراً لأنه يصيب الأفراد والأُسر والمجتمع برمته، وتتفاوت أسباب الإصابة بالسرطان وأنواعه بين مختلف مناطق العالم، وقلما نجد منزلاً في أنحاء العالم لا يقع ضحية هذا المرض، ولا يهدد السرطان حياة فرد من أفراده. منطقة الخليج وفيما يتعلق بمنطقة الخليج والتي تقع دائماً في بؤرة الأحداث الإقليمية والعالمية الصحية، وهل يعد السرطان مشكلة ضاغطة على صانعي القرار؟، أجاب "أ. د. توفيق خوجة"، قائلاً:"المجتمع الخليجي يقع في بؤرة الأحداث الصحية العالمية، وهو ليس بمنأى عنها، لهذا كان التسجيل الخليجي للسرطان أحد الركائز الرئيسة في البرنامج الخليجي لمكافحة السرطان"، موضحاً أنه وفقاً للبيانات الموثقة في المركز الخليجي لتسجيل السرطان ومن واقع السجلات الوطنية بدول مجلس التعاون، فقد تم تسجيل ما يقرب من (119) ألف حالة سرطان بين مواطني دول المجلس في الفترة من يناير 1998م إلى ديسمبر 2009م، مضيفاً أنه يتراوح معدل الإصابة بالسرطان لكل (100) ألف نسمة ما بين (72- 158) بين دول المجلس، وهي نسب والحمد لله تظل حتى الآن أقل بكثير من معدلات عالية في دول أخرى، مبيناً أنه من المرتقب أن ترتفع نسبة وحالات الإصابة بمرض السرطان في منطقة الخليج إلى الضعف خلال الأعوام العشرة المقبلة، ذاكراً أنه من المعروف عالمياً وإقليمياً أن التدابير العلاجية والتشخيصية والتأهيلية لهذا المرض ذات تكلفة عالية جداً وباهظة الثمن في بعض الأنواع منه، ومن منطلق الإيمان الكامل بحق المواطن في الرعاية الكاملة من الناحية الصحية والنفسية والاجتماعية والمجتمعية فإن وزارات الصحة بدول مجلس التعاون تتحمل هذا العبء كاملاً، ويستنزف الكثير من الموارد المالية المخصصة لها، والتي قد تكون على حساب برامج صحية أخرى. من اليمين: د. سمر الحمود، د. صالح العثمان، د. توفيق خوجة، د. علي الزهراني وأشار إلى أنه على هذا الأساس فإن برامج التدخلات الوقائية والكشف المبكر والتوعية والتثقيف الصحي تمثل أملاً كبيراً في الحد من هذه المشكلة وخفض معدلات الإصابة بها في الأعوام المقبلة، وهي إن كانت تمثّل عبئاً اقتصادياً وعملياً جديداً، إلاّ أنها تُعد خط الدفاع الأول لصحة المجتمع وأفراده في هذا الصدد، موضحاً أنه على هذا الأساس فإن مكافحة داء السرطان والوقاية منه تمثل مشكلة ضاغطة على صانعي القرار ومؤرقة على متخذي القرار أيضاً، ومن هذا المنطلق فإن دور المشاركة المجتمعية بجميع صورها تمثّل قوة مضافة وتعزيزاً وتدعيماً لتضافر جميع الجهود لمجابهة هذه المشكلة الصحية المهمة. المراكز الصحية ولفتت "د. سحر الحمود" إلى أنّ من أبرز المشاكل في النظام الصحي الحالي أنّ مراكز الصحة الأولية غير قادرة على اكتشاف المرض، وأنّ الكثير من الممارسين فيها لا يستطيعون ذلك، إما لضعف مهارات بعضهم أو لعدم توفر الأجهزة الحديثة في معظم هذه المراكز، مشيرةً إلى أنّ مراكز العلاج المتخصصة في مناطق معينة، وتأخير تحويلات المرضى إليها لا يتم إلاّ في مرحلة متقدمة من المرض، كما أنّ من المشاكل الرئيسة التي تسهم في انتشار المرض وجود العديد من الممارسين الطبيين يساهمون في انتشار المرض عن طريق خطأ التشخيص، ومن ثم يبنى عليه العلاج الخاطئ أيضاً، معتبرةً أنّ البيروقراطية الموجودة في بعض جوانب النظام الصحي تعيق تسهيل العلاج، حيث إنّ تأخير يوم واحد يفرق في حياة المريض. وأضافت أنّ الطريقة الوحيدة للشفاء من السرطان -بعد توفيق الله- تكون من خلال الكشف المبكر، لافتةً إلى أنّ الجميع يعرف انّ "درهم وقاية خير من قنطار علاج"، حيث إنّ الأمراض السرطانية -خصوصاً سرطان الثدي والقولون والبروستاتا- يمكن الشفاء منها واكتشافها مبكراً، إذ إنّ هناك طرقاً لاكتشافها مبكراً، علماً بأنّ بعضاً منها إذا ما وجد عامل خطورة كوجود "جين" مثلاً ممكن عمل علاجات للوقاية ضده، مشددةً على أنّه يجب العلم بأنّ السرطان الآن ليس معناه الوفاة. د. عبدالله الجفري ود. أمين باوزير ومسؤولون من المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول الخليج التعامل مع المريض وبيّن "د. عبدالله الجفري" أنّ من المعروف والشائع في المجتمعات العربية أنّه من غير المستحب أن ينقل شخص نبأ سيئاً إلى شخص آخر، وهذا ينطبق على مرضي السرطان وأحبائهم لدى تلقيهم نبأ تشخيص المرض، فالبعض يفضل التكتم عليه وعدم إخبار عائلته أو العكس، وهنا يأتي دور المشاركة، موضحاً أنّه يجب على المريض أن يشارك من حوله في ألمه ومخاوفه وأفكاره، حيث سيشعر براحة أكثر عندما يفعل ذلك، فهو سيحصل على الدعم النفسي، إذ إنّ إظهار المشاعر أفضل من التكتم عليها، ويتوفر لديه نوعاً من الاستقرار النفسي، وهو ما يحتاجه في هذا الوقت، لافتاً إلى أنّ إخفاء المشاعر يؤدي إلى التخبط وعدم الاستقرار في قرارات قد تتعلق بعلاج المريض، وقد يؤدي أيضاً إلى الوصول إلى بعض الاضطرابات النفسية، فالتعبير عن المخاوف والقلق سينعكس بشكل إيجابي علي حالة المريض الصحية والنفسية بشكل جيد وملحوظ، كما أنّ إخفاء مخاوفه قد يحرم الآخرين ممن حوله من تقديم الدعم والمساندة في الوقت المهم. وأضاف أنّه في بعض الأحيان يدور في ذهن المريض بعض التساؤلات بعد التشخيص من أهمها: من يجب أن أخبر عن مرضي؟، هل نخبر المريض إذا لم يكن يعلم؟، فمن يتلقى خبر الإصابة بالمرض يجد نفسه محاطاً بدائرة كبيرة من التساؤلات والمسؤوليات على عاتقه، وتختلف رؤيته للحلول بحسب طبيعة وشخصية المريض وعائلته، فسيقول لنفسه: هذا كبير السن ولن يتحمل الصدمة، أو فلانة سنها صغير جداً على فهم هذه الأمور، وهنا يجد نفسه في دائرة ضيقة، ولن يصل إلى الراحة المطلوبة في وقت بسيط، ولا بد له أن يعلم أنّ الصدمة باختلاف أنواعها تبدأ عادة كبيرة جداً، ويأتي معها الخوف، والغضب، والقلق، والإنكار من الجميع، سواءً المريض أو أفراد العائلة؛ مما يستدعي وقتاً حتى يستطيع الجميع العودة إلى رؤية الأمور بشكل أفضل. دور الإعلاميين وأوضح "د. أمين باوزير" أنّ الوقت قد حان لإيجاد شراكات متوازنة بين كافة منظمات المجتمع المدني في الخليج للعمل كفريق واحد وتوحيد الجهود فيما بينهم لإجراء بعض المشروعات البحثية المشتركة، من أجل التوعية بمسببات لبعض الأمراض السرطانية، ورصد الحالات السرطانية بما يساعد على وضع الاستراتيجيات لمكافحة السرطان مستقبلاً، وتخفيف معاناة المرضى والكشف المبكر، ووضع آليات تشخيص سليمة ومتطورة وتحديد العلاجات المناسبة والقيام بحملات التوعية الملائمة. وأضاف أنّه ليس لأحد صك يضمن عدم تعرضه للإصابة بالسرطان، مبيّناً أنّ الوقاية والتوعية والتثقيف لها دورها الكبير في تجنب هذا الداء القاتل، ومعرفة المسببات والعوامل المساعدة على الإصابة به، ومنها التدخين كأحد العوامل الأساسية لحدوث كثير من السرطانيات في الفم والبلعوم والحلق والمعدة، بالإضافة إلى بعض المسببات السمية والمخصبات للتسريع من إنضاج الفواكه والخضروات، داعياً الإعلاميين لأن يكونوا أفراداً فاعلين في مجتمعاتهم، ويساهموا في توعية الجميع حول الأمراض السرطانية. مكتب تنفيذي وحول دور المكتب التنفيذي في تعزيز العمل الخليجي المشترك لمكافحة السرطان أوضح "د. علي الزهراني" أن أولى خطوات الترتيب لإعداد هذا البرنامج الخليجي المهم هو التعرف على حجم المشكلة، بدءاً بتسجيل حالات السرطان والتعرف على أنواعها، وتحري وبائياتها، مضيفاً أنه من هذا المنطلق سعى المكتب التنفيذي إلى التصدي لهذا الموضوع، حيث أكد المؤتمر الثالث والأربعين -ذي الحجة 1417ه /مايو 1997م بجنيف- على أهمية إعداد برامج وطنية للوقاية من السرطان ومكافحته وعلاجه بكل دولة، مبيناً أنه كانت نقطة البداية والانطلاق حينما تم الاتفاق على تحديد مراكز التسجيل على المستوى الوطني بكل دولة، كما تم الاتفاق بالإجماع على اختيار السجل الوطني للأورام بمستشفى الملك فيصل التخصصي كمركز خليجي لتجميع وتحليل البيانات الواردة، وإصدار التقرير الدوري السنوي لدول المجلس، إضافةً إلى إجراء التدريب في مجال تسجيل السرطان، وتقديم المشورة للدول الأعضاء في هذا المجال، والذي بدأت مسيرته بصدور الموافقة السامية من لدن خادم الحرمين الشريفين باختيار مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث مقراً له، مشيراً إلى أن هذه الموافقة السامية تأتي استمراراً لما توليه حكومة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- من اهتمام ودعم لكل ما يسهم في زيادة التعاون بين دول المجلس في هذا المجال الصحي المشترك. وأضاف أن المكتب التنفيذي شدّد على إعداد برنامج للمكافحة يمكن تطبيقه على المستوى الوطني بكل دولة من قبل اللجنة الفنية المختصة، على أن يشمل جدولاً زمنياً والتكاليف المتوقعة لتنفيذ هذا البرنامج، كما أكد على جميع الدول الأعضاء بإصدار تعليماتها بأن يكون الإبلاغ عن السرطان إلزامياً بجميع المرافق الصحية -حكومية أو أهلية-، ذاكراً أنه استمرت مسيرة البرنامج الخليجي لمكافحة السرطان عبر الأعوام الماضية بإصدار ما يقارب (12) قرار وما يماثلها من توصيات للهيئة التنفيذية. مؤتمر دولي وعن المؤتمر الدولي حول أعباء السرطان في منطقة الخليج تحت شعار "سد الثغرات"، قال "د. صالح العثمان": تحت رعاية "م. عادل فقيه" -وزير الصحة المكلف- سيعقد بمشيئة الله المؤتمر في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات في فندق "الانتركونتننتال" بالرياض، وينظمه المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون والمركز الخليجي لمكافحة السرطان بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، مضيفاً أنه تأتي هذه الرعاية تأكيداً على الدور الريادي لحكومة خادم الحرمين الشريفين للرعاية الصحية على الساحتين الاقليمية والدولية والمكانة الخليجية المرموقة، حيث يعد المؤتمر الأول من نوعه في العالم العربي ومنطقة الخليج، ويمثل فرصة استثنائية لكافة الأطباء والعلماء والباحثين والعاملين بالقطاع الصحي وأصحاب القرار في النظم الصحية وخبراء الاقتصاد الصحي والمهتمين في هذا المجال لبحث عبء المرض والآثار الحالية والمستقبلية لأمراض السرطان على اقتصاديات الصحة مع نخبة متميزة من الخبراء والمتخصصين في منظمات عالمية مشهود لها بالتميز والكفاءة، فضلاً عن الرؤى الاستراتيجية لاتباع نهج متكامل في مكافحة السرطان، وتعزيز برامج التوعية الصحية والوقائية والكشف المبكر للسرطان، وتوطيد العلاقة بين الأطباء والباحثين ومتخذي القرار في مجال الأورام والقائمين على الرعاية الصحية في منطقة الخليج، وسبل تفعيل الخطط الاستراتيجية الوطنية والخليجية في مكافحة السرطان، مبيناً أنه تنبع أهمية المؤتمر من الاهتمام العالمي بأعباء السرطان كمشكلة صحية دولية تعاني منها جميع النظم الصحية على حد سواء، نظراً لاستمرار تنامي هذا العبء بسبب تزايد أعداد سكان العالم وارتفاع معدلات الشيخوخة إلى جانب السلوكيات المسببة للسرطان. دور المسؤولين وعن أهداف المؤتمر أجاب "د. صالح العثمان"، موضحاً أنها تنحصر في تأثير علاج مرض السرطان على اقتصاد دول مجلس التعاون، وكذلك وضع أولويات فحص مرض السرطان والكشف المبكر عنه ومعالجته، إضافةً إلى وضع الاستراتيجيات المتعلقة بمقاربات معالجة السرطان المتكاملة، إلى جانب دور المسؤولين عن الرعاية الصحية الأولية في مكافحة السرطان والوقاية منه، وكذلك تمكين برامج الصحة العامة التوعوية في مجال الوقاية والكشف المبكر عن السرطان، إضافةً إلى إعداد برامج الأبحاث في منطقة الخليج، وإقامة شبكة علاقات وتعاون فعالة بين أطباء الأورام والعلماء والجهات الداعمة للرعاية الصحية في منطقة الخليج، إلى جانب دور المنظمة غير الحكومية في تطبيق البرامج الوطنية لمكافحة السرطان. وفيما يتعلق بمحاور المؤتمر، أوضح أنها مرتبطة بتحديات مكافحة مرض السرطان في منطقة الخليج، وأعباء مرض السرطان الحالية والمستقبلية في منطقة الخليج، ودور برامج التوعية والكشف المبكر في مجالات الصحة والاقتصاد ونوعية حياة المرضى، إضافةً إلى دور مراكز الرعاية الصحية الأولية في الكشف المبكر عن مرض السرطان ومعالجته، ودور الوسائل "التكنولوجية" المتطورة في الحد من تكاليف العلاج، إلى جانب دور الشبكات الاقليمية والدولية في مكافحة المرض. سرطان القولون وتداخلت "د. سمر الحمود" مبيّنةً أنّ "سرطان القولون" يعدّ الأول انتشاراً عند الرجال والثالث لدى النساء في المملكة، فيما كشف أطباء مختصون عن ارتفاع نسبة الإصابة لدى صغار السن -تحت (35) عاماً-، وهو من أكثر الأمراض التي تثير الخوف لدى الناس، وتحيّر الأطباء وتشغل تفكيرهم، حيث أنّ التدخين والسمنة من أهم مسبباته، مشيرةً إلى أنّ الرياضيين أقل إصابةً به، إذ أنّ عدم ممارسة الرياضة يرفع نسبة الإصابة بالمرض (25%)، كما أنّ سرطان القولون يزداد بنسبة (6%) سنويًّا عالميًّا ومحليًّا، مبيّنةً أنّ متوسط الإصابة بسرطان القولون لدى الرجال في المملكة عند (60) سنة، ولدى النساء عند متوسط عمر (55) سنة، كما أنّ نسبة انتقال المرض وراثيًّا لا يتجاوز (2%)، موضحةً أنّه يمكن الكشف على أبناء مريض سرطان القولون لمعرفة إن كانوا يحملون "جينًا وراثيًّا" للمرض نفسه؛ حتى يتم بدء معالجتهم مبكرًا قبل إصابتهم. وقالت إنّ القولون هو الجزء الأخير في الأمعاء الغليظة من الجهاز الهضمي، وحجمه يبلغ قرابة (15) سم، ووظيفته الرئيسة هي امتصاص الماء المتبقي من المواد الصلبة، ثم تمرير الفضلات الزائدة إلى خارج الجسم، وسرطان القولون يبدأ ككتلة صغيرة من الخلايا -غير السرطانية- إلى أن يتحول إلى كتل سرطانية، موضحةً أنّ الأسباب الرئيسة تقع على عاتق مجموعة عوامل منها: التاريخ العائلي، والنظام الغذائي، ولكن تعتبر السمنة المفرطة، والتدخين، والكحول، وعدم ممارسة الرياضة من أبرزها، ناصحة بالفحص الطبي فور ظهور أي علامة تدل على نزف من فتحة الشرج أو ظهور دم في البراز، والإسهال أو الإمساك، والتي تستمر لفترة تزيد عن أسبوعين، وضيق في منطقة البطن "تشنجات مغص"، أو انتفاخات غازية وأوجاع، والتعب أو الضعف، وهبوط غير مبرر في الوزن. وأضافت أنّه من الواجب الالتزام بنظام غذائي صحي، وأنّ يكثر الإنسان من تناول الخضار والفواكه التي تضم مكونات مضادة للأكسدة، وتجنب الأطعمة التي تحتوي على مواد صناعية أو نسب عالية من الدهون، والأهم من ذلك كله ممارسة الرياضة وأن يأخذ الجسد حقه من الراحة النفسية والعناية الصحية، موضحةً أنّ البعض يلجؤون إلى إجراء عملية تنظيف القولون لأسباب كثيرة، من أبرزها تنظيف الجسم، عن طريق تناول أدوية معينة أو أعشاب بشكل مباشر في مراكز متخصصة، لافتةً إلى أنّ العملية تجارية، ولكن تعطي شعوراً كاذباً بالتحسن، وهي كأي عملية إخراج طبيعية، مؤكّدةً أنّ لها مضار كبيرة، فهي تعطل عملية تنظيف القولون الطبيعية التي يقوم بها الجسم، وتسبب جفافاً والتهابات ناتجة عن استخدام الأجهزة نفسها للمرضى. السجل الوطني وعن مدى انتشار سرطان القولون والمستقيم في المملكة؛ أوضحت "د. سمر الحمود" أنّه بالرجوع للسجل الوطني للسرطان في المملكة نجد أنّ مجمل حالات السرطان ترتفع بصورة ملحوظة خاصة الفترة من 2000-2002م، فقد تراوح عدد المرضى ما بين (5692-5974) حالة، لكن الوضع بالنسبة لسرطان القولون والمستقيم مختلف جداً، حيث ارتفع عدد الحالات من (377) في عام 2000م إلى (502) في عام 2002م، وبمعدل زيادة سنوي مقداره (8%)؛ مما أدى لارتفاع سرطان القولون والمستقيم من المرتبة الرابعة إلى المرتبة الثانية بين أكثر أنواع السرطان انتشاراً في المملكة. وأضافت أنّ السرطان يحدث نتيجة خلل في وظائف الخلايا المبطنة للقولون والمستقيم؛ مما يؤدي لتكاثرها بصورة شرهة منتجة أوراماً سرطانية، هذا الخلل هو محل دراسة في الكثير من مراكز الأبحاث، ولعل خلاصة ما توصل إليه البحث في هذا المجال هو أنّ ازدياد سرطان القولون والمستقيم يرجع لتغير نوعية الغذاء، وأهم عاملين في الغذاء هما الألياف والدهون، فقلة الألياف وازدياد الدهون في الغذاء يصاحبها ارتفاع في عدد حالات السرطان. الوقائية المبكرة وإجابة على سؤال: هل يمكن تجنب الإصابة بسرطان القولون؟؛ أكّدت "د. سمر المحمود" أنّه الوقاية والاستقصاء المبكر يمكن أن تجنب الإنسان من خطر الإصابة بسرطان القولون، حيث يجرى هذا النوع من الفحوصات في الدول المتقدمة للأشخاص في سن (50) سنة فما فوق، وهو عمر الخطر النسبي لهذا المرض، وهناك أنواع متعددة من الفحوصات المبكرة هدفها اكتشاف سرطان القولون في مراحله المبكرة وقبل انتشاره، وإعطائه فرصة لكشف "المراجل" واستئصالها قبل أن تتسرطن، مفيدةً أنّ الوقاية هي طبعاً خير من العلاج، ولكن قد تكون أيضاً جزءاً من العلاج، وذلك عن طريق المسح الوقائي للمرض، وهنا يعني إجراء فحوصات للأشخاص فوق سن الخمسين -الأصحاء الذين ليس عندهم أعراض-؛ بهدف تشخيصه في مرحلة مبكرة وقابلة للشفاء. السرطان لا يعني الموت وأوضح "د. عبدالله الجفري" أنّه حتى النصف الثاني من هذا القرن كان الاعتقاد بأنّ "السرطان يعني الموت" منتشراً إلى حد موجع، فالأطباء يخفون التشخيص عن المصابين به ويبلغون به أسرهم فقط، ورغم مرور الوقت والتقدم العلمي المذهل ما زال التأثير النفسي للسرطان عند المريض وربما يكون مدمراً، فلا تزال الكلمة تستحضر مخاوف الموت والتشوه والاعتماد على الغير بدنيًّا، والعجز عن حماية أولئك الذين يعتبرهم أعزاء لديه، وعادة ما تكون ردة الفعل الفورية عند تشخيص المرض لدى فرد ما هي عدم التصديق والإصابة بالصدمة، وقد يُحدِّث المرء نفسه أنّ "ذلك لا يمكن أن يحدث لي، لا بد أنهم أخطأوا عند فحص الشرائح"؛ ثم تأتي بعد ذلك مرحلة الضيق الحاد والهياج الشديد والاكتئاب الذي قد ينطوي على الانهماك في التفكير بالمرض والموت والقلق وفقدان الشهية والأرق وضعف التركيز والعجز عن القيام بالأعمال الروتينية، وفي الأحوال المثالية يبدأ المرض بعد أسبوع أو أسبوعين بالشعور بأنهم لم يفقدوا كل شيء وعلى مدى الأسابيع أو الأشهر التالية يتعلمون ببطء كيف يتغلبون على الحقيقة القاهرة للمرض. الأكثر شيوعاً وأشار "د. صالح العثمان" إلى أن أنواع السرطان الأكثر شيوعاً بدول المجلس خلال الفترة 1998-2009م هي على النحو التالي؛ سرطان الثدي، سرطان القولون والمستقيم، السرطان اللمفاوي -غير هودجكن-، سرطان الدم -ابيضاض الدم-، سرطان الغدة الدرقية، سرطان الرئة، سرطان المعدة، سرطان البروستات، ذاكراً أن هذا التصنيف الناتج عن استقراء البيانات التسجيلية والاحصائية يساعد الباحثين والأطباء والقيادات الصحية على وضع الخطط والتدابير العلاجية المناسبة والملائمة للواقع، لذلك تستلزم خطط مكافحة السرطان تحقيق التناغم والتكامل ما بين الرعاية الصحية الأولية والاستشفائية والمتخصصة، خاصةً الجانب الوقائي الذي يعمل في المقام الأول على مجابهة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة المؤدية إلى تغير أنماط الحياة وزيادة عوامل الخطورة وفي مقدمتها التدخين، وتقليص ممارسة الرياضة والنشاط الجسدي، وفرط تناول الأطعمة غير الصحية. الزميل تركي السديري مصافحاً د. الجفري خلال استقبال ضيوف الندوة أكد الزميل رئيس التحرير الأستاذ تركي بن عبدالله السديري أهمية تضافر الجهود الخليجية في محاصرة مرض السرطان بكل أشكاله، مشيراً إلى أن الوعي هو "خط الدفاع الأول" للمواجهة، من خلال الكشف المبكر، والوقاية من مسبباته، والتثقيف الصحي لنوع الأكل، وتوقيته. رئيس التحرير: أولويات المواجهة تعتمد على «الوعي» ودقة التشخيص وقال خلال استقباله ضيوف ندوة الثلاثاء: "ما يهمنا في هذه المرحلة سرعة تأهيل العنصر البشري، وقدرته على التشخيص الدقيق، وتوفير جميع الوسائل التقنية المعينة على ذلك، إلى جانب الارتقاء بمستوى النظم الصحية، ودعم المراكز الصحية داخل الأحياء وربطها بمراكز طبية متخصصة"، موضحاً أن المهمة ليست سهلة تجاه مرض خطير، ومخيف، حصد أرواح كثيرين، ولا يزال يشكّل مصدر تهديد مع التغيرات المعيشية والاقتصادية في دول مجلس التعاون. وأضاف أن التجمع الخليجي لمؤتمر "سد الثغرات" - الذي يناقش الأسبوع المقبل أعباء تكاليف مرض السرطان في الخليج - هو مبادرة مميزة نحو البحث عن حلول مشتركة، ومزيد من التنسيق، والتعاون، إلى جانب استثمار الإمكانات المتاحة بين دول الخليج، وتبادل الخبرات ونتائج البحوث العلمية بما يضمن ترتيب أوليات المواجهة، والحد من التكاليف. وأشار إلى أهمية مشاركة مؤسسات المجتمع المدني في مهمة التوعية والتثقيف تجاه المرض، وهو ما يعد ضرورة مع الانفتاح الإعلامي، وتعدد وسائل نقل المعلومات للجمهور. التحدي الأكبر في تأهيل العنصر البشري يرى "د. أمين با وزير" أن التحدي الأكبر في مواجهة السرطان بمنطقة الخليج العربي يتوقف على توفير القوى العاملة المؤهّلة والمدربة على المكافحة والوقاية، خاصة مع النقص الشديد للكوادر الخليجية الفنية المتخصصة والمؤهلة؛ كفريق عمل متكامل: طبي، تمريضي، تشخيصي، علاجي (دوائي- إشعاعي)، جراحي، تأهيلي (نفسي- اجتماعي)، داعياً إلى ضرورة الاهتمام بالاستخدام الأمثل للموارد التي لا يقتصر دورها على الحد من التكاليف وحسب، بل تعزيز إمكانية الحصول على رعاية صحية ذات جودة عالية واستمراريتها لتصبح في متناول المريض وأسرته. وقال إن زيادة التركيز على خدمات الرعاية الصحية لها العديد من الفوائد التي لا تنحصر فقط في التقليل من التكلفة، ولكن أيضًا من خلال ضمان تحسّن واستمرارية وصول هذه الرعاية الصحية بشكل أفضل لأفراد المجتمع والعائلة، موضحاً أن منظمي المؤتمر يعملون على تهيئة بيئة تفاعلية لتبادل الخبرات في مدى تطبيق طرق المكافحة والوقاية في ظل التركيز على الحد من الأعباء الاقتصادية المترتبة عن مكافحة السرطان والوقاية منه في منطقة الخليج. تجارب النظم الصحية في الدول المتقدمة حول أهمية الاكتشاف المبكر دعت "د. سمر الحمود" إلى أهمية الإفادة من خبرات وتجارب النظم الصحية بالدول المتقدمة -التي بادرت منذ عدة عقود بإعطاء أولوية لبرامج الاكتشاف المبكر للسرطان-، من خلال إجراء المسوحات الصحية الدورية ضمن الاستراتيجيات الوقائية للتخفيف من الأعباء المتزايدة المترتبة على ارتفاع معدلات السرطان، مع الاهتمام بالجوانب العلاجية والتأهيلية والتلطيفية لعلاجه بأنواعه المختلفة. وقالت إن المسوحات الصحية الدورية للاكتشاف المبكر للسرطان تعد استراتيجيات مرتفعة المردود وذات جدوى اقتصادية وصحية وتنموية، وفقا لنتائج الدراسات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية (WHO)، وعن الشبكة العالمية للمسوحات الصحية للاكتشاف المبكر للسرطان، التابعة للمعهد الوطني للسرطان بالولاياتالمتحدة الأميركية. وأضافت أنه تتم بموجب ذلك متابعة برامج الوقاية من السرطان والمسوحات الصحية الدورية بالدول المختلفة لتبادل الخبرات واستخلاص الدروس المستفادة من تخطيط وتنفيذ ومتابعة تلك البرامج، وتقييم جدواها الصحية والفنية والاقتصادية، مثل برامج المسوحات الصحية الدورية للاكتشاف المبكر لسرطان الثدي وسرطان عنق الرحم وسرطان القولون والمستقيم وسرطان البروستاتا، والتي تطبقها العديد من الدول بنجاح منذ عدة عقود ضمن خطط برامج إعادة هيكلة النظم الصحية، وبما يتفق مع تحديات الأمراض المزمنة غير المعدية وعوامل الخطورة ذات العلاقة بها ومسؤوليات النظم الصحية عن وضع البرامج والسياسات للتصدي لتلك التحديات. وأشارت إلى أهمية تطبيق معايير ومؤشرات جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى ببرامج المسوحات الصحية الدورية للاكتشاف المبكر للسرطان، والمتابعة المستمرة لأداء تلك البرامج باستخدام الأدوات والأدلة المعيارية ومؤشرات المتابعة، ومن خلال منظومة عمل متكاملة؛ بهدف العمل على خفض معدلات الإصابة والوفيات الناتجة عن السرطان وتطوير السجلات الوطنية للسرطان، ونظم المعلومات الصحية والاهتمام بالإستراتيجيات الوقائية والعلاجية والتأهيلية والتلطيفية والسعي للوصول للأهداف والغايات التي حددتها منظمة الصحة العالمية بهذا الشأن. ننتظر تكامل «الرعاية الصحية» مع المراكز المتخصصة أوضح "د. عبدالله الجفري" أن مكافحة السرطان تتطلب تحقيق التكامل والتناغم ما بين الرعاية الصحيّة الأوّلية والاستشفائيّة والمتخصّصة في كافة دول الخليج، مشيراً إلى أنه من المرتقب أن ترتفع حالات الإصابة بمرض السرطان في منطقة الخليج إلى الضعف بما يعادل 1.8 خلال السنوات العشرة المقبلة؛ نتيجة التغيّرات الاجتماعيّة-الاقتصاديّة المتسارعة المفضية إلى تغيير نمط الحياة، وزيادة نسبة التدخين، وتقليص ممارسة الرياضة والتمارين الجسديّة، وفرط تناول الأطعمة غير الصحيّة. وقال:"يبرز التحدّي الأكبر في هذا الإطار في توفير القوّة العاملة المطلوبة التي تعنى بمكافحة السرطان في ظلّ النقص البالغ الذي تعاني منه كثير من الدول على مستوى الأخصائيّين، بما في ذلك أطبّاء الأورام وخبراء علم الأمراض وطاقم العمل المسؤول عن توفير خدمات العلاج بالأشعة"، مشيراً إلى أن السرطان يعد مشكلة صحيّة بالغة الخطورة تجتاحُ الدول المتطوّرة والنامية على حدّ سواء، وهو يعد السبب الرئيس الثاني للوفاة في العالم، مؤكداً على أن غالبيّة البرامج الحاليّة لرعاية مرضى سرطان محدودة النطاق وغير مموّلة بشكلٍ كافٍ؛ ممّا يستلزم تقييمها وتكييف الدروس المستفادة ودمجها ضمن برامج واسعة النطاق. أعباء «السرطان» مكلفة وتحتاج إلى حلول عاجلة تحمينا في المستقبل أكد "د. صالح العثمان" على أنّ مؤتمر "أعباء السرطان في منطقة الخليج" سوف يتيحُ الفرصة أمام مزوّدي الرعاية الصحية، والخبراء في مجال مكافحة السرطان، وصانعي القرار، وعلماء الاقتصاد، والمنظمات غير الحكوميّة، والناشطين في الحقل العام بدول الخليج لسدّ الثغرات في مسألة مكافحة السرطان، كما سيشكّل بيئة تفاعليّة لتبادل الخبرات في مجال تطبيق طرق مكافحته، وتحديداً في ظلّ التشديد على الحدّ من الأعباء الاقتصاديّة المترتبة عن برامج المكافحة والوقاية منه في منطقة الخليج، واستنباط أفكارٍ مفيدة للمستقبل. وقال إن أعباء السرطان تستمر بالزيادة عالمياً؛ بسبب تزايد أعداد سكان العالم وارتفاع الشيخوخة، إلى جانب السلوكيات المسببة للسرطان، موضحاً أن زيادة التركيز على الرعاية الصحية له فوائد عدة لا تنحصر فقط في التقليل من التكلفة، ولكن أيضاً تضمن تحسن واستمرارية وصول الرعاية الصحية بشكل أفضل إلى العائلة وكافة أفراد المجتمع، وبالتالي فإن إتباع نهج صحي ووقائي وعلاجي متكامل يشكل السبب الرئيس في نجاح برامج مكافحة السرطان وتخفيف الأعباء المرتبطة بذلك. وأضاف:"من هذا المنطلق لا بدَّ للجهود المبذولة في سبيل مكافحة السرطان أن ترتكزَ على مقارباتٍ متكاملة ومدروسة تندرجُ تحت لوائها التدابير الوقائية والعلاجية في آن واحد، وفي خطوةٍ لمعالجة هذه المسألة المتشعّبة والمعقدة، تسعى الجهات المنظّمة للمؤتمر إلى بلورة برنامج علميّ رؤيويّ من خلال دعوة خبراء متميّزين في المجال من مختلف أنحاء العالم". المشاركون في الندوة د. علي الزهراني المشرف على المركز الخليجي لمكافحة السرطان د. صالح العثمان نائب المشرف العام على المركز الخليجي لمكافحة السرطان د. سمر الحمود استشارية جراحة قولون بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث د. عبدالله الجفري رئيس قسم أورام الأطفال بمركز الملك فهد للأورام د. أمين باوزير نائب عميد الدراسات العليا والبحوث بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة عدن