هيئوا لي ثلوجا على قمم الأربعين وشوكا لكي ينحني جسدي فوق صباره المر، واستمعوا للخريف الذي تتعاظم صفرته في أقاصي الذبول ولا تعدوني بشيء سوى ما تزين لي وحشتي من كوابيسها وارفعوني قليلا لأشهد قصدير روحي الذي يلمع الآن فوق سطوح المدن وارفعوني قليلا لأسند خابية العمر فوق الحصاة الأخيرة فمن ألف عام أسير ولا أجد امرأة تشتري كبريائي الممرغ بالشوق، أو تتبنى سقوطي على ركبتيها كسرب من الأودية كيف لي أن أرمم فخار صدري وأكسو دمي بالهشيم الذي يوحد مراياي في جنة ماضيه كيف لي أن أقود مظاهرة من خطاي القديمة نحو الصبي الذي شاخ في داخلي أن أناديه من عتمة الأقبية: هل أنا أنت؟ أم نحن وجهان لا يجريان إلى غاية أو هدف ومن نحن؟ من يصرخ الآن فينا: الظلال أم أننا نقطة المنتصف بين ما لا يجيء وما لا يعود؟ وهل نحن فاصلة بين حربين أم وحشة تتدحرج نحو سديم النهايات؟ يا ولدا كنته قبل ثلاثين عاما أغثني رد لي شفق السنديان الذي كنت تركض بين ذراعيه، أرملة البيلسان المشرد والسنبلات اليتامى