أعلن أمس وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار بين الحوثيين وقوات التحالف العربي يبدأ غداً الخميس، كما أعلن عن التوافق على تشكيل حكومة شراكة وطنية قبل نهاية السنة. وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي في حديث إلى «الحياة»، أن ما صرح به كيري لا يعني الحكومة اليمنية، مؤكداً عدم علم حكومته بهذا الاتفاق، وقال: «لسنا طرفاً في أي اتفاق، ولا يعنينا، ولم نبلغ به ونستغربه». والتقى كيري أمس ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد وقال إن الحوثيين وافقوا على «الالتزام ببنود اتفاق العاشر من نيسان (أبريل) لوقف الاقتتال بدءاً من 17 تشرين الثاني (نوفمبر) شريطة التزام الطرف الآخر بتنفيذ الالتزامات ذاتها. وحتى الآن، فإن الإماراتيين والسعوديين وافقوا على العمل من أجل المضي قدماً». وكان كيري يشير إلى وقف لإطلاق النار بدأ في نيسان الماضي واستمر حتى نهاية آب (أغسطس) عندما انتهت محادثات سلام برعاية الأممالمتحدة في الكويت من دون اتفاق. وأضاف كيري أن الطرفين «وافقا على العمل من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة في صنعاء آمنة وسالمة... في موعد مستهدف قرب نهاية العام». وأشار المخلافي في حديثه إلى «الحياة»، إلى أن بعض التصريحات تعد مثار شك، كما قد تضع عقبات أمام السلام، «إذ إنها تعطي اعتقادات خاطئة بأن هناك اتفاقات ليس لها على أرض الواقع أي وجود». وشدد على أن أي اتفاق لوقف النار يجب أن يكون مع الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً ووفق القرارات الأممية، مبيناً أن الحكومة طرف أساسي في ما يحدث في اليمن، وأي حديث عن اتفاق بعيداً منها يعد أمراً مستغرباً. ولفت إلى أن الحكومة الشرعية لديها مواجهات واسعة مع الانقلابيين على الأرض، وتساءل: «كيف يجري الحديث عن وقف لإطلاق النار ليست الحكومة طرفاً فيه؟»، مبيناً أن التحالف العربي ليس طرفاً في المشكلة اليمنية «بل جاء إسناداً للحكومة الشرعية، وبالتالي فإن مشاركته في القتال تأتي دعماً للحكومة الشرعية، وتوقفه عن القتال يكون بناء على طلبها». ووصف المخلافي حديث كيري بأنه «لا يزيد عن فقاعة إعلامية أراد كيري -قبل رحيله- أن يحقق من خلالها بعض المكاسب. ولكن لا يصنع السلام هكذا». وعلى صعيد التطورات الميدانية، أعلنت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن في بيان أمس، أن قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي اعترضت فجر أمس صاروخاً باليستياً تم إطلاقه من الأراضي اليمنية باتجاه مدينة نجران، وتم اعتراض الصاروخ وتدميره من دون أضرار. وبادرت قوات التحالف الجوية في الحال باستهداف موقع إطلاق الصاروخ. وفي تعز، واصلت وحدات الجيش اليمني مسنودة بالمقاومة الشعبية وطيران التحالف أمس، تقدمها في الجبهة الشرقية بمحافظة تعز، وطهّرت عدداً من المنازل في منطقة المداور وحي ثعبات شرق المدينة كانت تتمركز فيها الميليشيات الانقلابية. وأكد مصدر عسكري أن أفراد الجيش والمقاومة تمكنوا من دحر عناصر ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي صالح من المواقع التي كانت تسيطر عليها في منطقة ثعبات وحسنات، شرق تعز، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة منذ الليلة الماضية. ولفت المصدر إلى أن الجيش أحرق مدرعة تابعة للميليشيات إثر استهدافها أسفل مدرسة عقبة، شرق المدينة، كما تمكن من إعطاب مركبة للانقلابيين ومصرع سائقها بالقرب من مكان احتراق المدرعة. في غضون ذلك، اشتدت المعارك بين قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في جبهات حجة والجوف ومأرب، وأفادت مصادر الجيش بأن القوات الحكومية حققت انتصارات كبيرة على ميليشيات الحوثيين وقوات صالح في الجبهة الشرقية لمدينة تعز. وذكرت أن 20 مسلحاً من ميليشيات الحوثيين وصالح قتلوا في المعارك إلى جانب عشرات الجرحى، مقابل ثلاثة قتلى في صفوف الجيش الوطني وستة جرحى. وفي جبهة ميدي- حرض شمال غربي محافظة حجة الحدودية، أفادت مصادر القوات الحكومية بأنها حققت تقدماً في محيط مدينة ميدي وسط قصف مدفعي عنيف وغارات لطيران التحالف أدت إلى مقتل 30 متمرداً وجرح 40 آخرين. إلى ذلك، شن طيران التحالف العربي غارتين على مواقع للحوثيين وقوات صالح شمال العاصمة صنعاء، وقال شهود إن الضربتين استهدفتا موقع كلية الهندسة العسكرية الواقعة في منطقة جولة آية.