لم تكد تمر الدقائق الأولى على سريان الهدنة التي أعلنتها الأممالمتحدة بين مسلحي الحوثيين والقوات الموالية لهم من جهة، وقوات الجيش اليمني والمقاومة من جهة أخرى، حتى أقدم المتمردون على خرقها في معظم جبهات القتال في محافظات تعز ومأربوالجوف وشبوة. وفيما أعلنت قوات الشرعية أن «الهدنة صامدة رغم الخروقات» وأنها ملتزمة بالرد في سياق «الدفاع عن النفس» رحب مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بسريان وقف الأعمال القتالية وحث الأطراف على «مواصلة العمل لضمان الالتزام الكامل بهذا القرار وإعداد بيئة تؤهل لمحادثات السلام» المنتظرة في الكويت في 18 الشهر الحالي. واعتبر ولد الشيخ أن اليمن «لا يستطيع تحمل خسارة المزيد من الأرواح»، مشيراً إلى أن وقف الأعمال القتالية «يتضمن بنوداً تسمح بالتنقل الآمن وغير المشروط للعاملين في الحقل الإنساني وبإيصال المساعدات الإنسانية في كل أنحاء البلاد". وقال إن «لجنة التنسيق والتهدئة» عاودت نشاطها من الكويت وستراقب التزام الأطراف وقف الأعمال القتالية، موضحاً أنها «تضم الممثلين العسكريين لأطراف النزاع، وهي خضعت أخيراً إلى دورات تدريبية مكثفة تحت إشراف خبراء دوليين من الاتحاد الأوروبي" لدعم قدراتها على تنفيذ مهماتها. وكان ولد الشيخ وصل إلى الرياض أمس للقاء الرئيس عبدربه منصور هادي وبحث مستجدات وقف إطلاق النار والتحضير لمفاوضات الكويت، وعقد لقاءين منفصلين مع نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر. وقالت وكالة «سبأ» الرسمية إن الأحمر أكد للمبعوث الأممي أن توجيهات صدرت للقادة العسكريين كافة بتثبيت وقف إطلاق النار في الوقت المحدد بناء على أوامر هادي، إيماناً من الحكومة بضرورة إيجاد حل يُنهي الانقلاب ويحقن دماء اليمنيين. وفي الوقت الذي التزمت فيه القوات المسلحة السعودية الهدنة، خرقتها ميليشيا الحوثيين وصالح منذ الساعات الأولى، وقصفت قواتهم مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في كل من مدينة حرض وميدي المحاذية للسعودية، بقذائف الهاون والكاتيوشا. وقالت مصادر ل «الحياة» إن القوات السعودية رصدت تحركات عسكرية وحشوداً باتجاه الحدود، فيما لم تقم باتخاذ أي إجراء عسكري ضدهم، والتزمت الاستعداد للرد على أي محاولات لاختراق الحدود السعودية. وكانت قيادة التحالف العربي المساند للشرعية في اليمن أعلنت في بيان ليل الأحد- الإثنين وقف العمليات العسكرية بناء على طلب من الرئيس اليمني مع احتفاظها بحق الرد على أي خرق لوقف إطلاق النار. وأكد التحالف في بيانه أن قيادته مستمرة «في دعم الشعب اليمني والحكومة في سبيل إنجاح المشاورات التي ترعاها الأممالمتحدة الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية. من جهة أخرى، أفاد رئيس أركان الجيش اليمني اللواء محمد المقدشي، بأن وقف إطلاق النار صامد على رغم خروقات الحوثيين في محافظات تعز ومأربوالجوف. واتهم الحوثيين وقوات صالح بإطلاق صاروخ باليستي على مأرب بعد سريان الهدنة، مؤكداً أنه تم اعتراضه وتدميره فوق مديرية «مجزر»، وقال إن قواته ملتزمة وقف أي محاولة تقدم للمتمردين. في غضون ذلك، أفادت قوات الجيش والمقاومة بأنها سجلت في محافظة تعز 12 خرقاً لإطلاق النار من قبل الحوثيين وقوات صالح في الساعة الأولى من الهدنة، وأضافت أنها قامت بالرد في إطار الدفاع عن النفس. واستهدف طيران التحالف مواقع الحوثيين وقوات صالح في مناطق شرقي مدينة تعز في سياق الرد على خروقات المتمردين. كما أكدت مصادر المقاومة في محافظة الجوف، أن المتمردين خرقوا الهدنة في ثلاث مديريات هي «المصلوب والمتون والغيل»، واستمرت الاشتباكات حتى منتصف نهار أمس، كما كشفت المصادر عن استمرار الاشتباكات في مديرية بيحان في محافظة شبوة. في جانب آخر، أعربت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون الأطفال في النزاعات المسلحة ليلى زروقي، عن الأمل في أن يؤدي وقف الأعمال القتالية واستئناف المحادثات السياسية إلى إنهاء النزاع. ووزع السفير اليمني في الأممالمتحدة خالد اليماني بياناً في نيويورك قال فيه إن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي وجه رسالة إلى ولد الشيخ أحمد «تؤكد التزام الحكومة اليمنية شروط وأحكام وقف الأعمال القتالية". وأوضح المخلافي أنه «تم عقد مجموعة من الاتفاقات على مستوى المحافظات التي تدور فيها المواجهات تحت رعاية قوات التحالف برئاسة المملكة العربية السعودية، في منطقة ظهران الجنوب بالمملكة بين ممثلين عن الحكومة اليمنية والحوثيين من أجل وقف العمليات القتالية وفك الحصار عن المدن المحاصرة والسماح للمواد الغذائية والأدوية بالدخول إلى هذه المناطق.