السائق الماهر، الخبير بشوارع الرياض أو جدة، والمعتاد على التعامل مع معظم أنواع السيارات، والتصرف خلال المناسبات والازدحام، وبضع مواصفات أخرى تحددها طبيعة رب عمله، هذا النوع من السائقين يعتبر عملة نادرة، وبحكم ارتفاع الطلب عليه، يرتفع سعره، بل إن هناك بورصة لهم، وخطفاً أو استقطاباً خصوصاً بين النساء العاملات، أو الرجال الذين تم «الزن» عليهم. الاستقدام ومكاتبه ومنظموه يعيشون في عالم آخر، رسموا معالمه قبل سنوات، وتغيرت خلالها الحاجات، وزاد الازدحام، وتعقدت المهنة، أو تعمق ارتباطها بالأسرة – للأسف - كنتيجة حتمية لأمرين: عدم وجود وسائل المواصلات العامة العملية والواقعية، والثاني «عدم السماح للأحداث الذكور تحت 18 عاماً بالحصول على رخصة قيادة!، على رغم ترخيص المجتمع لهم بالقيادة بأمهاتهم!». وذكرت أن السوق السوداء أو الموازية نظمت نفسها بنفسها، وفرضت أعرافها، وأسعارها، ومتعهديها، بل تجاوزت إلى حل إشكالاتها ذاتياً، وكأنها أصبحت قبيلة السائقين، وأضيف أن عملية الاستقدام باتت في جزء منها أكاديمية لتخريج العاملين لدى الغير عند الهروب، أو الناقلين لكفالتهم على أشخاص يتميزون بالمرونة تجاه السماح لهم ب «تلقيط رزقهم». العمل كسائق خاص، على سيارة خاصة، أصبح المهنة المفضلة الأولى للمرافقين كمحارم لزوجاتهم المقيمات، ثم للمسرحين في الشوارع من كفلاء استقدموهم من دون حاجة، والفئة الثالثة كانت مفاجأة، هي لسائقين لدى عائلات يعملون في وقت فراغهم، وحجة غيابهم او تأخرهم جاهزة «زهمه كتير». الأسعار تبدأ من 1200 ريال، وصعوداً حتى 2000 ريال شهرياً، والمشوار الخاص يبدأ من 50 ريالاً، وفئة أخرى لا تتعاقد مع عائلة واحدة، بل «تقلّب» رزقها مع أكثر من مصدر، وهذه غالباً تستأجر سيارة، وقيمة الايجار الشهري للسيارة 1500 ريال، الأمر الذي اثر فضول صديقي «أبو الونات» الذي «بحبش» في الموضوع واكتشف أن مثل هذا يجني في فترة المدارس ثلاثة أضعاف قيمة الإيجار، وفي فترة الإجازة بحسب حظه وكثرة «عروس» مستخدميه. السماسرة أيضاً مهمون في هذه السوق، هم صمام الأمان للسائق الذي غالباً من بني جلدتهم، والذي يقوم بكشف هيئة العميل، ومعرفة مدى حاجته، وتكتمه، وخضوعه لأعراف السوق، وهو بمثابة الضامن للطرفين، يضمن للسائق أن عميله لن يجحده أجره، وللعميل أن السائق «ميه ميه». لا يستطيع البعض الاستقدام لعدم انطباق بعض الشروط عليهم، ولا يقدر بعض آخر على مصاريف «السوق الحرة» للسائقين، والفئتان مضطرتان لسائق خاصة أيام الدراسة، والحل الحكومي «مدري عنه»، والأهلي المتمثل في لجنة الاستقدام... «برضو مدري عنه». [email protected]