وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى مسقط أمس، في زيارة وصفت بالغامضة، ويتوقع أن يلتقي رئيس وفد الحوثيين إلى مفاوضات الكويت، محمد عبدالسلام، الذي يقيم في العاصمة العُمانية منذ أكثر من أسبوع، بحسب ما أوردت وكالة أنباء الأناضول التركية. وتعتبر زيارة كيري هذه الأخيرة إلى المنطقة في إطار مساعيه لحل الأزمة اليمنية قبل تولي إدارة دونالد ترامب السلطة في كانون الثاني (يناير) المقبل. ويعد لقاء عبدالسلام مع وزير الخارجية الأميركي مستغرباً، فيما يواصل الحوثيون ومناصروهم ترديد عبارات «الموت لأميركا» في تظاهراتهم وخطبهم، إضافة إلى استهداف مدمرة «يو إس إس ماسون» الأميركية الشهر الماضي بصواريخ أطلقت من مناطق يسيطر عليها الحوثيون. وذكرت مصادر صحافية أن لقاء كيري وعبد السلام سيتطرق إلى المواطنين الأميركيين المعتقلين لدى جماعة الحوثي في صنعاء، والذين أُفرج عن ثلاثة منهم أخيراً بوساطة عُمانية. ووفقاً للخارجية الأميركية، فإن كيري سيلتقي في مسقط السلطان قابوس بن سعيد بعد أن التقى وزير الخارجية يوسف بن علوي، لبحث الأزمة اليمنية وجهود التوصل إلى تسوية سلمية للصراع. ومن المقرر أن يتوجه كيري بعد ذلك إلى الإمارات، حيث سيلتقي ولي عهد إمارة أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لبحث التحديات التي تواجه المنطقة. ميدانياً، شن طيران التحالف العربي صباح أمس، غارات على مركبات كانت تنقل إمدادات للمسلحين الحوثيين على طريق يربط بلدة يريم في محافظة إب بعاصمة المحافظة. ونقلت وكالة «رويترز» عن اللواء الركن أحمد عسيري المتحدث باسم التحالف، أن القافلة كانت في طريقها من محافظة إب حاملة ذخيرة وإمدادات أخرى للحوثيين والقوات المتحالفة معهم قرب مدينة تعز. وأضاف: «هناك شبكة ضخمة لتهريب تلك الأسلحة تنتقل من مكان إلى آخر. يحاولون التمويه ... كنا نتعقبهم وعندما توقفوا في منطقة الكتيبة 55 التابعة للحرس الجمهوري هاجمناهم أثناء الليل». ولم يكن قرب تلك المركبات سوى المهربين والمتمردين الحوثيين. من جهة أخرى، تعرضت الأحياء السكنية في محيط تبة الخلوة بالربيعي، غرب محافظة تعز، لقصف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة من ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح. وذكر مصدر في المقاومة ل «الحياة»، أن ميليشيات الحوثي وصالح استحدثت نقطة تفتيش جديدة بجوار مدرسة الخرابة، بني صلاح، غرب تعز، وتقوم بتفتيش المواطنين في شكل مهين ومخالف لكل الأعراف والتقاليد، والبحث عن أشخاص بأسمائهم، بحسب قوائم معممة من الميليشيات. وأفادت مصادر الجيش والمقاومة الشعبية بأن قواتهما المشتركة غرب محافظة مأرب تمكنت من تحرير أربعة مواقع استراتيجية في منطقة «المخدرة» هي «الحمة السوداء وروس مدغل وصفراء المحمل وبير الأعرج» وذلك بعد مواجهات عنيفة مع ميليشيات الانقلابيين. وفي جبهة البقع في محافظة صعدة الحدودية التي تعد المعقل الرئيس للحوثيين، أفادت المصادر بأن القوات الحكومية «تمكنت من تحرير موقع استراتيجي والاستيلاء على أسلحة وذخائر بكميات كبيرة عقب معارك استمرت ساعات»، مؤكدة أن الموقع المحرر «يعد المعقل الرئيس للمتمردين وفيه توجد أكبر مخازن التسليح». إلى ذلك، أعلنت المصادر مقتل 25 حوثياً على الأقل في جبهتي ميدي وحرض شمال غربي محافظة حجة جراء قصف مدفعي للقوات الحكومية والجيش السعودي على مواقع المتمردين وتعزيزاتهم، ومن بين القتلى قائد الانقلابيين في جبهة حرض محمد علي العرجلي. وعلى صعيد الأوضاع الإنسانية والصحية، قال وزير الإدارة المحلية اليمني ورئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح، إن الوضع الإنساني في اليمن كارثي. وجاء ذلك خلال لقاء الوزير أمس ممثلي الهلال الأحمر الإماراتي في العاصمة الموقتة عدن، في حضور مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشراكات الإنسانية رشيد خاليكوف. وأوضح فتح أن 83 في المئة من المواطنين في حاجة ماسة إلى رعاية في مجالات الغذاء والإيواء والمياه النقية والصرف الصحي والأدوية وقطاع التعليم. مشيراً إلى أن اللجنة الإغاثية العليا مع شركائها من المنظمات والجهات الداعمة بدأت تنفذ أنشطتها في برنامج التعافي الاقتصادي، إلى جانب الإغاثة العاجلة. في السياق ذاته، قالت منظمة الصحة العالمية إن اليمن مهدد بانتشار واسع لمرض الكوليرا، بعد أن ارتفع عدد حالات الاشتباه في الإصابة بالمرض خلال 12 يوماً إلى أكثر من أربعة آلاف حالة. وقالت المنظمة إن أكبر عدد من حالات الإصابة بالكوليرا يتركز في محافظة تعز وفي عدن. وتفيد تقديرات الأممالمتحدة بأن عدد حالات الإصابة يمكن أن يرتفع إلى 76 ألف حالة في 15 محافظة. وفي نيويورك، وجهت البعثة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأممالمتحدة مذكرة إلى الأمين العام تضمنت رسالة إلى رئيس الجمعية العامة موقعة من الممثلين الدائمين لكل من البحرين ومصر والأردن والكويت والمغرب وعمان وقطر والسعودية والسودان والإمارات واليمن. و أكد السفراء أن الحكومة الشرعية لليمن أصدرت طلباً للمساعدة، بما في ذلك التدخل العسكري، واستجابة لهذا الطلب تم تشكيل تحالف استعادة الشرعية في اليمن تحت قيادة المملكة العربية السعودية، لحماية اليمن وشعبه ومساعدته على مكافحة الإرهاب. وجاء هذا الطلب في توافق تام مع القانون الدولي وحق الدفاع عن النفس. وتم إبلاغ مجلس الأمن على النحو الواجب بهذا الطلب. ودان السفراء بقوة دعم إيران الحوثيين مالياً واستراتيجياً وعسكرياً من طريق تدريب المقاتلين الحوثيين وإرسال شحنات الأسلحة والذخيرة إلى اليمن بصورة غير مشروعة وفي انتهاك صارخ لقراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2216 و2231.