شب حريق في مجمع 22 مايو العسكري، الذي يسيطر عليه المتمردون الحوثيون في صنعاء إثر استهدافه فجر أمس بغارة شنتها طائرات التحالف الذي تقوده المملكة، لردع المتمردين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ودعم الشرعية المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي. كما شنت الطائرات هجمات أخرى استهدفت مواقع الانقلابيين في صعدة وصنعاء وتعز. وأكدت مصادر ميدانية مصرع 11 متمرداً لى الأقل وإصابة 27 آخرين بجروح عندما ضربت المقاتلات المجمع الصناعي التابع للجيش، ويسيطر عليه حاليا المتمردون الحوثيون الذين حولوه إلى مخزن للسلاح والذخائر، وذلك بحسب مصدر طبي وسكان. كما شن طيران التحالف غارات عنيفة ليل أول من أمس وفجر أمس، استهدفت أيضا مقر الفرقة الأولى مدرع، إضافة إلى غارات استهدفت معسكر الشرطة في صنعاء، ومواقع للحوثيين والقوات الموالية للمخلوع، علي عبدالله صالح، لاسيما في همدان شمال صنعاء. كما استهدفت غارات أخرى مواقع في محافظتي حجة وصعدة في الشمال، وإب في الوسط، وتعز والضالع في الجنوب تصفية القادة وأشارت مصادر صحفية إلى أن قياديا في مليشيات الحوثي لقي مصرعه إثر غارة جوية للتحالف. مؤكدة أن قصفا عنيفاً أدى إلى مقتل القيادي الحوثي علي الشاهري بمنطقة الرضمة بمحافظة إب. وكانت مصادر قد أكدت أن المتمردين الحوثيين وفلول صالح قاموا خلال الأيام الماضية بسحب معدات وآليات عسكرية من معسكرات عدة إلى مخازن الفرقة الأولى مدرعات، التي استهدفها القصف أمس، وفور وصول المعلومة بادرت طائرات التحالف إلى قصف معسكرها، وهذا ما يفسر وقوع انفجارات ضخمة استمرت لساعات طويلة، بسبب انفجار الأسلحة والذخائر والآليات التي استقدمها المتمردون إلى مقر الفرقة. واستهدفت غارات مماثلة مطار صنعاء ومقر الإذاعة، ومعسكر الصيانة الواقع بالقرب من الفرقة الأولى مدرع. وفي صعدة، استهدفت طائرات التحالف أيضا مقار ميليشيات الحوثي في مكتب التربية، والبنك اليمني، والمعهد المهني، ومعسكر الحرس الجمهوري، والمجمع الحكومي، ومنزل محافظ صعدة، وكثير من مواقعهم الأخرى. وقالت مصادر صحفية إن غارات جوية استهدفت تجمعات الحوثيين في منطقة سحار وبني معاذ والطلح. كما حلقت طائرات استطلاعية تابعة للتحالف بشكل كثيف في أجواء المنطقة. استهداف صعدة في غضون ذلك، واصلت قوات التحالف غاراتها الجوية على مواقع عدة في مدن الحدود الشمالية. وأفاد شهود عيان من حرض، أن طائرات التحالف شنت ثلاث غارات جوية على منطقة الحصنين في قرية الشعاب شرق المدينة، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من الموقع. كما شنت الطائرات أربع غارات جوية على اللواء 25 ميكا بمدينة عبس التابعة لمحافظة حجة، الذي كانت قد استهدفته صباح أمس بسبعة صواريخ، كما تعرضت قرية الشعاب، شرق حرض، لغارات عنيفة. وكان مصدر في صنعاء قد أكد مقتل أكثر من 170 مجندا في الغارات الأخيرة التي شنتها مقاتلات التحالف على معسكر للحوثيين بدار شريف بخولان الطيال شرق صنعاء. وأوضح المصدر ذاته أن المقاتلات شنت بشكل مكثف غارات عدة على المعسكر، ما أدى إلى مقتل 170 مقاتلا، كان الحوثيون قد قاموا بتجميعهم ليتم إرسالهم للقتال في مأرب. إلى ذلك أكد مصدر قبلي أن قبائل خولان حذرت أبناءها من الاقتراب من تجمعات الحوثيين، بعد مقتل العشرات منهم أثناء وجودهم بتجمعات للحوثيين. وكانت خمس غارات قد استهدفت أمس معسكرات اللواء 25 ميكانيكي في حجة شمالي اليمن. وفي محافظة تعز التي يحاصر المتمردون عاصمتها، شنت طائرات التحالف غارتان جويتان على تجمعات ميليشيات الحوثي في منطقة الحوبان، ما أدى إلى مقتل عشرات المتمردين، كما استهدف الطيران موقعا لهم في جبل جرة بمحافظة تعز. قصف مدفعي كما قصفت طائرات التحالف تجمعات لمسلحي جماعة الحوثي وقوات المخلوع في حدائق الصالح قرب مدينة تعز. وأضافت مصادر أن طيران تحالف عملية إعادة الأمل قصف مواقع للدبابات والآليات العسكرية للانقلابيين في محيط المدينة.وفي الضالع، شنت الطائرات أربع غارات جوية على تجمعات لميليشيات الحوثي في مدينة قعطبة. وشملت الغارات أيضا تجمعا للحوثيين في الملعب الرياضي بالمدينة، ما أدى إلى مقتل عدد منهم. وتأتي غارات التحالف في وقت تحاول فيه القوات المتمردة على الشرعية اجتياح المناطق الخاضعة للمقاومة داخل المدينة باستخدام الآليات والأسلحة الثقيلة. وفي محافظة الجوف، قصفت الطائرات تعزيزات عسكرية لميليشيات الحوثي في منطقة المعارضة غرب اليتمة، ما أدى إلى مقتل عدد من ميليشيات الحوثي، بينهم قياديان. وبالتزامن مع تلك الغارات، قامت مدفعية الجيش السعودي بضرب مواقع عدة في حرض، منها سوق الثلوث، والشريفية، وجبل أبو النار، ومنطقة الحصنين في قرية الشعاب. وأكد أحد السكان أن المدفعية السعودية قصفت كذلك مواقع عدة من إحدى البوارج الحربية، حيث سمع دوي انفجارات عنيفة شرق وغرب المدينة. كما شنت القوات البرية السعودية قصفا عنيفا بالمدفعية لمواقع ميليشيات الحوثي في مديرية بكيل المير والمرزق في محافظة حجة الحدودية. نكبة تعز وعلى صعيد المواجهات الميدانية بين مقاتلي المقاومة الشعبية، وميليشيات الانقلابيين المدعومة بفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، تمكن الثوار في الجوف من السيطرة على مواقع حاول الحوثيون السيطرة عليها في الآونة الأخيرة. وأكد مصدر قيادي في المقاومة الشعبية أنها أجهضت محاولات الحوثيين للتقدم عبر منطقة سلبة، مشيراً إلى أن المقاومة تخوض معارك واسعة مع مسلحي الحوثي على حدود محافظة صعدة. وفي تعز، شن المتمردون مساء أمس قصفا عنيفا على محافظة تعز وسط البلاد. وقال سكان محليون إن القصف العنيف بالأسلحة الثقيلة استهدف أحياء الجمهوري، والأخوة، والحوض. وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين. وكان أطباء وعاملون في مجالات الصحة قد أعلنوا أن تعز منطقة منكوبة بسبب تراجع الخدمات الطبية ونفاد مخزون الدواء جراء الحصار. مشيرين إلى أن الوضع الإنساني في المدينة بالغ السوء، في ظل تعطل معظم المستشفيات وانهيار الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء. وطالبوا منظمة الصحة العالمية وجميع الهيئات بكسر الحصار وتزويدهم بالمستلزمات الطبية. وكانت جماعة الحوثي قد تكبدت أمس العشرات من القتلى في اشتباكات مع المقاومة الشعبية بعدة مناطق، فقد قتل 27 مسلحا من الحوثيين وقوات صالح في كمين بمحافظة إب، وسط البلاد. واستهدف الهجوم الذي استُخدمت فيه قذائف صاروخية وأسلحة رشاشة قافلة عسكرية في مدينة القاعدة وهي في طريقها إلى مدينة تعز لدعم القوات المتمردة التي تحاول التوغل داخل المناطق السكنية. استبسال المقاومة وفي مدينة الضالع، جنوب اليمن، اندلعت اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية ومسلحين حوثيين مدعومين بقوات صالح في أطراف المدينة. وسقط قتلى وجرحى جراء الاشتباكات التي وقعت بمفرق خوبان والوبح في منطقة القبة شمالي الضالع. وكانت المقاومة الشعبية سيطرت على مدينة الضالع، لكنها لا تزال في مرمى نيران الحوثيين وحلفائهم. أما على صعيد محافظة مأرب شرقي صنعاء، فقد أفادت مصادر قبلية بمقتل خمسة مسلحين حوثيين إثر محاولتهم الهجوم على مواقع تسيطر عليها المقاومة في منطقة الجفينة. وأسفرت الاشتباكات التي اندلعت في مفرق خوبان والوبح في منطقة القبة شمالي مدينة الضالع عن سقوط قتلى وجرحى.
.. والمتمردون يتخذون حديقة وهران وكرا للتعذيب كشفت مصادر داخل المقاومة الشعبية أن ميليشيات التمرد الحوثي وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح، تمارس أبشع أنواع التعذيب بحق المعارضين السياسيين الذين تحتفظ بهم في معتقلاتها ومراكز التوقيف التي تسيطر عليها، مشيرة إلى أن أسرة المعارض أمين ناجي الرجوي الذي تسلمت عائلته جثمانه قبل أيام أكدت تعرضه لعمليات تعذيب بشعة، وأن آثار التعذيب بدت بوضوح في أنحاء متفرقة من جسده. وأشارت المصادر إلى أن الرجوي الذي اعتقل في الرابع من أبريل الماضي، كان قد تعرض لخدعة كبرى من الأجهزة الأمنية الموالية للمخلوع، التي أوهمته أنها سوف تتحفظ عليه، لتوفير الحماية له من مخطط يدبره ضده الحوثيون. وبعد اعتقاله، مارست تلك الأجهزة أبشع أنواع التعذيب بحقه، وبعد أن أمضى في معتقلاتها قرابة شهر، بادرت بتسليمه للحوثيين أوائل شهر مايو الماضي. وكان معتقلون آخرون تمكنوا من الهرب من تلك المعتقلات أكدوا أنهم كانوا محبوسين مع الرجوي لقرابة 20 يوما، وأنه تعرض لتعذيب وحشي من منسوبي الأجهزة الأمنية. وأن الحوثيين واصلوا تعذيبه، قبل أن يدفعوا به إلى أحد المواقع التي تعرضت للقصف. ومضت المصادر بالقول إن أربع أسر في مدينة ذمار تسلمت جثامين أبنائها الذين قتلوا في هران، بعد منع الحوثيين لهم من الاقتراب من أنقاض المباني التي تعرضت للقصف، وكانت مكتظة بالمختطفين الذين استخدمتهم الميليشيا الحوثية دروعا بشرية، في أخطر جريمة تشهدها البلاد حسب مراقبون. وأفادت مصادر مطلعة أن مسلحي الحوثي طلبوا من أربع أسر ذمارية التعرف على جثث أبنائهم تحت أنقاض هران، حيث تعرض بعض ذويهم لحالات من الإغماء لحظة عثورهم على ملابسهم، وأحذيتهم وبقايا جثثهم، التي أمرهم الحوثيون بدفنها بدون أي اعتراض، في تهديد مباشر. وعاشت أسر الضحايا نحو أسبوعين تحت أزمة نفسية بسبب منع ميليشيا الحوثيين لهم من البحث عن أبنائهم تحت الأنقاض في هران، حيث كانت تتلقى النفي القاطع بمعرفة أماكنهم أو اختطافهم. وأوضح مختصون قانونيون أن مذبحة هران من أبشع جرائم الإبادة الجماعية، وأنها تفوق في وحشيتها كل ممارسات العصابة الحوثية مذ سيطرت على أغلب المحافظات اليمنية بعد انقلاب 21 سبتمبر. وتوقع بعض المهتمين وجود عشرات الضحايا تحت الأنقاض الذين قتل بعضهم تحت التعذيب. واستغرب مراقبون سبب فرض ميليشيا الحوثي طوقا أمنيا مشددا على أنقاض مباني هران، التي كانت تحتجز فيها عشرات الضحايا. واتخذت ميليشيا الحوثي حديقة هران معتقلا لتعذيب مناهضي الانقلاب، قبل أن تملأها بعشرات الضحايا الذين اتخذتهم دروعا بشرية. ولا تزال عشرات الجثث تحت الأنقاض حيث أبدى بعض المراقبون خشيتهم من تعمد الحوثيين تحويل هران إلى مقبرة جماعية، وطالبوا الجهات الحقوقية الدولية والأمم المتحدة باتخاذ موقف ينتصر للإنسانية.