في الوقت الذي تبذل فيه أطراف كثيرة جهودها لنزع فتيل الحرب في اليمن، تكشف جماعة المتمرين الحوثيين عن وجهها القبيح وأنها تراوغ حتى تظل اليمن مختطفة، ويظل الشعب اليمني تحت وطأة الحرب والمعاناة، حيث أجرى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس محادثات في سلطنة عمان تمحورت حول استئناف الجهود الرامية الى وضع حد للنزاع المستمر منذ 19 شهرا في اليمن.وبحث كيري مع وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله «العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين والأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة والدور السلمي والإنساني للسلطنة في القضية اليمنية». ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن مصادر وصفتها بالمقربة من جماعة أنصار الله (الحوثيين) أن كيري التقى بالمتحدث الرسمي للحوثيين ورئيس وفد الجماعة التفاوضي محمد عبد السلام، المتواجد في مسقط منذ أكثر من أسبوع، حيث وصلها في زيارة غامضة. وأشارت المصادر إلى أن اللقاءات تطرقت إلى باقي المواطنين الأميركيين المعتقلين لدى جماعة الحوثي في العاصمة صنعاء، الذين أُفرج عن ثلاثة منهم في الأسابيع الماضية بوساطة عمانيةوالتقى كيري لاحقا مع السلطان قابوس وناقش معه «مستجدات الأحداث والتطورات الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية» كما التقى زعامات حوثية، حسب الوكالة، في نفس الوقت الذي رفعت فيه جماعة الحوثي في اليمن شعارات زائفة بأن الموت لامريكا.وكان كيري وصل ليلا الى مسقط في إحدى آخر رحلاته كوزير للخارجية قبل انتهاء ولاية الرئيس باراك أوباما في 20 يناير المقبل، وبذل كيري جهودا مكثفة في البحث عن تسوية للنزاع اليمني الذي تكثف في مارس 2015 مع وقوف التحالف العربي المعترف به دوليا في وجه المتمردين الحوثيين وحلفائهم الإيرانيين. ورغم الجهود المبذولة من جهات دولية كثيرة وسعي الحوثيين في العلن الجلوس على مائدة المفاوضات، إلا أنهم يكشفون عن وجههم القبيح، حيث يظهرون حسن النوايا في العلن، في الوقت الذي يبطنون فيه الشر سرا من أجل بقاء الوضع هكذا في اليمن وتستمر آلة الحرب لتستنزف اليمن وأهله، حيث سقط أكثر من 7 آلاف قتيل وتسببت الحرب في أزمة انسانية خطيرة عانى منها شعب اليمن طويلا. ومن المقرر أن يتوجه كيري بعد ذلك إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث سيلتقي مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لبحث التحديات التي تواجه المنطقة. من زيارة جون كيري إلى مسقط من جهة أخرى، اعترضت منظومة الدفاع الصاروخية التابعة للتحالف العربي صاروخا باليستيا ثانيا أطلقه الحوثيون المتمركزون بضواحي صنعاء على مدينة مأرب. في تلك الاثناء، نجحت قوات الشرعية في استعادة أربعة مواقع عسكرية كانت تحت سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح في منطقة المخدرة غربي المحافظة. وقالت مصادر عسكرية: إن الميليشيات أطلقت صاروخين باليستيين خلال ساعة واحدة على مأرب، غير أن منظومة الدفاع التابعة للتحالف المتمركزة في المدينة، اعترضتهما في الجو قبل سقوطهما على مقر قوات الشرعية. وعلى ذات المنحى، تجددت المواجهات بين القوات الشرعية وميليشيات الحوثي وصالح في منطقة الأحكوم بمديرية حيفان في محافظة تعز جنوبي اليمن، وفق ما ذكرت مصادر أمنية. كما شهدت منطقة الصلو جنوب شرقي المحافظة، تبادلا للقصف بين القوات الشرعية والانقلابيين، وقد أصيب مدني واحد على الأقل في قذيفة أطلقها الحوثيون على قرى الصلو. وعلى الصعيد نفسه، نجحت قوات الشرعية اليمنية في استعادة أربعة مواقع عسكرية كانت تحت سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح في منطقة المخدرة غربي محافظة مأرب. واستعادت القوات المواقع بعد مواجهات بين الجانبين، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، وفق سكاي نيوز عربية. من جانبها، تمكنت قوات لواء المحضار التابع للمقاومة الجنوبية من إسقاط موقع استراتيجي كانت تتمركز فيه الميليشيات الانقلابية بعد معارك دامت لساعات في محافظة صعدة بمنطقة البقع. أحد أفراد المقاومة أكد أن الانقلابيين لاذوا بالفرار بعد معارك استمرت ساعات تاركين خلفهم مخازن للاسلحة تم تخزين فيها ذخائر تكفي لأشهر. وتابع عضو المقاومة: «إن العملية النوعية التي نفذتها المقاومة لم تخلف أي خسائر في أفرادها، مشيرا إلى أن عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات. من جانبها، ذكرت مصادر عسكرية في المنطقة العسكرية السادسة أن قوات الجيش والمقاومة في صعدة حققت تقدماً جديداً في محور البقع باتجاه مركز مديرية كتاف الحدودية، عقب السيطرة الكاملة على موقع «أم الخرق» العسكري والاستيلاء على عدد من الأسلحة والذخائر التي خلفتها الميليشيات، عقب فرارها من الموقع على وقع ضربات الجيش. يأتي ذلك، مع استمرار مقاتلات التحالف في استهداف مواقع وطرق إمداد الميليشيات في مناطق عدة بصعدة، وسط تراجع كبير لها في جبهات القتال على وقع الخلافات والانسحابات لقوات المخلوع من تلك الجبهات. واستهدفت مقاتلات التحالف الطرق الرابطة بين مديريتي منبه وقطابر، كما استهدفت مقر اللواء 72 مشاة في مديرة الصفراء، كما شنت غارات عدة على محيط المدينة وباقم وشداء ومران في حيدان. وفي جبهات نهم شمال شرق العاصمة، تمكنت قوات الجيش والمقاومة من قصف مواقع الميليشيات في جبل دوة، ما أسفر عن تدمير آليات عسكرية للميليشيات في المنطقة ومقتل وإصابة عدد من عناصرها.