يصل الى اسرائيل اليوم الخميس المبعوث الاميركي لعملية السلام مارتن انديك، في محاولة جديدة لاعادة المفاوضات الى مسارها، على رغم عدم توقع احراز اي تقدم في ظل تمسك الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني بمواقفهما، خصوصاً في ما يتعلق بالاسرى الامنيين من فلسطينيي 1948. وسيجتمع انديك مع طاقمي المفاوضات، الاسرائيلي برئاسة وزيرة العدل تسيبي ليفني، والفلسطيني برئاسة كبير المفاوضين صائب عريقات. ونقلت مصادر اسرائيلية عن الناطقة باسم الخارجية الاميركية ميري هارف ان الولاياتالمتحدة تركز جهودها على التوصل الى اتفاق بين الطرفين يضمن تمديد المفاوضات، مشيرة الى ان واشنطن على قناعة بأن الطرفين معنيان باستمرار المفاوضات. ولا يزال الافراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى يشكل نقطة الخلاف المركزية في هذه المرحلة، اذ يرفض الفلسطينيون الاقتراحات الاسرائيلية التي تعرض للنقاش، خصوصا تلك التي عرضها رئيس الشاباك يورام كوهين واوصى فيها بطرد بعض الأسرى الأمنيين الذين سيتم الافراج عنهم، والمقصود عشرة أسرى تشملهم المرحلة الرابعة من الاتفاق. وقارن 7الجهاز الأمني الاسرائيلي توصية كوهين بما حدث في اطار صفقة شاليط، حين تم ابعاد 203 أسرى اطلق سراحهم، الى خارج الضفة الغربية، بينهم 118 أسيرا ابعدوا الى غزة. وأوضحت السلطة الفلسطينية انها لن توافق على ابعاد أي أسير الى غزة او أي مكان آخر، لأن هذه المسألة حسمت في بداية المفاوضات وجرى الاتفاق على عودة الأسرى الى بيوتهم. وكان ثلاثة نواب في الكنيست الاسرائيلية ذكروا بعد لقائهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس، انه يريد تمديد المفاوضات لكنه يطالب بتنفيذ المرحلة الرابعة من اتفاق الأسرى، بما في ذلك اسرى فلسطينيي 1948 الأربعة عشر. وقال النائب نحمان شاي ان عباس استعرض خلال اللقاء موقفه من العملية السلمية واوضح امامهم ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري وعده تسع مرات بأنه سيتم الافراج عن الاسرى. واوضح النواب ان الرئيس الفلسطيني اكد امامهم رغبته في استئناف المحادثات مع اسرائيل تسعة أشهر أخرى، لكنه يطالب بتكريس الأشهر الثلاثة الأولى لترسيم حدود الدولة الفلسطينية. واضافوا ان عباس ابلغهم بأنه لم يتم خلال الأشهر الثمانية للمفاوضات مناقشة أي قضية جوهرية، خصوصا مسألة الحدود، مضيفا ان اسرائيل رفضت مناقشة ذلك بجدية. وعليه، قال انه اذا تم تمديد المفاوضات فانه يطالب بتكريس الشهور الثلاث الأولى لاجراء نقاش حقيقي حول الحدود وعرض خرائط للدولة الفلسطينية. كما طالب اسرائيل بتجميد البناء في المستوطنات، مؤكدا ان المعاهدات التي طلب الفلسطينيون الانضمام اليها تم اختيارها بشكل خاص، لأنها لا تمس باسرائيل بأي شكل من الأشكال. واوضح عباس لأعضاء الكنيست انه اذا استمر الجمود السياسي، فسيطلب من اسرائيل تسلم المفاتيح وتحمل المسؤولية عما يحدث في مناطق السلطة الفلسطينية. واضاف: "لا حاجة الى ارسال الدبابات كي تمارس القوة، بكل بساطة ارسلوا ضابطا صغيرا وسنسلمه المفاتيح". وسئل عباس خلال اللقاء لماذا يرفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، فقال: "ليس من شأن الفلسطينيين كيف تعرف اسرائيل نفسها. لقد توجه معمر القذافي في حينه الى الأممالمتحدة وطلب تغيير اسم ليبيا. افعلوا مثله، وسموا انفسكم دولة يهودية". وقال اعضاء الكنيست ان عباس شجب العملية التي وقعت قرب الخليل واسفرت عن مقتل اسرائيلي، لكنه أشار الى مقتل 60 فلسطينيا بنيران الجيش الاسرائيلي منذ بداية السنة، وقال ان إسرائيل "لم تشجب أي عملية قتل او تعرب عن أسفها".