بدأت واشنطن باستهداف «جبهة فتح الشام» بعدما غيرت اسمها من «جبهة النصرة» وقطعت علاقاتها مع تنظيم «القاعدة» في محاولة ل «فصل المعتدلين عن الإرهابيين» في سورية كما طالبت موسكو، بالتزامن مع استمرار المعارك بين تكتل يضم هذا التنظيم وفصائل إسلامية أخرى من جهة والقوات النظامية وأنصارها من جهة أخرى، في وقت اتهمت منظمة حظر السلاح الكيماوي دمشق و «داعش» باستخدام سلاح كيماوي وسط إعلان موسكو أن فصائل معارضة استخدمت الغاز السام في حلب. (للمزيد) وبعدما فرضت وزارة الخارجية الأميركية عقوبات على أربعة من قادة «النصرة»، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن الرئيس باراك أوباما وقّع أمراً للقوات الأميركية بقتل قيادات هذا التنظيم في سورية، في خطوة كانت روسيا تطالب بها منذ فترة طويلة وسط تردد أميركي بُرر بأنه يتعلق بصعوبة الفصل بين هذا التنظيم المصنّف إرهابياً وبين فصائل معارضة «معتدلة». وقالت مصادر أميركية إن أوباما أمر وزارة الدفاع (بنتاغون) بالعثور على قادة «النصرة» وقتلهم في سورية. وتضمن القرار نشر مزيد من طائرات «الدرون» من دون طيار وتعزيز القدرات الاستخباراتية. واعتبرت الصحيفة أن هذا المنحى ضد «النصرة» يُرجّح أن يزداد مع تولّي دونالد ترامب الرئاسة مطلع السنة المقبلة. وقالت شبكة «شام» الإخبارية المعارضة، إن طائرة استطلاع من دون طيار استهدفت صباح الجمعة، مخيم الجميلية للنازحين قرب جسر الشغور في إدلب، ما أدى إلى مقتل امرأة وجرح أشخاص آخرين، مشيرة إلى أن هذا الاستهداف الثاني للمخيم خلال أقل من يومين تقوم به «طائرة استطلاع لم يتم تحديد هويتها إن كانت تابعة للتحالف الدولي أو قوات (الرئيس بشار) الأسد». وتزامن القرار الأميركي مع معارك عنيفة في ريف حلب وسط استمرار الغارات الروسية والسورية على مناطق المعارك. وأعلن الجيش الروسي أن لديه أدلة على استخدام فصائل معارضة أسلحة كيماوية في حلب المقسمة بين أحياء شرقية تسيطر عليها المعارضة التي نفت استخدام تلك الأسلحة، وأحياء غربية تسيطر عليها القوات الحكومية. وأضاف: «خبراء وزارة الدفاع الروسية عثروا على ذخيرة مدفعية غير منفجرة تعود للإرهابيين تحتوي على مواد سامة، وبعد تحليل سريع في مختبر متحرك تبين لنا أن الذخيرة تحتوي على الأرجح غاز الكلور والفوسفور الأبيض». وتابع أنه تم العثور على هذه الذخيرة في المنطقة «1070» على الطرف الجنوبي الغربي لحلب، مطالباً بإجراء تحقيق في الأمر. ونفى «الائتلاف الوطني السوري» المعارض اتهامات الجيش الروسي، مؤكداً أن العناصر لا يستخدمون إلا «أسلحة خفيفة ومضادة للدبابات». وأكد «الائتلاف» في بيان، أن «قوات بشار الأسد تستخدم حصراً الأسلحة المذكورة». وكانت «رويترز» قالت إن المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية دان الجمعة استخدام دمشق و «داعش» مواد سامة محظورة. وفي تصويت نادر من المجلس، أيد نحو ثلثي أعضاء المنظمة وعددهم 41 عضواً النص الذي صاغته الولاياتالمتحدة. وعارض كل من روسيا والصين والسودان وإيران النص، فيما امتنعت تسع دول عن التصويت، مقابل تأييد الدول الغربية القرار. وكانت المنظمة والأمم المتحدة أفادتا بأن الحكومة السورية نفذت ثلاث هجمات سامة في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) من العام الماضي، في حين استخدم «داعش» غاز خردل الكبريت. وتمهد هذه النتائج لمواجهة في مجلس الأمن الدولي بين الدول الخمس دائمة العضوية في شأن كيفية محاسبة المسؤولين عن تلك الهجمات.