أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف البدء «بمراجعة لتقويم الوضع في شأن الهدنة» مطلقاً العد العكسي ل «تطهير حلب» وأظهر استطلاع للرأي أن حوالى نصف الروس يخشون من أن تؤدي حملة القصف في سورية إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة، في وقت أعلن الجيش النظامي السوري تصميمه على استعادة السيطرة على حلب. وربطت أنقرة رغبتها في عدم بدء الحملة لاستعادة الرقة من «داعش» قبل تحرير الموصل في العراق واستكمال طرد التنظيم من شمال سورية. واعتبر لافروف أمس أن «فترة تعليق طلعات القوات الروسية وسلاح الجو السوري لنحو أسبوعين، كافية للفصل بين الإرهابيين والمعتدلين» وزاد إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها، «لا يستطيعون ولا يريدون فعل ذلك». وقال إن الهجمات «تؤكد مرة أخرى أن كل المسلحين المتواجدين في حلب الشرقية، متواطئون في جرائم «جبهة النصرة ما يعني أنهم يغدون أهدافاً مشروعة». واعتبرت أوساط عسكرية روسية هذه التصريحات تمهيداً لعملية واسعة النطاق. ورجحت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» نقلاً عن مصادر عسكرية أن تنطلق العملية فور اكتمال الاستعدادات ووصول حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» المتوقع خلال أيام والتي تنقل إلى سورية عشرات الطائرات و1960 عسكرياً وهي مزودة بصواريخ مجنحة مضادة للسفن من نوع «غرانيت»، وصواريخ «كلينوك» المضادة للأهداف الجوية، وأنظمة «كاشتان» الصاروخية المدفعية، إضافة إلى منظومات دفاعية متكاملة مضادة للغواصات. وكان لافتاً أن اللهجة الروسية مالت إلى التشدد أخيراً، على رغم رفض الرئيس فلاديمير بوتين قبل أيام طلباً من وزارة الدفاع استئناف فوري للعمليات العسكرية، إذ استخدم الناطق باسم الكرملين للمرة الأولى أمس تعابير مثل «تطهير حلب» في أحاديثه اليومية مع الصحافيين. وكانت صحيفة «تايمز» البريطانية نقلت أمس، عن مصادر استخباراتية غربية مطلعة أن روسيا ستطلق في غضون أيام عملية عسكرية واسعة النطاق ولفتت إلى أن المعلومات المتوافرة لديها أن مجموعة السفن الروسية ال7 والتي تتقدمها «كوزنيتسوف» ستصل إلى الساحل السوري بين الأربعاء والجمعة المقبلين، بعدما تلتحق بها ثلاث غواصات ضاربة. ورجحت أن تكون هذه القوات رأس الحربة في عملية واسعة في حلب. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن رئيس الأركان السابق الفريق أول ليونيد إيفاشوف انه «سيتسنى للمرة الأولى استخدام الطائرات البحرية في قتال فعلي وعلى ما يبدو فإنه سيوكل للمروحيات والطائرات الحربية التي تحملها «كوزنيتسوف» الإقلاع وتنفيذ مهام معينة، فيما لم يسبق أن جرى استخدام الطائرات البحرية لتنفيذ مهام فوق اليابسة». واظهر استطلاع أجراه مركز «ليفادا» المستقل الأسبوع الماضي أن 48 في المئة من الروس يخشون من أن يؤدي «التوتر المتصاعد في العلاقات بين روسيا والغرب إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة». وكانت هذه النسبة لا تتعدى 29 في المئة في تموز (يوليو) الماضي. ورأى 32 في المئة أن الضربات الجوية التي تشنها روسيا في سورية تؤثر سلباً في سمعة روسيا في العالم. لكن 52 في المئة قالوا إنهم يدعمون الضربات بينما قال 26 في المئة إنهم يعارضونها. وفي دمشق، أصدرت «القيادة العامة» للجيش السوري بياناً أمس قالت فيه إن «عدد القذائف التي سقطت على المناطق السكنية في حلب خلال الأيام الثلاثة الماضية بلغ أكثر من مئة قذيفة هاون و50 صاروخ غراد و20 أسطوانة غاز، بالإضافة إلى أعمال القنص». وتابعت أن قيادة الجيش «تؤكد أن مثل هذه الأعمال الإجرامية لن تثنيها عن مواصلة تنفيذ مهماتها الدستورية في حماية المواطنين وعزمها وإصرارها على متابعة حربها على الإرهاب وتخليص الوطن من شروره», وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «وتيرة المعارك تراجعت» أمس، مشيراً إلى أن القصف الجوي على الجبهات مستمر، لكنه ليس كثيفاً. وأوضح أن الإنجاز الوحيد الذي حققته الفصائل منذ الأحد هو «السيطرة على أجزاء واسعة من منطقة ضاحية الأسد»، مشيراً إلى أن قوات النظام «هي من يبادر للهجوم منذ الأحد». وتتركز المعارك حالياً في منطقة «ضاحية الأسد» حيث تقع أكاديمية عسكرية. وكانت الفصائل تمكنت من السيطرة على الجزء الأكبر من «ضاحية الأسد» قبل أن تتراجع جزئياً في مواجهة هجوم مضاد من قوات النظام. وقال القائد الميداني في تحالف «جيش الفتح» سراب أبو عبدو: «الاشتباكات مستمرة بالأسلحة الخفيفة»، مؤكداً أن الفصائل لم تخسر المناطق التي سيطرت عليها في «ضاحية الأسد». في نيويورك، مدد مجلس الأمن ولاية لجنة التحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية أسبوعين فقط في ضوء الخلاف الروسي - الغربي على كيفية التعامل مع نتائج التحقيق التي توصلت إليها اللجنة في تقاريرها السابقة وأكدت مسؤولية الجيش النظامي السوري عن 3 هجمات، وتنظيم «داعش» عن هجوم بأسلحة كيماوية، بين العامين 2014 و2015. ومدد المجلس في قرار صدر بالإجماع عمل اللجنة حتى 18 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، من دون تعديل في صلاحياتها. وسعت الدول الغربية إلى تجديد عمل اللجنة عاماً إضافياً لمواصلة التحقيق في الادعاءات التي تصلها من كل الأطراف في سورية في شأن هجمات بأسلحة كيماوية، لكن روسيا عارضت التجديد، مطالبة بتوسيع نطاق صلاحيات اللجنة لتركز على خطر حصول المنظمات الإرهابية على أسلحة كيماوية في كل من العراق وسورية، وليس سورية فقط.