واصل الرئيس اللبناني ميشال سليمان لقاءاته في نيويورك، على هامش ترؤسه بعثة لبنان الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وشملت رؤساء الدول المشاركة، وكان أكد في كلمته امام جلسة لمجلس الامن «ان لبنان ما زال يتطلع إلى قيام سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط، على جميع المسارات، على قاعدة مرجعية مؤتمر مدريد وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والمبادرة العربية للسلام في جميع مندرجاتها». وشدد على أنه «لن يرضى بأي حل لقضية الشرق الأوسط، إذا جرى بمعزل عنه، أو بصورة متعارضة مع مصالحه الوطنية العليا، وفي مقدمها حقه السيد في رفض أي شكل من أشكال توطين اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه». لقاء غل وقضية الصومال والتقى سليمان نظيره التركي عبدالله غل بعدما شارك في اعمال جلسة مجلس الامن التي دعا اليها غل. وبحث الرئيسان بحسب البيان الصادر عن المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري «الاوضاع التي تشهدها المنطقة، والدور الذي يضطلع به لبنان حالياً كونه ممثل الدول العربية في مجلس الامن، واتفقا على تنسيق المواقف بما يخدم المصالح العامة والاستقرار في المنطقة». وشكر سليمان لتركيا «وقوفها الدائم الى جانب لبنان في المحافل الإقليمية والدولية»، متمنياً «ان تشهد الفترة التي تتولى فيها تركيا رئاسة المجلس الاستقرار والامن في العالم اجمع». وشارك سليمان في اللقاء الخاص الذي عُقد حول الصومال على مستوى رؤساء الوفود، وجرى بحث الوضع في هذا البلد «وسبل مساعدته على تخطي الصعوبات التي تعترض نهوضه، اضافة الى الدور الذي يمكن ان يلعبه هذا البلد في القارة الافريقية». ورأى سليمان في كلمة «أن معالجة الأزمات المتعاقبة التي يعاني منها هذا البلد الشقيق منذ عقدين من الزمن، تتطلب مقاربة شاملة تتضمن مساراً سياسياً يحفظ وحدته، ورعاية أمنية تحمي استقراره، وخبرة فنية تدعم مؤسساته، ومساعدة مالية تحرك تنميته وتسد جزءاً من حاجاته الإنسانية. وعلى رغم حجم هذه التحديات فإن الآليات المطلوبة لمعالجتها باتت معروفة، ولكنها تحتاج للتفعيل والربط فيما بينها». واعتبر أن «الآلية السياسية هي عملية جيبوتي للسلام التي ندعمها جميعاً. وندعو هنا لإبقائها مفتوحة لكل من ليس منضوياً تحت لوائها لحضّه على اختيار نهج الحوار ونبذ استخدام العنف. وإذ نثني على تقدم عمل مؤسسات الحكومة الانتقالية الفيديرالية للصومال في بعض المجالات على رغم قدراتها المحدودة، ندعو هذه الحكومة إلى تخطي التوترات في صفوفها والمضي بتنفيذ التزاماتها وتحسين الأداء في تقديم الخدمات لشعبها». وطالب سليمان بتعزيز «الآلية الأمنية التي هي بعثة الاتحاد الافريقي في الصومال في غياب قوة حفظ سلام للأمم المتحدة»، ورأى ان «دعم القوى النظامية الصومالية وتجهيزها في شكل سريع، يبقى هو الأساس للعمل على بسط سلطة الحكومة وإدماج أولئك الذين يفرون من الجماعات المتمردة». ودان «أعمال القرصنة والسطو المسلح قبالة سواحل الصومال»، مرحباً «بجهود الدول والمنظمات الإقليمية لمكافحتها»، ومؤكداً في الوقت نفسه ان «أي معالجة ناجعة لهذا الوباء، تتطلب دعم بناء مؤسسات الحكومة الصومالية، وتجهيز قواها النظامية، وخصوصاً خفر السواحل، وتأمين فرص العمل للصوماليين». وحضر رئيس الجمهورية حفلة الاستقبال التي اقامها الرئيس الاميركي باراك اوباما على شرف رؤساء الوفود المشاركة في اعمال الجميعة العامة للأمم المتحدة. وكان سليمان دعا في كلمة لبنان امام مجلس الامن «المجتمع الدولي، ومجلس الامن الى الضغط على اسرائيل للانسحاب من جميع الاراضي اللبنانية التي تحتلها من دون قيد او شرط طبقاً لقرارات الاممالمتحدة وآخرها القرار 1701». واعتبر «ان تمادي اسرائيل في تهديداتها ضد لبنان وزرع شبكات التجسس وتجنيدها العملاء في مختلف المناطق والقطاعات يستوجب موقفاً حازماً ورادعاً من قبل المجتمع الدولي»، مشدداً على ان لبنان «سيحرص دوماً وبصورة موازية لمهمة قوات «يونيفيل» في حفظ السلم الموكولة اليها بالتنسيق والتعاون مع الجيش ووفق قواعد التعامل المتفق عليها، على تجميع مجمل قدراته الوطنية من اجل الدفاع عن سيادته واستقلاله وحماية ارضه ومياهه وما تختزنه بحاره من ثروات». وجدد تأكيده «ان لبنان يطمح لأن يكون مركزاً دولياً لإدارة الحوار بين الحضارات والثقافات، انطلاقاً من تجربته الفريدة في العيش المشترك وفي المشاركة الميثاقية الفعلية في السلطة لمختلف طوائفه». وأثنى على دور تركيا «الدولة الصديقة والعريقة في حضارتها، في مجال تعزيز الحوار بين الثقافات، وتنمية علاقات التعاون والتعاضد على الصعيدين الإقليمي والدولي».