اعتبر المدير العام للخطوط السعودية المهندس صالح الجاسر، أن سوق الطيران الدولي في المملكة تتميز بقدر كبير من المنافسة غير موجود في كثير من الدول، لأن المملكة تتخذ مبدأ الانفتاح وفق ضوابط واضحة ومنافسة كبيرة جداً في هذا المجال، عازياً عدم التوسع في الطيران الداخلي إلى تدني الأسعار وفق الأنظمة وليس لحماية الخطوط السعودية كما يعتقد البعض، ما أدى إلى عزوف الشركات عن الاستثمار فيه. واستبعد الجاسر خلال مؤتمر صحافي لمناسبة استلام الخطوط السعودية لطائرتها الأولى من طراز B777-300ER المزودة بأجنحة الدرجة الأولى مساء أول من أمس في مدينة سياتل الأميركية، تفريغ «طيران أديل» وهو ذراع الطيران الاقتصادي ضمن مجموعة الخطوط السعودية لخدمة القطاع الداخلي فيما تنفرد «السعودية» لخدمة القطاع الدولي، مبيناً أنه سيكون هناك تناغم بينهما بما يحقق الأهداف المناسبة للمؤسسة ولضيوفها. وأضاف أن المؤسسة ساعية نحو زيادة السعة المقعدية للرحلات الداخلية بنسبة ستقارب 16 في المئة خلال العام الحالي 2016، ونسبة مماثلة خلال العام المقبل وعدم وجود قوائم للانتظار مستقبلاً في المطارات، وذلك بتوافر السعة المطلوبة على القطاعين الداخلي والدولي وقبل ساعتين من السفر، وكذلك زيادة في فتح وجهات دولية جديدة، وزيادة رحلات على وجهات تشهد طلباً متزايداً. وأقر بأن نسبة حركة الخطوط السعودية في الترانزيت والحرية السادسة لا تزال قليلة مقارنة بالشركات الإقليمية الأخرى، وعزا ذلك إلى عوامل عدة أهمها متطلبات التوسع في هذا الجانب ووجود البنية التحتية المناسبة، مشيراً إلى أن افتتاح مطار جدة الجديد سيوفر البيئة المناسبة لذلك، إضافة إلى التوسع في أسطول الخطوط السعودية، إلى جانب التحسن في الخدمات، وجميع هذه العوامل ستصب في إمكان زيادة حصة الخطوط السعودية في الحركة العابرة وهذا أمر يسهم في استغلال الطائرات الخالية خارج المواسم، مفيداً بأن صناعة الطيران تعاني بطبيعتها من الموسمية والاتجاهية. وبين أن وجود الحرية السادسة سيساعد في استيعاب الطاقة الإضافية لضيوف عابرين، وهو أمر ضروري لتحسين اقتصادات النشاط. والحرية السادسة هي إحدى حريات الطيران التسع، وتعني السفر بين دولتين أجنبيتين مع التوقف في دولة شركة الطيران الأم. وفي ما يتعلق بمستوى المطارات الداخلية، ألمح الجاسر إلى أن صناعة الطيران هي صناعة تكاملية، واللاعبون الأساسيون فيها هم المطارات والمشغل والمشرع، إضافة إلى الجهات العاملة في المطارات، كما أن النجاح لكل الأطراف هو نجاح للجميع، مشيراً إلى أن هناك توجهات لتطوير صناعة الطيران المدني بالمملكة من خلال استثمارات تم الإعلان عنها تشمل البنية التحتية مثل مطار المدينةالمنورة وافتتاح الصالة الخامسة بمطار الرياض، إضافة إلى ترقب الجميع لافتتاح مطار جدة الجديد، الذي يتأمل حال افتتاحه تحقيق نقلة نوعية وجوهرية في مستوى الخدمات، إلى جانب مطار أبها والقصيم وغيرها. ولم ينف الجاسر وجود دراسات لتغيير هويته وشعار الخطوط السعودية ولكنه قال إن تغيير الهوية ليس أساساً، فالأساس هو تطوير الخدمة والمنتجات والنمو في العمليات التشغيلية وهذه العناصر تسير بخطوات حثيثة وثابتة. العمل على التقليل من تأخر الرحلات دافع المدير العام للخطوط السعودية المهندس صالح الجاسر، في مؤتمره الصحافي، عن التأخير الذي يحدث في بعض رحلات «السعودية»، وأكد أن العمل التشغيلي لا يمكن أن يكون كاملاً 100 في المئة، فأفضل الشركات في العالم تصل إلى 90 في المئة في معدل انضباط إقلاع الرحلات، ما يعني أن هناك 10 في المئة من الرحلات المتأخرة يومياً، الأمر الذي يؤكد أن التأخير هو جزء من العملية التشغيلية لشركات الطيران، ولذلك لا بد أن يكون لدينا اجتهاد في تحسين نسبة الانضباط قدر الإمكان مع تطوير إجراءات التعامل مع الضيوف حال حدوث تأخير لرحلاتهم، الذين غالباً يتفهمون أن مثل هذه الحالات هي طبيعية في صناعة النقل الجوي. وبشأن استئجار الطائرات قال، إن الخطوط السعودية استأجرت طائرات في السنوات الماضية بسبب الحاجة، وقلصنا نسبة استئجار الطائرات حالياً بشكل كبير، فالعام الماضي أنقصنا عدد الطائرات المستأجرة بنسبة 33 في المئة، والعام المقبل سيتم تقليلها بنسبة مماثلة أخرى، وفي المستقبل سيقتصر استئجار الطائرات على موسم الحج فقط. وعن مراحل التخصيص، قال إن إدارة المؤسسة تعمل على استكمال خطوات التخصيص وفق برنامج معتمد على ضوء المحاور الرئيسة وهي: تحويل قطاعات المؤسسة غير الأساسية إلى وحدات تجارية استراتيجية (مراكز ربحية) ومن ثم إلى شركات تمتلكها المؤسسة (الشركة القابضة) والانتهاء من إجراءات تخصيصها بمشاركة مستثمرين، وإعادة الهيكلة الشاملة للمؤسسة والتي تشمل الهيكلة المالية والتنظيمية والتشغيلية والقانونية وشؤون الموارد البشرية، وإعادة هيكلة قطاع الطيران الأساسي وتحويله إلى شركة تعمل على أسس تجارية تتناسب وواقع صناعة النقل الجوي.