أحكم متمردو جنوب السودان أمس، سيطرتهم على بانتيو عاصمة ولاية الوحدة النفطية وأملهوا شركات النفط أسبوعاً لوقف الإنتاج وإجلاء موظفيهم، بينما حذرت الخرطوم من خطورة الوضع في دولة الجنوب، كاشفةً عن مساعٍ غربية لفرض حكومة انتقالية تستبعد الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه المُقال، زعيم المتمردين رياك مشار. وأكدت قوات مشار أن قواته أكملت بسط سيطرتها على بانتيو وأوقفت وزراء الصحة والزراعة والرعاية الاجتماعية في الولاية، مرجحاً مقتل نائب الحاكم مابيك لانق، بينما أُجلي الحاكم بطائرة خاصة خلال معارك الاستيلاء على المدينة. وقال القائد العسركي للمتمردين في ولاية الوحدة الجنرال بيتر قديت إن قوة يقودها تقدر بحوالى 19 ألف جندي استطاعت السيطرة على كامل ولاية الوحدة، إضافة إلى مقاطعتَي ميوم وأبينيم، موضحاً أن القوات الحكومية التي كانت منتشرة في الولاية تتراوح بين 36 ألفاً و40 ألف جندي. وأضاف أن قائداً كبيراً من متمردي تحالف «الجبهة الثورية السودانية» التي تقاتل إلى جانب قوات سلفاكير قُتل في منطقة ربكونا أثناء المواجهات بين الطرفين. وقال الناطق باسم المتمردين لول روي كوانغ في بيان إن «إعادة السيطرة على بانتيو تمثل المرحلة الأولى لتحرير حقول النفط من قوات الإبادة التابعة لكير والمعادية للديموقراطية». وحض كوانغ شركات النفط العاملة في المناطق الخاضعة للحكومة على وقف عملياتها وإجلاء موظفيها خلال أسبوع. وأضاف إن «شركات النفط ستواجه احتمال وقف أنشطتها النفطية بالقوة إضافة إلى تعريض سلامة موظفيها للخطر في حالة عدم انصياعها لهذا الطلب». وكان ثلاثة من عمال النفط الروس أصيبوا في هجوم للمتمردين الاثنين الماضي، على منشأة تكرير شُيِّدت حديثاً في لالوبة قرب بانتيو. من جهة أخرى، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية في السودان كمال إسماعيل أمام البرلمان إن منظمة دول شرق افريقيا (إيغاد) «تدير ملف التفاوض بين حكومة جوبا والمتمردين بصورة تقليدية من دون الأخذ في الاعتبار الطبيعة المختلفة للبيئة الجنوبية بكل نواحيها»، قاطعاً بفشل تصورها في التوصل الى حل للأزمة المستمرة منذ منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وأوضح أن «الأزمة في جوبا لن تُحل بناءً على موزاين القوى وتقديرات الخصم ولا على المعادلات السياسية». وشدد على ضرورة أن تعمل دول «ايغاد» على إيجاد طرق أخرى للتعامل مع قضية الجنوب. وكشف اسماعيل عن مساعٍ غربية لفرض مقترح تكوين حكومة انتقالية في جوبا من دون مشاركة سلفاكير ومشار لإدارة البلاد خلال المرحلة المقبلة وصولاً إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية. وأضاف: «الغرب يسعى إلى فرض ذلك المقترح إذا وجد الشخصية المناسبة لقيادة الحكومة الانتقالية».