دعا رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي اللبناني ميشال عون البابا بينديكتوس السادس عشر إلى «الضغط على اسرائيل لوقف تهويد القدس واحلال السلام»، محذراً من «تفريغ الأرض من سكانها الأصليين، وجعل مهد السيد المسيح من دون مسيحيين». وقال عون في رسالة إلى البابا والسينودس من أجل المشرق الذي تنطلق اعماله في 10 تشرين الأول (اوكتوبر) المقبل، وإلى المشرقيين مسيحيين ومسلمين، تلاها في مؤتمر صحافي عقده أمس: «لا يوجد سبب واحد وحيد لنزوع المسيحيين إلى الهجرة، ومسؤولية النزيف البشري في المشرق لا تقع على الخوف من التطرف الديني فقط، بل إن الوضع الاقتصادي المتردي والسياسي المتقلب والحروب المتتالية واستعمار المنطقة وتأسيس إسرائيل وتقسيم فلسطين والتطهير العرقي ضد سكانها العرب من مسلمين ومسيحيين، واستكمال الضغوط عليهم لتهجير ما تبقى منهم، ورفض حق عودتهم إلى بلادهم، شكلت أسباباً أكثر من وجيهة للهجرة، وهنا يندرج مخطط توطين الفلسطينيين في البلدان التي هجروا إليها، وهو ما نرفضه ونسعى الى عدم وقوعه». وأكد أن «الكلام والعمل على يهودية دولة إسرائيل، هو إلغاء صريح لرسالتين سماويتين يؤمن بهما أكثر من 3 بلايين إنسان دفعة واحدة، وتكريس أحادية دينية يؤمن بها نحو 12 مليون إنسان، ما يشكل طعنة للحضارة والإنسانية وتأسيساً لحروب مقبلة». وأضاف: «من قراءتنا لواقع المشرق الحافل بالتعاون الإسلامي المسيحي، فإن المشرقيين ينتظرون من الفاتيكان بما يمثله من سلطة روحية لدى المسيحيين الكاثوليك، ومعنوية بالنسبة الى العالم، العمل لدى حكومات وإدارات العالم الغربي لوقف محاولة أبلسة الدين الإسلامي الذي يؤمن به أكثر من بليون إنسان، في تقاليده وعاداته. وأن تتم الدعوة إلى النظر بجوهره ونصه الديني الأصلي فقط، لا من خلال أفعال مجموعات تكفيرية إرهابية، يرى المسلمون أنفسهم أنهم ضحاياها مثل بقية العالم، وأنها لا تمت إلى دينهم بصلة، لأن الاستمرار في إطلاق نعوت التطرف على الدين الإسلامي، وتعميم مفهوم الارهاب الإسلامي (الإسلاموفوبيا) سيؤدي حتماً إلى مزيد من الصدامات وعدم الاستقرار في المشرق والعالم، وربما إلى صراع ديانات وحضارات لا نهاية له إلا التدمير الذاتي للعالم». وتابع: «كذلك ينتظر المسيحيون المشرقيون السعي الى وقف هجرة الأقوام التاريخية من آشوريين وكلدان وسريان، كما ينظرون إلى الكرسي الرسولي كمساعد على ترسيخ حضورهم في بلادهم، ووقف تهجيرهم أو هجرتهم منها، خصوصاً في فلسطين والعراق ولبنان في ظل سياسات تديرها حكومات غربية ودولة إسرائيل للوصول إلى هذه النتيجة».