أعربت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لبكين أمس، عن قلقها من الهبوط الأخير للعملة الصينية التي وصفتها بأنها «مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية بشكل كبير»، مؤكدة أنها تراقب عن كثب سعر صرف اليوان. وفي تقرير نصف سنوي إلى الكونغرس لم تصل وزارة الخزانة الأميركية إلى حد إعلان الصين «متلاعباً بالعملة»، ولكنها خصتها بالذكر بين أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة بسبب ممارساتها في شأن العملة. وأكدت الوزارة في تقرير أن «التطورات التي حدثت أخيراً في سعر الصرف ستثير قلقاً جدياً، خصوصاً إذا كانت تؤذن بتجدد المقاومة لارتفاع قيمة العملة وتراجع عن سياسة الصين المعلنة لتقليص التدخل في السوق والسماح لسعر الصرف بأن يعكس قوى السوق». وأشار التقرير إلى أن قيمة اليوان الصيني، المعروف أيضاً باسم الرنمينبي، ارتفعت العام الماضي، ولكن الزيادة كانت بطيئة جداً ولم تذهب إلى مدى كاف». ويشكو مشرعون ورجال أعمال أميركيون منذ فترة من أن الصين تتعمد إبقاء قيمة اليوان منخفضة لكسب مزايا في الأسواق الدولية. وأضاف التقرير: «واصلت الصين مشتريات واسعة النطاق للنقد الأجنبي في الربع الأول من السنة على رغم أنها راكمت احتياطات بلغت 3.8 تريليون دولار، وهو مستوى مرتفع جداً بأي مقياس». ولفت إلى أن «اليوان سبق أن شهد فترات انخفضت فيها قيمته، ولكن وتيرة الانخفاض الأخير وحجمه لم يسبق لهما مثيل». العملات والمعادن إلى ذلك تراجع الين أمام الدولار واليورو أمس متأثراً بتصريحات لوزير المال الياباني تارو آسو فهم منها المتعاملون أن صندوق التقاعد الحكومي سيستثمر في أسهم طوكيو. وحقق الإسترليني أكبر المكاسب في أوروبا مدعوماً ببيانات إيجابية عن سوق العمل أظهرت مواكبة الأجور للتضخم للمرة الأولى منذ عام 2010. ويعمد المتعاملون الأجانب غالباً إلى بيع الين للتحوط من أخطار العملة عند شراء الأسهم اليابانية، بينما يؤدي ارتفاع مؤشر «نيكاي» عادة إلى اتجاه المستثمرين اليابانيين للاستثمار في الخارج، ما يؤثر سلباً على الين. وتراجع الين إلى 102.25 ين للدولار و141.48 ين لليورو، بانخفاض نسبته 0.3 و0.5 في المئة على التوالي، ولكنه بقي فوق مستويات سجلها في وقت سابق. وارتفع اليورو 0.2 في المئة إلى 1.3689 دولار على رغم تصريحات غير مرحبة بصعود العملة من مسؤولي البنك المركزي الأوروبي أخيراً. وكسب الإسترليني، العالق في نطاق ضيق منذ منتصف شباط (فبراير) الماضي، نحو 0.5 في المئة أمام الدولار بعد تراجع البطالة بوتيرة أسرع من المتوقع إلى أدنى من مستوى السبعة في المئة الذي كان حدده «بنك إنكلترا» المركزي كعلامة على الحاجة لرفع أسعار الفائدة. وعدّل البنك ذلك المستوى لاحقاً، ولكن الأرقام تشير إلى أن التعافي البريطاني لن يقتصر على ارتفاع أسعار المنازل وتجدد الاقتراض الاستهلاكي. وزاد الجنيه الإسترليني 0.3 في المئة إلى 1.6785 دولار، و0.2 في المئة إلى 82.40 بنس لليورو. وارتفع الذهب أمس بعدما تراجع نحو اثنين في المئة خلال الجلسة السابقة، إذ لقي دعماً من تصاعد التوترات في أوكرانيا، ولكنه ما زال يتعرض لضغوط بفعل توقعات ضعيفة ومخاوف إزاء تباطؤ الطلب الصيني. وساعدت التوترات في أوكرانيا الذهب على الاستقرار بعد تخطيه المتوسط المتحرك لمئتي يوم عند 1300 دولار للأونصة، ما قاد إلى مبيعات لوقف الخسائر دفعت السعر الفوري للمعدن الأصفر نزولاً إلى 1290.34 دولار للأونصة. وصعد الذهب 0.1 في المئة إلى 1303.60 دولار للأونصة، كما زادت العقود الأميركية تسليم حزيران (يونيو) 3.7 دولار لتبلغ 1304 دولارات. وزاد سعر الفضة في التعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 19.57 دولار، بعدما انخفض إلى أدنى مستوياته في شهرين ونصف شهر عند 19.27 دولار أول من أمس. وارتفع البلاتين 0.2 في المئة إلى 1437.24 دولار، والبلاديوم 0.6 في المئة إلى 796.47 دولار.