لندن، شنغهاي، طوكيو - رويترز - صعد اليوان إلى مستوى قياسي أمام الدولار أمس بعدما ثبّت المصرف المركزي في بكين سعر الصرف المرجعي للعملة الصينية عند أعلى مستوياته منذ رفع سعرها عام 2005 وبعدما هبط الدولار إلى أدنى مستوى في نحو أربعة أشهر في الأسواق العالمية. وفيما استفاد الذهب من تراجع العملة الأميركية، حذرت اليابان من تداعيات سلبية محتملة للتقلب المفرط لأسعار العملات. وحذر وزير المال الياباني يوشيهيكو نودا من تحركات زائدة عن الحد للعملات، خصوصاً مع بقاء الين الياباني قرب أعلى مستوى له في 15 سنة. وقال نودا لصحافيين إن «حركات أسعار الصرف الأجنبي المبالغ فيها وغير المنتظمة ترتب آثاراً عكسية على الاستقرار الاقتصادي». وأضاف: «سنولي أقصى درجات اهتمامنا لتحركات العملة». ويراقب المصرف المركزي الياباني تحركات السوق عن قرب وربما يدرس خفض سعر الفائدة المنخفض أصلاً في حال اقترب الين من أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 79.75 ين للدولار بوتيرة سريعة. وقال محللون إن أسواق العملة لم تتفاعل مع تصريحات نودا التي جاءت مشابهة لتصريحات أدلى بها مسؤولون يابانيون الأسبوع الماضي والتي تشير إلى قلق طوكيو حول الين لكن ليس بمقدار يدفعها إلى تصعيد تحذيراتها. وبعدما أظهرت بيانات الوظائف الأميركية الجمعة الماضي بوادر على تباطؤ أكبر اقتصاد في العالم، ما دفع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته منذ منتصف نيسان (ابريل)، وهو ما حوّل بدوره الاستثمارات إلى عملات أخرى، ثبت «بنك الشعب» (المركزي الصيني) أمس السعر المرجعي الذي يمكن لليوان أن يتحرك منه في نطاق 0.5 في المئة صعوداً أو هبوطاً أمام الدولار خلال اليوم الواحد عند 6.7685 يوان، في مقابل 6.7730 يوان للدولار الجمعة. وبحلول منتصف التعاملات، تراجع الدولار إلى 6.7657 يوان بعدما وصل إلى 6.7644 في وقت سابق. وكانت العملة الخضراء أغلقت الجمعة عند 6.7683 يوان. وارتفع اليوان 0.9 في المئة أمام الدولار منذ اعلان الصين تحرير عملتها في 19 حزيران (يونيو). وحدث معظم هذا الصعود في الأسبوعين التاليين للإعلان إذ تذبذبت العملة الصينية لاحقاً صعوداً وهبوطاً في نطاق ضيق. وقفز الين أمام الدولار الذي سجل 85.02 ين، أي أعلى قليلاً من أدنى مستوى له في 15 سنة الذي سجله في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عند 84.82 ين. وما لبث الدولار أن كسب 0.2 في المئة ليسجل 85.67 ين. وكانت هناك طلبات شراء كثيفة في نطاق ما بين 84.90 ين و85 يناً. واستقر اليورو من دون تغير يذكر عند 1.3289 دولار بالقرب من أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر الذي سجله الجمعة عند 1.3334 دولار. ولم يشهد مؤشر الدولار تغيراً يُذكر عند 80.377 نقطة. وثبت الجنيه الإسترليني بالقرب من أعلى مستوى له في ستة أشهر أمام الدولار بينما واجهت العملة الأميركية ضغوطاً أمام عملات رئيسة في أعقاب البيانات الضعيفة للوظائف الأميركية، لكن المكاسب كانت محدودة مع بقاء الإسترليني بالقرب من مستوى مقاومة رئيس. وحظي الإسترليني أيضاً بدعم من تراجع الثقة في الدولار بسبب تكهنات بأن يواصل مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي السياسة النقدية الميسرة لحفز الاقتصاد الأميركي. وبدأ المجلس ليل أمس اجتماعاً ليومين. وسجل الإسترليني 1.5955 دولار، بعدما صعد إلى 1.5998 دولار في التعاملات المبكرة في لندن. وتراجع اليورو 0.1 في المئة إلى 83.12 بنس. وارتفع سعر أونصة الذهب، مقترباً من أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع مع سعي المتعاملين إلى شراء الأصول التي يعتقدون أنها تمثل ملاذاً آمناً بعدما عززت بيانات الوظائف الأميركية المخاوف الاقتصادية. وبلغ سعر الأونصة في التعاملات الفورية 1208.50 دولار، مقارنة ب 1203.30 دولار في أواخر التعاملات في نيويورك الجمعة. وتحدد السعر في جلسة القطع الصباحية في لندن على 1206 دولارات، انخفاضاً من 1207.75 دولار في جلسة القطع السابقة. وخلال تعاملات الجمعة، سجل سعر أونصة الذهب أعلى مستوى منذ 15 تموز (يوليو) عند 1212.61 دولار. وسجلت أونصة الفضة 18.51 دولار، مقارنة ب 18.41 دولار الجمعة. وتراجع سعر أونصة البلاتين إلى 1559 دولاراً من 1563.25 دولار، بينما ارتفع سعر البلاديوم إلى 485.50 دولار للأونصة من 484.05 دولار.