سيول – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلنت بيونغيانغ أمس، أن حزب العمال الشيوعي الحاكم سيعقد في 28 من الشهر الجاري مؤتمراً «تاريخياً» هو الأضخم منذ عقود، لانتخاب قيادة جديدة، وسط تكهنات بتعيين النجل الثالث للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل في منصب رسمي، تمهيداً لتوريثه الحكم. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية بأن «مؤتمر حزب العمال في كوريا لانتخاب قيادته العليا، سيُعقد في بيونغيانغ في 28 أيلول/سبتمبر»، مشيرة الى تنظيم لقاءات حزبية في البلاد لانتخاب ممثلين «أظهروا تفانياً وطنياً وانبعاثاً ثورياً»، لحضور المؤتمر الذي وصفته ب «التاريخي». وتوقّع محللون تعيين كيم جونغ أون النجل الثالث لكيم الابن، في منصب قيادي، تمهيداً لتوريثه الحكم، لكن من دون إعلان ذلك في وسائل الإعلام الرسمية. وقال يانغ مو-جين، وهو أستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية التي تتخذ سيول مقراً لها: «اعتقد أن كوريا الشمالية قررت منح خليفة (كيم الابن) منصباً رسمياً، لكن من دون إعلان ذلك للعالم الخارجي»، إذ أن ذلك سيجعل كيم جونغ ايل «بطة عرجاء». ورجّح يانغ تعيين كيم جونغ اون سكرتيراً تنظيمياً، أي الرقم 2 في الحزب، مثل والده عام 1973 في مسيرة توليه السلطة خلفاً لوالده كيم ايل سونغ مؤسس الدولة الستالينية. وسيكون مؤتمر الحزب، الأضخم منذ اجتماع عُقد عام 1980 لتثبيت كيم جونغ ايل الذي كان في ال38 من العمر آنذاك، خلفاً لوالده. وتسلّم كيم الابن (68 سنة) السلطة بعد وفاة كيم ايل سونغ عام 1994، لكنه عانى من جلطة في الدماغ عام 2007، دفعته الى الإسراع في عملية توريث نجله الأصغر الحكم. ويُفترض أن يشهد المؤتمر تعيين مقربين من كيم جونغ اون، في مراكز حساسة في قيادة الحزب، ومنهم جانغ سونغ تايك صهر الزعيم الكوري الشمالي. ولا يُعرف الكثير عن كيم جونغ اون الذي يُعتقد انه في أواخر العشرينات، باستثناء صورة وحيدة التُقطت له قبل أكثر من عشر سنوات. وتشير الاستخبارات الكورية الجنوبية الى انه وُلد عام 1983 من الزوجة الثالثة لكيم جونغ ايل، وهي راقصة من اصل ياباني توفيت بعد إصابتها بالسرطان. وتلقى كيم جونغ اون تعليمه في سويسرا حيث أصبح من هواة كرة السلة. وأغدقت وسائل الإعلام الكورية الشمالية ألقاباً عليه، مثل «القائد الشاب» أو «الجنرال الشاب»، كما حضّت الجيش والشعب على إعلان الولاء له. وبعد تكهنات بأن زيارة كيم جونغ ايل لبكين أخيراً، برفقة كيم جونغ اون، استهدفت الحصول على «مباركة» القيادة الصينية على ثوريث الحكم، قال الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر هذا الأسبوع إن رئيس الوزراء الصيني وين جياباو أبلغه أن كيم جونغ ايل اعتبر الحديث عن الخلافة «إشاعة غربية خاطئة». ولم يتضمّن بيان الوكالة الكورية الشمالية، تفسيراً لإرجاء المؤتمر الذي كان مقرراً عقده مطلع الشهر الجاري، لكن ذلك عُزي الى توعّك كيم الابن بعد زيارته لبكين، وحصول فيضانات في البلاد، واحتمال نشوب خلافات بين قياديي الدولة الستالينية حول الخلافة.