أكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي على المستوى الوزاري أن من يدعم ميليشيات الحوثي وصالح ويمدهم بالسلاح وتهريب الصواريخ البالستية والأسلحة إليهم، شريكاً ثابتاً في الاعتداء على مقدسات العالم الإسلامي وطرفاً واضحاً في زرع الفتنة الطائفية، وداعماً أساسياً للإرهاب، وأن التمادي في ذلك يؤدي إلى عدم الاستقرار والإخلال بأمن العالم الإسلامي بأسره واستهزاءً بمقدساته. ودعت اللجنة في بيانها الختامي للاجتماع الطارئ، الذي عقدته أمس، بمقرها في جدة لمناقشة التطور الخطر الأخير المتمثل بإطلاق ميليشيات الحوثي وصالح صاروخاً باليستياً باتجاه مكةالمكرمة، من جميع الدول الأعضاء والمجتمع الدولي اتخاذ خطوات جادة وفعالة لمنع حدوث أو تكرار مثل هذه الاعتداءات مستقبلاً، ومحاسبة كل من هرّب هذه الأسلحة ودرّب عليها واستمر في تقديم الدعم لهذه الجماعة الانقلابية. واعتبرت السعودية على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار مدني «العدوان السافر من ميليشيات الحوثي وصالح حدثاً جللاً، وأمراً بالغ الخطورة، وسابقة مُفزعة، حيث ينتهك حرمة أقدس بقعة على وجه الأرض، وفي شهر الله المحرم»، مشيراً إلى أن السعودية تحمل شرف المسؤولية الكاملة عن خدمة ورعاية الحرمين الشريفين منذ أن تأسست على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وسخرت كل إمكاناتها البشرية والمادية في سبيل المحافظة على شرف خدمة الحرمين والمشاعر المقدسة وحجاج بيت الله الحرام. وقال: «إن المملكة العربية السعودية لن تتهاون أو تفرط مثقال ذرة في هذه الأمانة المقدسة التي أؤتمنت عليها من رب العالمين، وستستمر في بذل الغالي والنفيس في سبيلها ومن أجلها، وتمضي بحول الله وبقوة وعزيمة في أداء واجبها المصيري تجاه مقدسات المسلمين، ولكننا في الوقت ذاته نستشعر واجب كل دولة إسلامية شقيقة في التعبير بوضوح وبقوة وحزم عن إدانتها الشديدة لما حدث، وما يمكن أن يحدث مستقبلاً من تلك الفئة الباغية التي لا تراعي ديناً ولا عرفاً، ولا تحترم عهداً ولا ميثاقاً، وفي التعبير عن رفضها التام لأن تتعرض قبلة المسلمين ومهبط الوحي لأي شكل من أشكال التهديد أو الاعتداء». وأضاف: «نتوقع من كل دولة شقيقة أن تأخذ موقفاً صلباً قوياً تجاه من نفذ العدوان وتجاه كل قوى الشر التي تدعمه وتقف وراءه بالتخطيط والتمويل والتسليح والتأييد، وأن نكون على مستوى الحدث الخطر وعند مستوى تطلعات أمتنا المجيدة باتخاذ موقف جماعي قوي يكفل عدم تكرار مثل هذا الاعتداء الأثيم، وذلك بوصف كل من يدعم ميليشيات الحوثي وصالح ويمدهم بالسلاح والصواريخ الباليستية شريكاً ثابتاً في الاعتداء على مقدسات المسلمين مهما كان موقفه، وأياً كانت صفته». ودان البيان الختامي للاجتماع أمس، ميليشيات الحوثي وصالح ومن يدعمها ويمدها بالسلاح والقذائف والصواريخ لاستهداف مكةالمكرمة بوصفه اعتداء على حرمة الأماكن المقدسة في المملكة العربية السعودية واستفزازاً لمشاعر المسلمين حول العالم ودليلاً على رفضهم الانصياع للمجتمع الدولي وقراراته. وأكد المجتمعون على البيانات الصادرة عن الدول الأعضاء وغير الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية، التي دانت واستنكرت بشدة هذا الاعتداء، الذي يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في الأراضي المقدسة وإلى إجهاض جميع الجهود المبذولة لإنهاء النزاع في اليمن بالطرق السلمية. كما أكد البيان دعم الدول الأعضاء للمملكة في مواجهة الإرهاب، وضد كل من يحاول المساس بها، أو استهداف المقدسات الدينية فيها، وتضامنها مع المملكة في كل ما تتخذه من خطوات وإجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها، مُطالباً في الوقت ذاته جميع الدول الأعضاء بوقفة جماعية ضد هذا الاعتداء الآثم ومن يقف وراءه ويدعم مرتكبيه بالسلاح، بوصف المساس بأمن المملكة مساساً بأمن وتماسك العالم الإسلامي بأسره. وأوصى المشاركون في الاجتماع بعقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول الأعضاء في مكةالمكرمة لبحث استهداف ميليشيات الحوثي وصالح لمكةالمكرمة.