يتعجب زوار المومياء «أوتزي» التي عثر عليها متجمدة في جبال الألب ويعود عمرها لأكثر من خمسة آلاف عام، عندما يلاحظون وجود بقعاً وقطعاً صغيرة باللون الأزرق على الجلد. وأفاد الباحثون أن التكاوين البلورية الغريبة التي تتخذ اللون الأزرق على جلد المومياء ليس ناتج عن التجمد حتى الموت أو بسبب كدمة أو صدمة، موضحين أنها ناتجة عن معدن يسمى ال«فيفيانيت» أو حجر الحديد الأزرق «vivianite». وفسروا هذه الحالة، بأن المادة عبارة عن بلورات بلا لون، ولكن عندما تتفاعل مع الأوكسيجين والفوسفات الذي يتسرب من الجثة عندما تتحلل، سرعان ما تتحول إلى اللون الأزرق بمختلف تدرجاته، بحسب ما نشر موقع «ساينس أليرت». وقال الباحث في موقع «أطلس أوبسكورا» كريس درادغ، إن ذلك يحدث عادةً إلى الجثث التي تُترك في بيئات غنية بالحديد، وذكر أنه عندما عثر على «فيفيانيت» في رفات الجنود الأميركيين الذين لقوا حتفهم في حادث تحطم طائرة في فيتنام، إذ رجح أن التربة التي دفن فيها الجنود كانت رطبة وكانوا بمحاذاة بقايا الطائرة، ما سمح بتشكل هذا المعدن الأزرق. وأوردوا العلماء أن هناك علاقة بين تنامي «فيفيانيت» على جثث الموتى، ترتبط بكيفية تفاعل الفوسفات، وهو أحد المكونات الرئيسة للهيكل العظمي مع الحديد والماء، وأضافوا أنه عند تحلل الجثة يتسرب الفوسفات خارج الجسم ليتصل بالبيئة، وإذا كانت رطبة ومليئة بالحديد فسيتفاعل مع الجزيئات الأخرى ليتشكل ال«فيفيانيت».