الهروب من «نقاط التفتيش»، او ما يمكن وصفه ب «عنق الزجاحة»، ليس امراً هيناً في العاصمة بغداد لكنه متاح سواء للمسلحين والخارجين عن القانون او للمواطنين العاديين، وهو ما يُفسر كثرة الخروقات الامنية وتواصل الانفجارات في البلاد التي تحاول السلطات المختصة كبحها بواسطة «السيطرات الطيارة او المتحركة» التي ازداد عددها في شكل لافت منذ بداية الشهر الجاري. و»عنق الزجاجة»، هو المصطلح الامني الذي يطلق على السيطرات الامنية الثابتة، التي تجعل الشارع اشبه بزجاجة يكون عنقها نقطة التفتيش لانه تتسع لعربة واحدة فقط تخضع للتفتيش والفحص باجهزة الكشف عن المتفجرات كان البغداديون يحاولون تفاديها باستمرار قبل ظهور «السيطرات الطيارة». وعلى رغم ان اهالي بغداد يرون ان هذه السيطرات تتسبب بازدحام مروري، وبالتالي لن يكون لوجود هذه السيطرات أهمية من الناحية الأمنية»، الا ان المقدم في الشرطة العراقية محمد نوري يؤكد ان الغاية منها «ضبط الارض وعدم ترك مساحات لتحرك الارهابين». و «ضبط الارض» هو الاستراتجية المطبقة في العاصمة منذ تطبيق خطة فرض القانون بداية العام 2003. ويُقر المقدم نوري بأن غالبية سائقي السيارات يتفادون الطرق التي تتواجد فيها نقاط تفتيش ثابتة ومعروفة من طريق المرور بالطرق الفرعية او الخدمية او تهريب المتفجرات من طريق المارة وليس السيارات، لذا يتم اللجوء الى السيطرات الطيارة التي تنصب في شكل مفاجئ ولوقت محدد في طرق عشوائية. وتتباين آراء المواطنين، حول أهمية هذه السيطرات في الحد من أعمال العنف، وتخوف البعض من أن تتسبب السيطرات الجديدة بزيادة الازدحام المروري ليس الا. ويرى سليم فرج (33 سنة) ان السيطرات المتحركة موجودة في الشوارع العامة في العاصمة فقط وهي تحوي في بدايتها ونهاياتها على سيطرات ثابتة وبالتالي لم يتغير من الامر شيئاً الا زيادة الازدحام والاختناقات المرورية ما بدا واضحاً في الاسبوعين الماضيين». ويضيف «حتى نقاط التفتيش المتحركة باتت اماكنها معروفة تقريباً فهي موجودة في شكل مستمر في شوارع ابو نواس والقناة ومحمد القاسم وغيرها من الشوارع المعروفة والمليئة اصلاً بنقاط تفتيش قديمة». وتحولت نقاط التفتيش او السيطرات في العاصمة خلال السنوات الاخيرة الى ثكنات عسكرية تضم كل واحدة منها اعداداً كبيرة من عناصر الجيش والشرطة وتحتوي على اماكن للمبيت ومرفقات مجهزة بحواسيب الكترونية واجهزة الستلايت والتلفاز. وكانت وزارة الداخلية العراقية أطلقت مشروعاً العام الماضي لتقليص عدد السيطرات داخل العاصمة وانشاء 18 سيطرة أمنية نموذجية حولها وعلى المخارج التي تؤدي إلى المحافظات العراقية الأخرى. وقال مسؤولون إنه تم لغاية الآن استكمال إنشاء 15 سيطرة، وسيتم استكمال إنشاء السيطرات الثلاث المتبقية خلال اسابيع الا ان هذا المشروع لم يكتب له النجاح وأعادت قيادة عمليات بغداد بداية السنة فكرة انشاء سور امني حول بغداد واعلنت المباشرة ببنائه ما سيغني عن نقاط التفتيش الداخلية والحواجز الاسمنتية في العاصمة بغداد. وأوضح المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا ان السور يتكون من سياج كونكريتي وخنادق في المناطق الزراعية وستكون المداخل الرئيسية للعاصمة عبر ثماني نقاط تفتيش نموذجية.