حذر «الحرس الثوري» الإيرانيواشنطن من أن طهران ستضع الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست «في متحف» وتستأنف تخصيب اليورانيوم إذا لم يلتزم الأميركيون بتعهداتهم في هذا الصدد. واعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الولاياتالمتحدة «ليست قوة عظمى»، لافتاً إلى أن إيران باتت «أبرز قوة إقليمية» بعد إسقاط نظامَي «طالبان» في أفغانستان وصدام حسين في العراق. أتى ذلك خلال تنظيم الإيرانيين مسيرات، أمام مبنى السفارة الأميركية في طهران، وفي مدن أخرى، أحيت «اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي»، في إشارة إلى احتلال طلاب «ثوريّين» السفارة في 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 1979، واحتجازهم 52 ديبلوماسياً 444 يوماً. وحمل متظاهرون شعارات مندّدة بالسياستين الأميركية والإسرائيلية، وهتفوا «الموت لأميركا» و«الموت لإسرائيل»، كما أحرق بعضهم أعلاماً أميركية وإسرائيلية. ووَرَدَ في بيان ختامي للمسيرات في طهران، أن «الشعب الإيراني سيواصل مسيرته في مواجهة الظلم ومقارعة الاستكبار، حتى آخر رمق وآخر رجل». واعتبرت «رابطة الطلاب الجامعيين» أن الثورة الإيرانية «تشكّل انطلاقة لزوال الفكر البالي المادي للغرب»، فيما رأى «الحرس الثوري» في هذا اليوم «فرصة لتجديد الخطاب المناهض للاستكبار العالمي ونداء الموت لأميركا». واعتبر حسن سلامي، نائب قائد «الحرس»، أن «الثورة الإيرانية أضخم هزيمة سياسية واستراتيجية تتكبّدها أميركا»، مشيراً إلى أن «محور الثورة ينمو ويتطوّر في العالم». وأضاف: «تتشدّق أميركا بالديموقراطية في العالم، لكنها تنتج على أراضيها كل الحركات والجماعات الإرهابية والتكفيرية، وتدعم جميع الطغاة في العالم». وتابع في خطاب أمام المشاركين في مسيرات طهران أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) «تتولى إعداد كل أجهزة التعذيب في العالم وتدريبها، بما في ذلك السافاك» (جهاز الاستخبارات الإيرانية خلال عهد الشاه). وتابع: «كل أدوات التعذيب والقتل تُصنع في أميركا». وقال سلامي: «إذا لم يلتزم الأميركيون تعهداتهم، سنضع الاتفاق النووي في متحف وستعاود أجهزة الطرد المركزي نشاطها مجدداً، لكننا لن نكتفي بالمستوى الذي كنا عليه قبل الاتفاق»، أي التخصيب بنسبة 20 في المئة. وأضاف: «الشعب الإيراني يفي بتعهداته دوماً، لكن هذه الالتزامات لن تكون من جانب واحد، ولصبر الشعب الإيراني حدود. نتوقّع من الأميركيين أن يروا الحقائق عبر منظار جديد». أما ظريف، فاعتبر أن إيران «تجرؤ على مواجهة العالم وتقديم رؤية جديدة»، وزاد: «الولاياتالمتحدة ليست قوة عظمى قادرة على فعل ما تشاء، أو أن الأحداث لا تتماشى بالضرورة مع إرادة الولاياتالمتحدة أو قوى أخرى». ولفت إلى «أثمان باهظة دفعتها إيران خلال أول عقدين من الثورة، أوجدت ظروفاً خاصة في مطلع العقد الثالث، جعلت إيران القوة الإقليمية الأولى في المنطقة، خصوصاً بعد سقوط طالبان وصدام حسين». وأضاف أن «هذه القوة أقلقت معارضي إيران، فاختلقوا عراقيل، بينها فتح الملف النووي، لتفريغ إيران من طاقتها الاستراتيجية. ولذلك أطلق الاتفاق النووي قوة إيران مرة أخرى».