حذر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي المتشددين في بلاده أمس، من «إضعاف» الوفد المفاوض مع الغرب في الملف النووي، ووصف أعضائه بأنهم «مساومون» على حقوق طهران. لكنه كرر أنه «ليس متفائلاً» بنتيجة المحادثات، مجدداً تشكيكه بنيات الولاياتالمتحدة إزاء إيران. وكان متشددون اتهموا الوفد المفاوض بالإفراط في التفاؤل بنتيجة المحادثات، وشكوا من كتمان تفاصيلها، إذ طرحت إيران «خطة سرية» على الدول الست المعنية بملفها النووي، مشددة على أهمية تجنّب التسريبات، لإنجاح المفاوضات. وعشية إحياء «اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار» اليوم، في الذكرى ال34 لاقتحام طلاب «ثوريين» مبنى السفارة الأميركية في طهران، إذ اعتبروها «وكراً للتجسس»، صاح نواب إيرانيون خلال جلسة لمجلس الشورى (البرلمان) بشعار «الموت لأميركا»، معلنين مشاركتهم في المسيرات اليوم وهم يهتفون بالشعار ذاته، ل «يُظهروا مدى إرادتهم في محاربة الاستكبار العالمي». وكان رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني ذكر أن الإمام الخميني أراد إلغاء شعار «الموت لأميركا»، ما أثار ردود فعل غاضبة لدى معسكر الأصوليين. وأثنى خامنئي الذي كان يتحدث خلال لقائه طلاباً، على «العمل الطالبي الشجاع في الاستيلاء على السفارة الأميركية عام 1979»، مضيفاً: «في ذاك اليوم، اطلق شبابنا على السفارة اسم وكر التجسس، وبعد اكثر من ثلاثة عقود، باتت السفارات الأميركية في دول أوروبا الشريكة للولايات المتحدة، تُسمّى وكر تجسس، وهذا يُظهر أن شبابنا سبقوا العالم بأكثر من ثلاثين سنة». ويشير المرشد بذلك إلى فضيحة تجسس الولاياتالمتحدة على دول حليفة. واعتبر خامنئي أن «التجارب أثبتت أن أي شعب ودولة وضعا ثقتهما بأميركا، تلقيا ضربة منها، ولو كانا من أصدقائها». ورأى أن «أميركا باتت الأكثر كراهية لدى شعوب العالم». وتطرّق إلى المحادثات بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، مؤكداً مساندته مفاوضي بلاده قائلاً: «إنهم أبناء الثورة ومسؤولون في الجمهورية، إذ يبذلون جهوداً حثيثة لأداء مهمتهم الصعبة، وعلى أي شخص تجنّب إضعافهم أو الإساءة اليهم أو اعتبارهم مساومين». وكرر أنه «ليس متفائلاً» بالمفاوضات، مضيفاً: «ليس واضحاً هل ستتيح التوصل إلى النتائج التي تتوقّعها الأمة». وزاد: «لن نتضرر من المفاوضات... إذا تمخضت عن النتائج المتوخاة، هذا أمر جيد، وإن لم تخرج بنتيجة فذلك سيعني أن على البلاد أن تعتمد على قواها الذاتية». وأضاف: «الملف النووي ذريعة، لأننا إذا تراجعنا يوماً على سبيل الافتراض وسُوِّي الملف، سيطرح (الغرب) ذرائع أخرى، مثل تقدّم إيران على صعيد (الصواريخ) الباليستية ومعارضتها النظام الصهيوني أو دعمنا المقاومة ضده». ونبّه خامنئي إلى «وجوب الامتناع عن وضع ثقتنا في عدو يبتسم لنا. الأميركيون يبتسمون لنا ويقولون إنهم يريدون التفاوض، ولكن في الوقت ذاته إن كل الخيارات مطروحة». ونصح «المسؤولين في (وزارة) الخارجية بتجنّب ارتكاب خطأ، بسبب الابتسامة المخادعة للعدو»، مضيفاً: «على الأميركيين مجاملة الصهاينة، لكننا قلنا منذ اليوم الأول أن النظام الصهيوني غير شرعي ولقيط». في غضون ذلك، رحّب عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني عضو الوفد النووي المفاوض، ب»النقد البنّاء» الموجّه إلى الوفد، لكنه قال ان «اتهام المفاوضين بالسذاجة هدفه تدمير معنوياتهم، ما سيضرّ بمسار المفاوضات وهم في خطها الأمامي». ونبّه إلى أن إحياء «اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار» يجب «ألا يشكّل عقبة أمام المفاوضات الجدية بين إيران والدول الست». إلى ذلك، تحدّث وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن «إنجازات» زيارته تركيا الأسبوع الماضي، معلناً أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سيزور طهران في كانون الثاني (يناير) المقبل، كما نسبت وسائل إعلام إيرانية إلى حساب أردوغان على موقع «تويتر»، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني سيزور أنقرة في كانون الأول (ديسمبر) المقبل.