أحيت سلسلة هجمات استهدفت مناطق مختلفة في العراق أمس المخاوف من عودة التوتر الأمني إلى البلاد، بعدما حصدت اعتداءات متفرقة، بينها تفجير 3 سيارات مفخخة بالتزامن في شمال بغداد وغربها، عشرات القتلى والجرحى، في واحدة من أشد موجات العنف منذ انسحاب القوات القتالية الأميركية نهاية الشهر الماضي. ومع استئناف البرلمان جلسات غير رسمية لمناقشة كيفية حلحلة أزمة تأخر تشكيل الحكومة المتعثرة منذ إعلان نتائج الانتخابات في ايار (مايو) الماضي، أدى انفجار ثلاث سيارات مفخخة في منطقتي المنصور وساحة عدن في بغداد إلى سقوط أكثر من 160 شخصاً بين قتيل وجريح، فيما قالت وزارة الداخلية إن «المنطقة الخضراء» المحصنة تعرضت إلى هجمات بقذائف هاون. وخلف تفجير سيارة مفخخة أمام مقر شركة «آسيا سيل» للهاتف النقال في ساحة أبو جعفر المنصور غربي بغداد، 21 قتيلاً ونحو 70 جريحاً، كما أدى إلى تدمير مبنى بكامله وألحق أضراراً جسيمة بمبنى مجاور، فضلاً عن احتراق نحو عشرين سيارة. وبعد تفجير المنصور بلحظات، انفجرت سيارتان مفخختان أمام منزل تتخذه الشرطة مقراً لها في ساحة عدن في حي الكاظمية شمالي بغداد، ما أدى إلى مقتل 19 شخصاً وجرح 65 آخرين، إضافة إلى أضرار مادية جسيمة في المكان واحتراق عدد كبير من السيارات. وانفجرت اربع عبوات ناسفة في مناطق متفرقة من بغداد، إحداها في سوق شعبية في جانب الرصافة أدت إلى جرح 7 أشخاص. ونجا ضابط في الاستخبارات من عبوة ناسفة استهدفته في حي الصالحية، فيما اغتيل قائد صحوة الغزالية مؤيد الأعظمي بعبوة لاصقة وضعت في سيارته، وقُتل شيخ عشيرة البو علوان الشيخ صالح العلواني في منطقة أبو غريب بالطريقة ذاتها. وفي الفلوجة، قُتل ستة اشخاص، بينهم ثلاثة جنود عراقيين، وجُرح 14 آخرين بانفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدف دورية للجيش وسط المدينة مساء أمس. إلى ذلك، أكد مصدر أمني ل «الحياة» أن «ثماني قذائف هاون سقطت على المنطقة الخضراء» شديدة التحصين التي تضم مقار الحكومة العراقية وبعض السفارات الأجنبية، بما في ذلك السفارتين الأميركية والبريطانية. ورفض كشف الخسائر المادية والبشرية والمواقع المستهدفة، لكنه اتهم تنظيم «القاعدة» ب «الوقوف وراء هذه الهجمات في محاولة لإعادة الاقتتال الطائفي». وتوقع أن «يزيد عملياته الإجرامية خلال الأيام المقبلة». غير أن وكيل وزارة الداخلية الفريق أحمد الخفاجي قلل من هذه المخاوف، معتبراً أن «الهجمات المسلحة انخفضت خلال الشهرين الماضيين». وأكد ل «الحياة» أن القذائف التي سقطت على «المنطقة الخضراء» «أطلقت من قاعدة جوالة». وانتقد القيادات الأمنية التي تحدثت عن تصاعد الهجمات، معتبراً أنها «انخفضت بشدة منذ انسحاب القوات الأميركية».