افتتح حاكم الشارقة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أمس فعاليات الدورة ال35 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، التي تقام في الفترة من 2-12 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، في مركز إكسبو الشارقة، بمشاركة 1681 دار نشر من 60 دولة، وتحت شعار «اقرأ أكثر». ووقع القاسمي خلال افتتاح المعرض النسخة الأولى من كتابه الجديد «صراع القوى والتجارة في الخليج» (1620-1820م) الصادر عن منشورات القاسمي، الذي يعد مصدراً للباحثين عن تاريخ الأسر الحاكمة على ضفتيّ الخليج، ومرجعاً للباحثين بالاقتصاد والتجارة بالخليج في هذه الفترة الممتدة لنحو 200 عام، كما يروي قصة الصراعات بين القوى الفارسية والنزاعات المحلية الأخرى حول التجارة في الخليج، وحول شؤون شركات الهندالشرقية الأوروبية. ويركز الكتاب على الفترة التي تبعت وفاة نادر شاه في عام 1747م، إذ كانت بلاد فارس قوة ذات هيمنة حقيقية، إلا أن الفراغ الذي تلا ذلك، شهد البداية لترسيخ الشيوخ العرب على الساحل الفارسي لمراكزهم التجارية، وكذلك القوى التي على الساحل العربي للخليج انضمت إلى تلك الصراعات؛ فنشاهد آل بو سعيد في مسقط، والقواسم في جلفار، والعتوب في البحرين والقرين (الكويت). وأشار حاكم الشارقة إلى أن ريع الكتاب الجديد سيذهب لدعم «مؤسسة القلب الكبير» المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين حول العالم، التي أطلقتها قرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، تزامناً مع اليوم العالمي للاجئين، بعد إصدارها قراراً قضى بتحويل حملة القلب الكبير إلى مؤسسة إنسانية عالمية، بهدف مضاعفة جهود تقديم العون والمساعدة للاجئين والمحتاجين في مختلف أنحاء العالم، ما أضاف الكثير إلى رصيد دولة الإمارات الحافل بالعطاءات والمبادرات الإنسانية، وعزز من سمعتها إقليمياً وعالمياً. وكرم القاسمي وزير الثقافة اللبناني السابق، والفائز بشخصية العام الثقافية، والمفكر والأكاديمي الدكتور غسان سلامة، تقديراً لمسيرته الأكاديمية وعطاءاته الثقافية الحافلة بالإنجازات والمؤلفات التي شكلت إضافة قيّمة إلى خزانة المعرفة العربية، وأهدى سموه الشخصية المكرمة النسخة الأولى الموقعة من كتابه الجديد (صراع القوى والتجارة في الخليج). كما كرم شركة «اتصالات»، الراعي الرسمي للمعرض، وأيضاً الفائزين بجائزة «اتصالات» لكتاب الطفل. وشاهد الحضور خلال الحفلة فيلماً وثائقياً يروي قصة معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومسيرته الممتدة على مدار خمسة عقود ونصف، بعدها تناول رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري، في كلمة له، رؤية المعرض وتأثيره في العمل الثقافي، ضمن دولة الإمارات والوطن العربي والعالم. في حين قال الشخصية الثقافية غسان سلامة: «إن رؤية حاكم الشارقة وجهده للنهوض بالحالة الحضارية العربية، تبدت في عدد من المبادرات والمشاريع التي أكد من خلالها أن الثقافة قادرة على أن تجمع ما فرقته السياسة، فشهدنا مشروع بيوت الشعر العربية التي تمتد من المفرق، إلى تطوان، وشهدنا الهيئة العربية للمسرح، التي شكلت رافداً وراعياً للحراك المسرحي في مختلف بلدان العالم العربي».