«حماوة» الجو السياسي التي يشهدها لبنان لم تطغَ على حماسة الجمهور الغفير (2500 شخص) الذي غصت به مدرجات مسرح أسواق بيروت والذي توافد ليل السبت الفائت ليشاهد العرض الموسيقي – البصري الذي قدمه الفنان الفرنسي العالمي جان ميشال جار وليستمع الى موسيقاه الإلكترونية التي ارتفعت في سماء بيروت بصخبها الجميل، المتناغم مع ألعاب الضوء والألوان. وشاء جار أن يحيي جمهوره الذي احتل بعض منه باحة المسرح وقوفاً بعدما ضاقت المدرجات بالكراسي، بالعربية قائلاً: «مساء الخير»، ثم أشار الى أن هذه الحفلة ستنقل مباشرةً من بيروت الى العالم الأنغلوساكسوني عبر الفضائيات، وبيروت هي المحطة الأخيرة لهذا العرض الذي جاب به عواصم ومدناً عالمية. اختلطت الموسيقى الحية التي عزفها جار مع فرقته بالأضواء والألوان وبدت اللعبة الضوئية كأنها صدى للمقطوعات الموسيقية الصاخبة بإيقاعاتها المتوترة والمتهادية في آن. وقد صفق الجمهور طويلاً للموسيقي وفرقته لا سيما عندما راح يعزف على أوتار ضوئية كانت تنبعث من قلب المسرح. انها تجربة فريدةٌ حقاً هذه التي يقودها جان ميشال جار في عالم الموسيقى الحديثة أو ما يسمى موسيقى التكنو المصحوبة بألعاب ضوئية هي جزء من الموسيقى نفسها وتجلٍ بصري لها. واحتلت خلفية المسرح شاشة عملاقة راحت تنعكس عليها صورٌ ورسومٌ ومشاهد رافقت العزف الموسيقي ساعيةً الى تفسيره مشهدياً.