فرّق قرار لمكتب الرعاية الاجتماعية في جنوب تينيسايد ببريطانيا، زوجين مسنين عن بعضهما بعضاً بعد أن أمضيا 70 عاماً معاً، وفق ما روته ابنتهما شيريل بيتس البالغة من العمر 60 سنة. وجاء قرار المكتب بعد أن نُقلت الزوجة جيسي (88 سنة) قبل تسعة أسابيع إلى المستشفى بسبب إصابتها بالتهاب في الكبد والرئتين، فيما نُقل زوجها ري (95 سنة) الذي يعاني من الزهايمر منذ خمسة أعوام، إلى دار الرعاية "ويستو غرانغ"، وقرر المختصون أنه سيبقى فيها في شكل دائم، عندما بدأت حالته الصحية بالتدهور. وعلّقت ابنتهما بيتس وهي أم لثلاثة أطفال، على قرار مكتب الخدمات الاجتماعية، قائلةً إنه «أمر محزت وقاسٍ ومثير للاشمئزاز، فمن الذي أعطى المكتب الحق في تفريقهما بعد كل هذه المدة الطويلة التي أمضياها معاً؟"، وفق ما ورد في "ذي تلغراف" البريطانية. وقالت: «لم يتبق من عمرهما الكثير حتى يفترقا الآن، سيكون والدي محظوظاً جداً لو عاش لستة أشهر أخرى، وفي كل يوم يسألني عن والدتي»، مضيفةً أنه «يجلس خارج غرفته يومياً منتظراً والدتي، ويرفض أن يخلد إلى سريره، مكتفياً بالنوم على المقعد. أريد رؤيتهما معاً مرة أخرى». وتعافت الزوجة بعد أسبوعين ونقلت إلى العيش بالمركز ذاته، لكنها انهارت مرة أخرى وأعيدت إلى المستشفى بعد ثلاثة أيام، إذ كانت تعاني من تعفن الدم، وأبلغ الأطباء ابنتها بعد تقييم حالتها الصحية، أنها «لا تلبي المعايير اللازمة للانتقال إلى دار الرعاية والعيش مع زوجها»، فيما قرر مكتب الرعاية أنه يمكنها العودة إلى منزل العائلة وسيزورها ممرضٌ يومياً لمتابعة حالتها. وتقول بيتس: «لاتزال والدي في المستشفى، ولا أريد أن تخرج منه إلا في حال عودتها إلى العيش مع والدي، كما أنني لا أرغب في أخذها لزيارة والدي، لأنني لا أريد أن أضعهما في هذا الموقف المؤلم». وأطلق حفيدهما لي بيتس البالغ من العمر 41 سنة، وثيقة التماس على الشبكة العنكبوتية، آملاً بالحصول على تأييد 100 شخص، فيما حصدت الوثيقة التي وصفت معاملة مكتب الخدمات ب «القاسية وغير الإنسانية»، على توقيع حوالى خمسة آلاف شخص. وقال ناطق باسم المجلس: «لا يمكن للمكتب التعليق على حادثة واحدة، وإن أي قرار لرعاية الفرد يعتمد أساساً على احتياجاته الشخصية والتي تُقرر وفق قوانين الرعاية المعمول بها»، مؤكداً أن المكتب يدعم الأشخاص المسنّين للبقاء مستقلين في منازلهم الخاصة، إلا إذا اقتضت الضرورة غير ذلك». وأضاف أن «قرار إبقاء أي شخص في دار الرعاية، يعني غالباً أنه لا يستطيع العودة إلى منزله أبداً بسبب ظروفه الصحية، إذ يتم تقييم العوامل كافة من جانب مختصين للوصول إلى قرار»، موضحاً: «إذا كان الزوجان يحتاجان إلى الرعاية ذاتها، فإننا بالطبع نحرص على إبقائهما معاً، ولا نلجأ إلى تفريق شريكين من دون سبب». وكان ري يعمل طاهياً في البحرية، فيما كانت زوجته جيسي مديرة لمتجر، والتقيا من طريق شقيقته الكبرى ماريا، وتزوجا في شمال شيلدز العام 1950، ولديهما ثلاثة أولاد وثمانية أحفاد وثلاثة من أبناء الأحفاد.