ارتفع إنتاج المملكة من المياه المحلاة إلى أكثر من 1103 ملايين متر مكعب، تشرف على إنتاجها المؤسسة العامة لتحلية المياه، فيما تجاوز إجمالي الطاقة الكهربائية المصدرة من محطات المؤسسة للجهات المستفيدة أكثر من 20 مليون ميغاواط/ ساعة. وأنفقت السعودية على مشاريع المؤسسة العامة لتحلية المياه حتى نهاية العام المالي 1428/1429ه أكثر من 65 بليون ريال، فيما بلغ ما أنفق على تشغيل وصيانة محطات التحلية ومرافقها نحو 29.5 بليون ريال. وركّزت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تحلية مياه البحر المالحة، وأنفقت الدولة بلايين الريالات لإقامة 30 محطة تحلية على البحر الأحمر والخليج العربي، وذلك نظراً إلى طبيعة المملكة الصحراوية وشح المياه بها. وجاء فى تقرير صادر عن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة للعام 2008، أن المؤسسة قامت بتنفيذ 14 نظاماً لنقل المياه المحلاة عبر شبكة كبيرة من خطوط الأنابيب يبلغ مجموع أطوالها نحو 4157 كيلومتراً، بأقطار تتراوح ما بين 200 و2000 ملم. وأقامت المؤسسة على طول تلك الخطوط 29 محطة لضخ المياه إلى خزانات التحلية البالغ عددها 168 خزاناً تصل سعتها الاستيعابية إلى نحو 9.5 مليون متر مكعب لضمان استمرارية تدفق المياه عبر الأنابيب بمعدلات ثابتة مهما كان طول الخط أو ارتفاع المناطق التي يمر بها عن سطح البحر. كما صدرت في شهر رجب من عام 1430ه، موافقة خادم الحرمين الشريفين على إنشاء مشروع موحد لتحلية المياه وإنتاج الطاقة الكهربائية بطاقة مقدارها 550 ألف متر مكعب من المياه و1700 ميغاواط من الكهرباء لتلبية الحاجات المستقبلية للمدينة المنورة وبعض مدن ومراكز المنطقة ولمقابلة حاجات شركتي مرافق والسعودية للكهرباء، بكلفة تقديرية للمشروع تبلغ أربعة عشر بليون ريال. وأوضح وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين، أنه سيخصص من إنتاج هذا المشروع الكبير 400 ألف متر مكعب من المياه للمدينة المنورة و150 ألف متر مكعب من المياه و1.7 ألف ميغاواط من الكهرباء لشركتي مرافق والسعودية للكهرباء. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعى فى الثامن من شهر محرم 1424ه، حفلة افتتاح المرحلة الثانية لمشروعي محطة تحلية المياه المالحة والقوة الكهربائية بالشعيبة ونظام نقل المياه المحلاة إلى مكةالمكرمةوجده والطائف. كما رعى فى ال15 من شهر ذي القعدة 1425ه حفلة افتتاح مشروع نقل المياه المحلاة من محطة التحلية وتوليد الطاقة في الخبر إلى محافظتي الأحساء وبقيق بما قرابته 90 ألف متر مكعب من مياه البحر المحلاة، وبكلفة بلغت 578 مليون ريال. وفي ال18 من شهر ذي الحجة عام 1427ه صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على زيادة إنتاج المياه المحلاة من محطة التحلية في الشعيبة (المرحلة الثالثة) بمقدار 150 ألف متر مكعب يومياً لتغطية الحاجة المتنامية للمياه في محافظة جدة. وبلغ ما اعتمد لموازنة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة للسنة المالية 1431/ 1432ه أكثر من 13.4 بليون ريال ونسبة زيادة بلغت 44 في المئة عن العام الماضي استثمرتها المؤسسة فى ما يحقق مستوى عالياً من الأداء، خصوصاً فى برامج تشغيل وصيانة المحطات وأنظمة نقل المياه ومواصلة برامج المؤسسة فى إعادة إعمار محطات التحلية وإنتاج الطاقة الكهربائية، واستكمال بعض المشاريع خلال السنوات القليلة المقبلة. وتم في موازنة العام الحالي 1431-1432ه اعتماد أربعة مشاريع هي محطة تحلية رأس الزور ومحطة تحلية في ينبع المرحلة الثالثة وخط أنابيب رأس الزور الرياض وخط أنابيب رأس الزور حفر الباطن والنعيرية وخط أنابيب ينبع المدينة المرحلة الثالثة، وتقدر تكاليف هذه المشاريع بما يتجاوز 40 بليون ريال. وتوقعت مصادر في المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أن يكون الاحتياج من مياه الشرب المنتج من محطات التحلية نحو 6 ملايين متر مكعب من المياه يومياً في عام 1446ه، وستصل تكاليف إنشاء محطات التحلية لتغطية هذا الاحتياج مع خطوط النقل اللازمة للسنوات المقبلة قرابة 70 بليون ريال.