14 شهراً تفصل الحجاج والمعتمرين وسكان مكةالمكرمةوالمدينةالمنورةوجدة من التنقل ب«قطار الحرمين السريع»، الذي توقعت إمارة مكةالمكرمة أن ينتهي العمل في مراحله كافة في العام 2017، فيما تنتهي مرحلته الأولى (بين المدينةالمنورةوجدة)، خلال أسابيع. وقالت الإمارة في تغريدة على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس (السبت): «قطار الحرمين الذي يربط مكةوجدةوالمدينة ومدينة الملك عبدالله يقطع 450 كم بسرعة 300 كلم يكتمل نهاية 2017». وكانت وزارة النقل أوضحت في وقت سابق أن المشروع، الذي بلغت كلفته 142 مليون ريال، وتنفذه شركة بريطانية، قطع مراحل متقدمة في تنفيذه، «بعد استيفاء الملاحظات التي سبق أن وجهت الوزارة بتلافيها سابقاً»، مشيرة إلى نسبة الإنجاز تخطت 92 في المئة، ويجري العمل على ما تبقى بشكل جيد، وسيتم الانتهاء من المرحلة الأولى من المدينةالمنورة إلى جدة نهاية العام 2016، ومن محطة جدة إلى محطة مكةالمكرمة في نهاية 2017. وتشهد المملكة حالياً تنامياً في عدد الحجاج والمعتمرين، فضلاً عن الزوار والمقيمين الذين يفدون إلى مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة طيلة أشهر السنة، الأمر الذي تطلب إنشاء مشروع «قطار الحرمين السريع»، لتوفير وسيلة نقل سريعة وآمنة واقتصادية لنقل أعداد كبيرة من المسافرين. وجاء تنفيذ المشروع من أجل تخفيف الضغط والزحام على الطرق بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ومحافظة جدة، وتوفير الراحة والأمان والسرعة الذي يوفرها السفر في القطارات، إضافة إلى تقليل التلوث الناتج عن عوادم السيارات. ويُعد مشروع قطار الحرمين السريع أحد العناصر الهامة في البرنامج التنفيذي لتوسعة شبكة الخطوط الحديد في المملكة المقر من المجلس الاقتصادي الأعلى، والذي تضمن أن يتم تنفيذه بطريقة البناء والتشغيل والإعادة بمشاركة القطاع الخاص، إلا أنه تقرر تغيير تنفيذه ليكون مشروعاً حكومياً بعد صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين على تغيير أسلوب تنفيذه بتمويل من الصناديق المتخصصة، ثم صدر قرار مجلس الوزراء القاضي بقيام صندوق الاستثمارات العامة بإبرام عقود الخدمات والأعمال للمشروع على أساس قرض حسن من الموارد المالية للصندوق، وعلى أن يعوض من اعتمادات الموازنة العامة للدولة في السنوات المقبلة. والمشروع الذي يربط بين مكةوالمدينة مروراً في محافظة جدة ورابغ تصل سرعة قطاراته إلى 300 كيلومتر في الساعة، إذ يقطع القطار مسافة 450 كيلومتراً في مسار مزدوج، ومحطاته الرئيسة هي: مكة، وجدة، ومحطة إضافية في مطار الملك عبدالعزيز، إضافة إلى محطة المدينة الاقتصادية في رابغ، والمحطة النهائية في المدينةالمنورة. وتقع محطة مكة على المدخل الرئيس لمدينة مكةالمكرمة على الدائري الثالث في حي الرصيفة، وتبعد عن الحرم المكي الشريف حوالى 3 كيلومترات، ويحدها من الشرق شارع عبدالله عريف، ومشروع طريق الملك عبدالعزيز من الشمال. وتقع محطة جدة وسطها، في حي السليمانية على تقاطع طريق الحرمين مع طريق الملك عبدالله، ويحدها غرباً شارع علي المرتضى. فيما تقع محطة مدينة الملك عبدالله الاقتصادية داخل الحدود الإدارية لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وذلك على مدخل المدينة من الجهة الشرقية بالقرب من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. وتقع محطة المدينةالمنورة في مدينة المعرفة الاقتصادية على طريق الملك عبدالعزيز وعلى امتداد الحرم النبوي. ويحدها من الغرب طريق الجامعات ومن الشرق تقاطع الدائري الثالث. ويتكون المشروع من 36 قطاراً للركاب، بطاقة استيعابية 417 مقعداً لكل قطار، وكل واحد منها يحوي 13 عربة ركاب مكونة من أربع عربات درجة أولى، وثماني عربات سياحية، وعربة مطعم، إضافة إلى قاطرتين للقيادة في مقدمة القطار وأخرى في ومؤخرته. وزودت قطارات المشروع بخدمات الإرشاد والاتصالات، وأيضاً ب25 كيلوفولت من طريق خطوط كهربائية معلقة على طول المسار. ويستطيع المسافر الحصول على التذكرة عبر 5 طرق، ومنها «ماكينة القطارات» التي تستقبل الدفع بكل الوسائل حتى العملة المعدنية. وتوقعت الدراسات المبدئية أن تراوح الأعداد المتوقعة في العام الأول من تشغيل المشروع بين 124 ألفاً و114 ألف راكب، ومن المتوقع أن يصل مجموع الركاب في 12 عاماً للدرجة الأولى 326.247.320 راكباً، والدرجة السياحية 157.743.911 راكباً بمجموع 483.720.231.1 راكباً. وكانت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية قامت بترسية تصميم محطات مشروع قطار الحرمين السريع على إحدى أكبر بيوت الخبرة العالمية المتخصصة في تصاميم المشاريع العملاقة في العالم، وهي الشركة البريطانية «فوستر وبيروهابولد» وشركاؤها بمبلغ قدره 142 مليون ريال، وحرص على أن يكون تصميمها محافظاً على الطابع المعماري المحلي والإسلامي، وتوفير المساحة المناسبة لخدمة آلاف المسافرين يومياً، إذ تحوي المحطات جميع المرافق والخدمات اللازمة لاستيعاب وإدارة الأعداد الكبيرة من المسافرين، وتوفير جميع وسائل الراحة والرفاهية.