استمرت أمس المعارك العنيفة في حلب وسط تقدم فصائل معارضة وإسلامية في نقاط استراتيجية اخترقت الأحياء الغربية الخاضعة لسيطرة القوات النظامية، وتمكنت من السيطرة على مناطق في منيان وسط أنباء عن السيطرة الكاملة على هذه البلدة الاستراتيجية، إضافة إلى التقدم في غرب حلب باتجاه «جمعية الزهراء» معقل القوات النظامية في المدينة. وشن الطيران الروسي والسوري غارات لصد الهجوم الرامي إلى فك الحصار عن الأحياء الشرقية، في وقت اتهمت واشنطن النظام السوري باستخدام «التجويع سلاحاً في الحرب». وأجرت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني محادثات في طهران ضمن جولة إقليمية تشمل السعودية ترمي إلى تشجيع دول فاعلة للوصول إلى حل للأزمة السورية. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن المعارك استمرت بين القوات النظامية و «حزب الله» والميليشيات الشيعية من جهة وفصائل إسلامية ومعارضة من جهة ثانية «في محاور على الجبهة الممتدة من أطراف حي جمعية الزهراء غرب مدينة حلب، وصولاً إلى الأطراف الجنوبية والجنوبية الغربية من المدينة بطول يتجاوز 15 كيلومتراً». وتمكنت الفصائل في اليوم الأول من التقدم والسيطرة على معظم «ضاحية الأسد» باستثناء المباني المحاذية لمشروع 1070 شقة والمباني المحاذية لأكاديمية الأسد العسكرية في الحمدانية والمباني المحاذية لحي حلب الجديدة شمال شرقي «ضاحية الأسد». وشنت طائرات روسية وسورية غارات عنيفة على مناطق الاشتباكات. لكن الفصائل المعارضة، بمشاركة أكثر من 1500 مقاتل، حققت أمس تقدماً إضافياً. وأفاد «المرصد» عن «معارك عنيفة جداً لم يشهد حي جمعية الزهراء مثلها منذ 2012». وقال أبو مصطفى، أحد القياديين العسكريين المعارضين أثناء وجوده في ضاحية الأسد: «المرحلة المقبلة هي الأكاديمية العسكرية (في ضاحية الأسد) وحي الحمدانية». ويقع حي الحمدانية بين «ضاحية الأسد» غرباً وحي العامرية شرقاً الذي تسيطر الفصائل المعارضة على أجزاء منه. وفي حال تمكنت الفصائل مaن السيطرة على هذا الحي، ستكسر بذلك حصار الأحياء الشرقية عبر فتحها طريقاً جديداً يمر من الحمدانية وصولاً إلى ريف حلب الغربي. وعلى رغم الغارات المكثفة على مناطق الاشتباكات، لم تستهدف الطائرات الحربية السورية والروسية الأحياء الشرقية، باستثناء حي صلاح الدين فجراً. ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة طلباً تقدم به الجيش الروسي لاستئناف الغارات على شرق حلب. لكن مسؤولاً أميركياً قال إن «هجمات النظام (السوري) وداعميه على حلب مستمرة على رغم التصريحات الروسية»، مشدداً على «أننا نواصل مراقبة تصرفات روسيا وليس أقوالها». واتهم المسؤول النظام السوري باستخدام «التجويع سلاحاً في الحرب»، وهو ما يعتبر جريمة حرب بموجب اتفاقات جنيف. في طهران، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال لقائه موغيريني: «إذا لم تكن هناك معركة جادة لمكافحة الإرهاب في المنطقة، سنرى في المستقبل عدداً من الحكومات والكيانات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، وفق بيان إيراني. والتقت موغيريني نظيرها الإيراني محمد جواد ظريف، وأجرت «محادثات رفيعة المستوى» حول الأزمة السورية، على أن تتوجه لاحقاً إلى السعودية.