ازد - احمد عسيرى نجحت فصائل المعارضة السورية المسلحة، امس الجمعة، في السيطرة على مواقع عدة في محيط حلب وتكبيد القوات الحكومية والميليشيات الإيرانية الموالية لدمشق خسائرا، وذلك بعد ساعات على إطلاق معركة جديدة لفك الحصار عن الأحياء الشرقية. وقالت المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات في "الجولة الأولى من معركة حلب الكبرى" تركزت على "محاور 1070 شقة وضاحية الأسد وأطراف حي حلب الجديدة وجمعية الزهراء ومحيط تلة بازو وكتيبة الدفاع الجوي". وأضاف أن "المحاور الممتدة على نحو 15 كلم من جمعية الزهراء إلى الأطراف الجنوبية والجنوبية الغربية لمدينة حلب" تشهد "معارك عنيفة وقصفا مكثفا بمئات الصواريخ بين" مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية المدعومة بميليشيات أجنبية. وكانت فصائل المعارضة بدأت هجوما واسعا لكسر الحصار الذي تفرضه القوات الحكومية والميليشيات الموالية لإيران كحزب الله والجماعات العراقية والأفغانية على شرق حلب، الذي تسبب في أزمة إنسانية حادة لأكثر من 250 ألف مدني. ومنذ 2012 تنقسم المدينة إلى قطاع غربي خاضع لسيطرة القوات الحكومية، وقطاع شرقي تسيطر عليه المعارضة، شهد في الأسابيع القليلة الماضية غارات روسية وسورية عنيفة أسفرت عن مقتل العشرات وتدمير مستشفيات ومرافق حيوية. وكشف المرصد أن الهجوم المباغت بدأ باستهداف مطار النيرب العسكري بصواريخ غراد ومواقع أخرى للقوات الحكومية بسيارات مفخخة "في ضاحية الأسد ومشروع 1070 شقة"، مما ساعد فصائل المعارضة على التقدم متسلحين بعنصر المفاجأة. وحسب المصدر نفسه، فقد "قتل ما لا يقل عن 18 عنصراً من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها، من ضمنهم 3 من عناصر حزب الله.. في حين أصيب وقضى العشرات من الجانبين في هذه المعارك التي لا تزال مستمرة إلى اللحظة". وذكرت لجان التنسيق المحلية أن المعارضة سيطرت "على ضاحية الأسد بالكامل ومنطقة مناشير منيان وحاجز ساتر المستودع ومعمل الكرتون إضافة لحاجز الصورة الواقع على أطراف ضاحية الأسد غربي المدينة"، مشيرة إلى "انهيار" في صفوف القوات الحكومية. وتحدثت عن استيلاء فصائل المعارضة المسلحة على دبابة "من طراز t62وعربة BMB ومستودع ذخائر، إضافة لعدد من رشاشات الشيلكا ومدافع 23 بعد معارك عنيفة مع قوات الأسد والميلشيات الموالية في ضاحية الأسد غربي المدينة". ونقلت عن مصادر ميدانية قولها إن مقاتلي المعارضة نجحوا في "أسر10 عناصر من ميليشيا حركة النجباء العراقية" و"تدمير 3 مدافع ثقيلة على جبهة جمعية الزهراء إضافة لقاعدة كورنيت ورشاش عيار 14.5 على جبهة مشروع 3000 شقة". وبعد وقت وجيز على إعلان المعارضة بدء معركة حلب، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن هيئة أركانها طلبت من الرئيس فلاديمير بوتن الإذن لاستئناف الضربات الجوية في شرق المدينة بعد توقف دام عشرة أيام. ورد الكرملين بالقول إن بوتن، الذي يعد أحد أبرز داعمي الرئيس السوري بشار الأسد، "لا يرى من المناسب حاليا" استئناف الضربات الجوية في حلب، ويعتبر أنه من "الضروري تمديد الهدنة الإنسانية" التي كانت قد أعلنتها موسكو من جانب واحد.