شهدت المناطق الواقعة في جنوب غرب مدينة حلب اشتباكات متقطعة أمس، غداة تعرّض الجيش السوري لضربة قوية بعدما تمكّنت فصائل المعارضة وبينها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا) من فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية. وبذلك، انقلبت المعادلة وبات مقاتلو الفصائل يطوقون عمليا أحياء حلب الغربية التي يسيطر عليها النظام منذ بدء المعارك في مدينة حلب في الشمال السوري في صيف 2012. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ فصائل المعارضة المسلحة كبّدت النظام وروسيا وإيران وميليشيات حزب الله أكبر خسارة عسكرية ومعنوية منذ العام 2013. وتمكنت الفصائل من التقدم والسيطرة على كامل كتيبة المدفعية وكتيبة التعيينات وكراج الراموسة ومنطقة الراموسة والمدرسة الفنية الجوية. وأضاف المرصد إن الفصائل المعارضة تمكنت من فتح ممر عسكري بين أحياء حلب الشرقيةوجنوب حلب وجنوب غربها. ووفقا لناشطين، حوصرت قوات الأسد وميليشياته، وقتل أكثر من 150 عنصرًا منها، بينهم 30 مسلحًا من ميليشيا حزب الله اللبناني منهم القائد الميداني الحاج حسن محمود عيسى، و8 إيرانيين وعشرات العراقيين. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن أن اشتباكات متقطعة ترافقها غارات جوية ولكن بدرجة أقل، وقعت في جنوب غرب مدينة حلب، غداة خسارة الجيش السوري لمواقع مهمة تضم كليات عسكرية في هذه المنطقة. واعلنت فصائل مقاتلة في اطار تحالف «جيش الفتح»، وأهمها حركة احرار الشام وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)، وبعد هجومَين عنيفَين الجمعة والسبت، كسر الحصار الذي يفرضه الجيش السوري منذ 17 تموز/ يوليو على أحياء حلب الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة ويقيم فيها 250 الف شخص. وبعد سيطرتهم على الكليات العسكرية، وأهمها كلية المدفعية، التقى مقاتلو الفصائل القادمون من داخل مدينة حلب بآخرين قادمين من منطقة الاشتباكات في حي الراموسة المحاذي، والذي تمر منه طريق الامداد الوحيدة الى الاحياء الغربية. وافاد مصدر في الفصائل المقاتلة بادخال المقاتلين «سبع شاحنات خضار وفاكهة» أمس الأحد الى الاحياء الشرقية عن طريق الراموسة. وقال عمر سلخو قائد قطاع حلب في حركة نور الدين الزنكي المقاتلة «الطريق للاستخدام العسكري حاليا لاسباب امنية، وسيسمح للمدنيين بعبورها بعد تأمينها بشكل كامل». واوضح عبد الرحمن ان الفصائل المقاتلة والجهادية «لم تتمكن فحسب من كسر الحصار عن احياء حلب الشرقية بل انها قطعت ايضًا آخر طرق الامداد الى الاحياء الغربية التي باتت محاصرة» ويقيم فيها حوالي مليون و200 الف نسمة. ومن هنا انقلب المشهد تمامًا في حلب، عاصمة البلاد الاقتصادية سابقا، وحيث تعد المعارك فيها محورية في الحرب الدائرة في البلاد. وقال احد سكان الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام، رفض الكشف عن اسمه «الاسواق باتت خالية تماماً من المواد الغذائية والمحروقات في اول يوم حصار، الاكيد ان الايام المقبلة ستكون اصعب». وافاد المرصد السوري عن مقتل طفلة في حي الحمدانية الواقع شمال منطقة الاشتباكات جراء قذائف اطلقتها الفصائل المقاتلة. ووثق المرصد السوري مقتل اكثر من 130 مدنيا، غالبيتهم في الاحياء الغربية، منذ بدء هجمات الفصائل المقاتلة في جنوب حلب في 31 تموز/ يوليو. كما قتل اكثر من 700 مقاتل من قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة والجهادية على حد سواء في المعارك الدائرة في جنوب حلب منذ الاحد الماضي، غالبيتهم من الفصائل نتيجة «التفوق الجوي» لقوات النظام وكثافة الغارات الجوية. معارك فاصلة اتفق اطراف النزاع في سوريا على اعتبار المعارك الدائرة في مدينة حلب محورية لتحديد المنتصر في الحرب الدائرة في هذا البلد، ولا تزال المدينة منذ العام 2012 مقسومة بين احياء شرقية وغربية تتقاتل قوات النظام والفصائل المعارضة فيها بشراسة. وبعد ثلاثة اسابيع على فرض قوات النظام الحصار على احياء المدينةالشرقية، انقلبت المعادلة السبت في حلب فاستلمت الفصائل المقاتلة والجهادية زمام المبادرة ولم تتمكن من فك الحصار فحسب، بل قطعت ايضًا آخر طرق الامداد الى الاحياء الغربية فأصبحت هذه الاحياء عمليًّا محاصرة من قبل القوات المعارضة.