لندن - أ ف ب، رويترز - بدأ البابا بنديكتوس السادس عشر زيارة تاريخية لبريطانيا تستمر أربعة أيام، بلقاء الملكة إليزابيث الثانية التي استقبلته في قصر هوليرود، مقر الإقامة الملكي قرب أدنبره (اسكتلندا). وعكّر صفو الزيارة في بدايتها، سجال حول تصريح للكاردينال الألماني فالتر كاسبر اعتبر فيه أن مَن يَزور بريطانيا «يتولد لديه انطباع بأنه في إحدى دول العالم الثالث». كما ندد بما وصفه ب «التمييز العنصري» ضد الكاثوليك هناك. وتهدف الزيارة الأولى من نوعها لرأس الكنيسة الكاثوليكية لبريطانيا منذ انشقاق الكنيسة الأنغليكانية في 1535، الى تهدئة التوترات بين الكنيستين الكاثوليكية والأنغليكانية (البروتستانتية) التي تتهم الفاتيكان ب «الرجعية» في مواقفه من قضايا، مثل وسائل منع الحمل والمثلية الجنسية وسيامة نساء كاهنات. ويخطط مناهضون للفاتيكان لتنظيم مسيرة في لندن اليوم، ضد زيارة البابا، تنطلق من هايد بارك باتجاه مقر رئاسة الوزراء في 10 داوننغ ستريت، ويتوقع أن يشارك فيها حوالى ألفي متظاهر. كما نظمت تظاهرات مشابهة في أدنبره وغلاسكو أمس. واستقبلت الملكة البابا لدى وصوله الى قصر هوليرود آتياً من مطار أدنبره حيث حطت الطائرة التي أقلّته من روما. واستعرض البابا والملكة ثلة من حرس الشرف، ثم وقف الأول ورفع قلنسوته البيضاء عند عزف النشيد الوطني البريطاني: «حفظ الله الملكة». وبعدما صافح البابا كبار مستقبليه وبينهم أسقف كانتربري الأنغليكاني روان وليامس ونائب رئيس الوزراء نيك كليغ ورئيس وزراء اسكتلندا اليكس سالموند، دخل مع الملكة التي ترأس الكنيسة الأنغليكانية، الى القصر. وتبادل رأسا الكنيستين الكاثوليكية والأنغليكانية الهدايا ثم عقدا اجتماعاً مغلقاً. وتشمل زيارة البابا مدينة غلاسكو في اسكتلندا، ولندن وبرمنغهام في انكلترا. وفي تصريحات على متن الطائرة التي أقلّته الى اسكتلندا، علق البابا على فضيحة كهنة اعتدوا جنسياً على أطفال والتي يتهم بالتغاضي عنها، واعترف بأن «الكنيسة لم تكن يقظة كما يجب». وأضاف أن النطاق الواسع لهذه الاعتداءات التي تعرض لها أطفال من قبل كهنة كاثوليك «شكل صدمة لي وحزناً كبيراً». وأكد البابا انه «ليس قلقاً» من التظاهرات المحتملة ضد زيارته. وزاد: «عندما ذهبت الى فرنسا قيل لي إن هذا البلد سيكون معادياً للكهنة، وعندما ذهبت الى جمهورية تشيخيا قيل لي انه سيكون البلد الأقل تديناً في أوروبا. في فرنسا وتشيخيا، لقيت استقبالاً حاراً من المجتمع الكاثوليكي واهتماماً كبيراً من غير المؤمنين، وكذلك تسامحاً الى المعادين للكاثوليكية». ولدى وصوله الى اسكتلندا، أعلن البابا أنه يريد «مد يد الصداقة إلى المملكة المتحدة بكاملها» لكنه دعاها الى مقاومة «العلمانية العدوانية». وأضاف أن المملكة المتحدة «تسعى جاهدة الى ان تكون مجتمعاً حديثاً ومتعدد الثقافات، ونتمنى في هذا أن تحافظ دائماً على احترامها هذه القيم التقليدية وأشكال التعبير الثقافي».