الإشاعات من مألوف الحياة الفنية. فكيف إذا كان الموضوع الذي تنطلق منه الإشاعة مبنياً على جزئية صحيحة، تضاف إليها أجزاء غير صحيحة، بل لا علاقة لها بالواقع؟! هذا هو بالضبط ما حصل بين المُغنية يارا والملحن طارق أبو جودة. فهذان الفنانان اللذان قدما نموذجاً متميزاً من الأغاني وإدارة الأعمال الناجحة معاً خلال أكثر من عشر سنوات حققا فيها من النجومية ما يحتاج الآخرون فيه إلى سنوات أطول بكثير... هذان الفنانان انشغل بهما الاعلام، أو بالتحديد بعضه، اخيراً، عبر اشاعة تقول انهما اختلفا خلافاً جذرياً وحاداً أدَّى إلى انفصالهما الفني، وان طارق أبو جودة اختار مغنية شابة بدأ العمل عليها لإطلاقها فنياً ستكون بديلاً من يارا... وتكمل الإشاعة ان يارا تحملت كثيراً ثم لم تعد تطيق مزاجية أبو جودة ولذلك قررت الانسحاب من التعاون معه وإدارة أعمالها بنفسها! لا اثر لأي صحة في كل ما قيل وتردَّد من هذا القبيل، الجزئية الوحيدة الصحيحة هي أن طارق أبو جودة ويارا معاً اختارا شابة لبنانية ذات صوت جميل وضمَّاها الى شركة الإنتاج التي يملكانها معاً النصف بالنصف، بحيث ستعمل الشركة لصوت يارا ولصوت الصبية الجديدة، برضى يارا أولاً وأخيراً... ولأن بعض الاعلام يبحث عن الإثارة و «السكوبات»، تلقف خبر اختيار طارق أبو جودة (نسوا مشاركة يارا في الاختيار) الصبية الجديدة، مفسراً مجرد عمل أبو جودة مع صوت آخر غير صوت يارا وكأنه انهيار للشراكة الفنية والإنسانية التي تقوم بينهما، وبداية مرحلة جديدة ينطلق فيها ابو جودة بعيداً من يارا ويارا بعيدة منه... يقول أبو جودة ان هذه الإشاعة ليست الأولى التي تطاولهما في حياتهما. كثيرةً كانت الإشاعات، وغالباً كانا لا يردّان عليها، أما هذه فقد أضطرت أبو جودة الى التصريح مراراً بأن لا شيء يمكن أن يوقف تعاونه مع يارا. أما يارا نفسها فلم ترد ولم تتكلم بشيء، لأنها تعتبر ان مجرد الكلام في الموضوع... خطأ. في الأساس، فكرة تقديم صوت جديد من قبل طارق ويارا، هي في حد ذاتها غريبة، ذلك اننا اعتدنا فنانين لا يمكن أن يقبلوا بوجود أحد في شركتهم قد يؤثر عليهم. يارا، في هذه الخطوة، تتجاوز الشائع من طباع الفنانين، وتتعامل مع الصبية الجديدة بمنطق المنتج. ومن الطبيعي لأي منتج أن يسعى الى الربح المادي والمعنوي لمن يعمل معهم. والأغاني الجديدة التي ستصدر للصوت الجديد، موعدها في أول العام المقبل... ما هو إسم الصبية؟ اختار طارق أبو جودة اسم «نهوى» لها، إلا أنه ليس إسماً نهائياً، لأن اسماً آخر بدأ يقتنع به أبو جودة، وأيضاً يارا، هو «هَنَا» على اعتبار ان اسم «هنا» جديد على السمع، وعلى الذاكرة معاً. أما ما هو نوع الأغاني التي سينطلق بها الصوت الجديد؟ فأغلب الظن أنه اللون البدوي والخليجي الذي كانت يارا قد خصصت له في السنة الحالية ألبوماً كاملاً نال استحساناً متميزاً في غالبية بلدان الخليج إضافة الى لبنان وسورية. وحتى في مصر، تردد أن الألبوم الخليجي ليارا احتلَّ موقعاً جيداً في المبيعات والانتشار. وسيأتي الصوت الجديد ليُكمل مسيرة الشركة الإنتاجية القائمة بين أبو جودة ويارا، وليكون العمل مفتوحاً على أكثر من احتمال... هل هذه الوقائع صحيحة، في مقابل الإشاعة التي يردّد بعض الاعلام أنها صحيحة؟ وهل «نهوى» أو «هَنَا» هي شخص يدخل الحياة الفنية بالاتفاق بين أبو جودة ويارا أو بالإختلاف؟ أسئلة مهما تكن إجاباتها باردة، تنتمي الى النار!