دانت جهات عربية وخليجية استهداف الميليشيات الحوثية ليل أول من أمس منطقة مكةالمكرمة، بعد إعلان قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، اعتراض وتدمير صاروخ باليستي أطلقته الميليشيات الحوثية من صعدة باتجاه مكةالمكرمة. وندد مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومجلس الشورى السعودي والحكومة المصرية، باستهداف قبلة المسلمين. وقال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط إن استهداف مكة يمثل انتهاكاً غير مقبول لحرمة الأراضي المقدسة، خصوصاً أنه موجه إلى مهبط الوحي وقبلة المسلمين كافة، إضافة إلى كونه تهديداً صريحاً لأرواح المدنيين الأبرياء. وشدد أبو الغيط في بيان أمس على أن هذا العمل يعد تصعيداً نوعياً خطراً من جانب الحوثيين في الوقت الذي تبذل جهود حثيثة لتأمين قيام هدنة مستقرة في اليمن، بما يمهد للتوصل إلى تسوية مناسبة للأزمة، كما أن هذا التصعيد يفتح الباب أمام تهديد أمن جيران اليمن واستقرارهم. وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، عن إدانة المجلس واستنكاره الشديدين لاستهداف الميليشيات الحوثية وأعوانها منطقة مكةالمكرمة. وقال: «إن دول مجلس التعاون تعد هذا الاعتداء الغاشم، الذي ضرب بعرض الحائط حرمة هذا البلد، مهبط الوحي وقبلة بليون ونصف بليون مسلم حول العالم، استفزازاً لمشاعر المسلمين، واستخفافاً بالمقدسات الإسلامية وحرمتها، ودليلاً بارزاً على إمعان ميليشيات الحوثيين وأعوانهم في تجاوزاتهم، ورفضهم الانصياع لإرادة المجتمع الدولي وقراراته. كما أعربت مصر في بيان لوزارة الخارجية أمس، عن إدانتها الشديدة لقيام ميليشيات الحوثيين بإطلاق صاروخ باليستي باتجاه مكةالمكرمة. وقال البيان إن هذا العمل يمثل تطوراً خطيراً، وسابقة غير مقبولة، واستخفافاً لا يمكن السكوت عنه بحرمة الأماكن الإسلامية المقدسة، وبأرواح المدنيين الأبرياء، وبمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم. وأكد البيان «تضامن مصر الكامل مع المملكة العربية السعودية تجاه هذا الاعتداء السافر، وعلى موقفها الثابت الداعم للحكومة الشرعية في اليمن، وللجهود التي تقودها الأممالمتحدة للتوصل الى تسوية سلمية شاملة للأزمة اليمنية، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216 ومخرجات الحوار الوطني وسائر القرارات الدولية ذات الصلة». وقال الأزهر في بيان إنه تابع «بقلق شديد ما أعلنته السعودية من إطلاق الميليشيات الحوثية صاروخاً باليستياً تجاه مكةالمكرمة» نجحت قوات الدفاع الجوي السعودية في اعتراضه وتدميره على بعد 65 كيلومتراً من مكة. وعبر الأزهر عن إدانته الشديدة «لهذا التجاوز الخطير» الذي استهدف قلب المسلمين وقبلتهم في صلاتهم وأول بيت وضعه الله للناس، مشدداً على أن هذا «الإجرام الخبيث لا يمكن أن يحدث ممن في قلبه مثقال ذرة من إيمان بالله وكتبه ورسله». وناشد الأزهر جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والهيئات العربية والإسلامية المعنية تحمل مسؤولياتها، وأن تبدأ اليوم وليس غداً خطوات جادة لنزع فتيل الفرقة والتنازع والتناحر الذي يستهدف ما تبقى من قوة وشوكة للأمتين العربية والإسلامية. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في حسابه على «تويتر»، إن «جماعة الحوثي وصالح المدعومة من إيران لم تراع إلاًّ ولا ذِمّة باستهدافها البلد الحرام مهبط الإسلام وقبلة المسلمين حول العالم». كذلك قال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في تعليق على «تويتر»: «النظام الإيراني يدعم جماعة إرهابية تطلق صواريخها على مكةالمكرمة... هل هذا النظام إسلامي كما يدعي؟». بينما اعتبر رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور عبدالله آل الشيخ، الاعتداء السافر انتهاكاً من جانب عملاء النظام الإيراني في اليمن لحرمة بيت الله الحرام وأشرف بقعة على وجه الأرض. وقال إن هذا العمل الإجرامي استفزاز لمشاعر أكثر من بليون مسلم في مختلف دول العالم، ولن يزيد المملكة إلا إصراراً على ردع واجتثاث كل من يحاول التطاول على أمنها وأمن مواطنيها. إلى ذلك، ردت المدفعية السعودية باستهداف مواقع إطلاق الصواريخ والقذائف من داخل الأراضي اليمنية، بعد استهداف الميليشيات، إلى جانب منطقة مكةالمكرمة، قرى صيابة ووعلان الحدودية التابعة لمحافظة صامطة السعودية، وتسببت بأضرار في منزل مكون من دورين من دون حدوث أي إصابات. وتمكنت القوات السعودية من تدمير مدرعة حوثية والقضاء على مجموعة من المسلحين كانوا في اتجاههم إلى الحدود السعودية، في محاولة فاشلة للتسلل والاعتداء على مواقع حدودية باتجاه نجران والموسم والطوال وتم القضاء عليهم.