أثار نشر «قراصنة» أوكرانيين رسائل إلكترونية استولوا عليها بعد هجوم على بريد إلكتروني لمسؤول بارز في الكرملين، سجالاً حول دور روسيا في تحريض الانفصاليين الأوكرانيين على مواجهة السلطات في كييف. ونفى الكرملين أن تكون التسريبات صحيحة، علماً أنها استندت، وفق القراصنة، إلى آلاف من الرسائل الإلكترونية التي تبادلها فلاديسلاف سوركوف، وهو مسؤول في ديوان الرئاسة مقرّب من الرئيس فلاديمير بوتين، مع قادة الانفصاليين الأوكرانيين، وتُظهِر طابع اتصالات موسكو معهم، والعلاقات السياسية والمالية الوثيقة بين الجانبين. واعتبر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الرسائل المنشورة بلا أساس، مشيراً إلى أن سوركوف «لا يستخدم البريد الإلكتروني». على رغم ذلك، أكد جهاز الأمن الوطني الأوكراني أن هذه المعطيات صحيحة، وسرّبتها مجموعة «كيبر هونتا» التي تضمّ «ناشطين إلكترونيين» أوكرانيين، أعلنوا نجاحهم في اختراق بريد سوركوف، مهددين بهجمات مشابهة ضد مسؤولين آخرين. وأكدت الصحافية الروسية سفيتلانا بابايفا أن بعض الرسائل صحيح، مشيرة إلى أن ثلاثاً منها كانت وجّهتها إلى سوركوف. كما كتب رجل الأعمال الروسي يفغيني شيشيفيركين، المقيم في لندن، على موقع «فايسبوك» أن الرسائل الإلكترونية المنسوبة إليه «حقيقية». وشملت المعطيات المُسرّبة رسائل تبادلها سوركوف مع الزعيم الانفصالي دينيس بوشيلين، وتضمّنت تفاصيل عن تأسيس مركز إعلامي ومراكز ميدانية للانفصاليين في شرق أوكرانيا. إضافة إلى محادثات مع مكتب البليونير الروسي كونستانتين مولافاييف الذي تربطه علاقات مع الانفصاليين، وتضمّنت مراسلاته ترشيحات لوزراء في الحكومة الانفصالية، قبل إعلانها رسمياً. وبين المعلومات المُسرّبة أيضاً، مراسلات مع جورجي بريوسوف، نائب رئيس اتحاد المصارعة في روسيا، تتضمّن اقتراحاً بتأسيس مجموعات من المتطوعين ل «محاربة» المتظاهرين المؤيدين للتقارب مع أوروبا في كييف، و «هزيمتهم». ويُعتبر سوركوف من «صقور» الإدارة الروسية، ووَرَدَ اسمه على لوائح العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، وتتهمه أوروبا بإدارة الأزمة الأوكرانية، ويُعتبر من أبرز المقربين لبوتين. نادراً ما يظهر على شاشات التلفزة، لكنه اعتُبِر «صانع السياسات الداخلية للكرملين»، وأشارت المعارضة الروسية إلى أنه رسم ملامح إدارة الصراع في الشيشان ومنطقة القوقاز، خلال الحربين في المنطقة بين عامَي 1994 و2004، مضيفة أنه كُلِّف ملف الأزمة الأوكرانية لدى اندلاعها. في غضون ذلك، سخر بوتين من اتهام روسيا بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية لمصلحة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، من خلال قرصنة مواقع إلكترونية لمؤسسات سياسية أميركية، بينها الحزب الديموقراطي. وقال: «من المشكلات الأسطورية والمتخيّلة، هناك هستيريا، ولا أجد وصفاً آخر، انتشرت في الولاياتالمتحدة عن تأثير مزعوم لروسيا في الانتخابات الرئاسية». ووضع خلال خطاب حول العلاقات الدولية في سوتشي، هذه الاتهامات في إطار محاولة ل «تشتيت» انتباه الناخبين الأميركيين عن مشكلاتهم الداخلية، بما في ذلك ديون الحكومة الفيديرالية وعنف الشرطة، و «تحويله إلى ما يُسمّى القراصنة والجواسيس الروس، وعوامل التأثير الروسية». وسأل: «هل يعتقد أحد بأن روسيا تستطيع أن تؤثّر في خيار الشعب الأميركي؟ هل الولاياتالمتحدة جمهورية موز؟ الولاياتالمتحدة قوة عظمى. رجاء أن تصحّحوا ما أقول، إن كنت مخطئاً». وشدد بوتين على أن الزعم بأن روسيا تفضّل ترامب هو «محض هراء» استُخدم في الحملة الانتخابية، معتبراً أن المرشح الجمهوري تصرّف «بإسراف» خلال حملته، لأنه يمثّل الناخبين العاديين ويرغب في «دخول قلوبهم». ورأى أن «هناك سبباً لذلك». واعتبر أن العمل صعب مع إدارة الرئيس باراك أوباما، إذ «لم تلتزم» أي اتفاق توصّلت إليه مع موسكو. وتعهد «العمل مع أي رئيس ينتخبه الشعب الأميركي». ووصف الحديث عن نيات عسكرية عدوانية لروسيا ب «مثير للسخرية».