قدرت الحكومة العراقية كلفة إعمار المدن التي تضررت من الحرب على «داعش» (عدا نينوى) بأكثر من أربعين بليون دولار، وأعلنت عقد مؤتمر دولي للمانحين نهاية هذا العام. والتقى وزير التخطيط سلمان الجميلي مبعوث الرئيس باراك أوباما لشؤون التحالف الدولي بريت ماكغورك وبحث معه في دور التحالف بإعادة الإعمار بعد تحرير الموصل. وأفاد الوزير في بيان أن «اللقاء الذي حضره سفير الولاياتالمتحدة لدى العراق دوغلاس آلن سيليمان ناقش التطورات الميدانية لمعركة تحرير الموصل والجهد الدولي الداعم للعراق في هذه المعركة التي عدها الطرفان الأخيرة للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي في العراق». وأشار إلى أن «الاجتماع بحث أيضاً مناقشة الإجراءات والترتيبات التي اتخذتها الحكومة لإعادة النازحين إلى المناطق التي تم تحريرها بعد توفير المستلزمات الحياتية الأساسية لهم». ودعا «الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي، إلى مساعدة العراق ودعمه لتمكينه من القيام بعملية إعادة الاستقرار والأعمار للمناطق المحررة» واعتبر «هذا الدعم الذي يمثل التزاماً دولياً إزاء العراق الذي خاض حربه ضد الإرهاب نيابة عن الإنسانية جمعاء، يتحقق من خلال التركيز على إنعاش المناطق المحررة اقتصادياً من خلال تنفيذ المشاريع التنموية والثقافية والتربوية والاجتماعية وبما من شأنه إعداد مجتمع طارد للإرهاب والتيارات المتطرفة». من جانبه، أكد ماكغورك «استمرار دعم واشنطن جهود الحكومة العراقية في حربها ضد الإرهاب». وأضاف أن «المجتمع الدولي داعم لهذه الجهود أيضاً لتمكين العراق من مواجهة الظروف الأمنية والاقتصادية التي يواجهها وبالتالي الإسهام في عملية إعادة البناء وتعويض الأضرار الجسيمة التي لحقت به جراء محاربة الإرهاب». وكشف عبد الزهرة الهنداوي، الناطق باسم وزارة التخطيط ل»الحياة»، أن «ماكغورك وعد بتقديم مزيد من المنح المالية إلى العراق، وتم الاتفاق على عقد مؤتمر دولي جديد للدول المانحة نهاية العام الحالي بعد انتهاء معركة الموصل، سيتم تحديد مكانه لاحقاً وستخصص عائداته الإعمار المدن المهدمة بسبب العمليات العسكرية». وأفاد أن «العراق حصل حتى الآن على 2 بليون و200 مليون دولار منحة من المؤتمر الذي استضافته الولاياتالمتحدة في تموز (يوليو) الماضي وهو مبلغ لا يغطي الاحتياجات التي قدرتها الحكومة»، مشيراً إلى أن «تقديرات وزارة التخطيط لإعادة إعمار المدن المحررة يحتاج إلى حوالى 40 بليون دولار يضاف إليها لاحقاً التقديرات الخاصة بمحافظة نينوى التي لا يعرف حتى الآن حجم الدمار الذي لحق بها». وعن إعادة النازحين إلى مدنهم قال الهنداوي إن «حوالى 3 ملايين و600 ألف نازح ينتظرون العودة، وهم في حاجة إلى تعويضات مادية كبيرة لكن بطء عمليات الإعمار وغياب التعويضات يحول دون ذلك». ولفت إلى أن «موازنة العام المقبل تتضمن مخصصات بسيطة جداً لصندوق إعادة إعمار المدن المحررة بسبب الأزمة التي تمر بها البلاد، لذا فإن التوجه الآن سيكون نحو المانحين والقطاع الخاص لإعادة البنى التحتية ونعول كثيراً على الجانب الأميركي والتحالف الدولي في مساعدة العراق على تجاوز أضرار الحرب مع داعش».