ألغت الأممالمتحدة خططها لإجلاء مرضى من منطقة شرق حلب المحاصرة والخاضعة لسيطرة المعارضة بعدما كانت تأمل بتنفيذها خلال هدنة استمرت ثلاثة أيام الأسبوع الماضي، ملقية باللائمة في فشل جهودها على أطراف الصراع كافة. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين في بيان أمس أن عمليات «الإجلاء أعاقتها عوامل عدة من بينها التأخيرات في تسلم الموافقات الضرورية من السلطات المحلية في شرق حلب والظروف التي فرضتها الجماعات المسلحة غير الحكومية ورفض الحكومة السورية السماح بدخول الإمدادات الطبية والمساعدات إلى الجزء الشرقي من حلب». وأضاف أوبراين أنه لم تنفذ أي عمليات إجلاء للمصابين أو عائلاتهم خلال وقف النار الذي امتد لثلاثة أيام وأعلنته روسيا من جانب واحد الأسبوع الماضي وانتهى السبت باستئناف الضربات الجوية واحتدام القتال على الأرض. وقال: «أنا غاضب من أن يكون مصير المدنيين الضعفاء - المرضى والمصابين والأطفال والمسنين - بلا رحمة في أيدي أطراف لا تزال تفشل ومن دون خجل في أن تسمو بهم فوق مصالح سياسية وعسكرية ضيقة». ولم تنجح الأممالمتحدة في دخول شرق حلب منذ أن وضعت الحكومة السورية وقوات موالية لها شرق حلب تحت الحصار في تموز (يوليو). وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان اليوم أن الطائرات العسكرية الروسية والسورية لم تقصف المعارضة في حلب خلال الأيام السبعة الأخيرة ولم تحلق في سماء المدينة. وأردفت أنه لا تزال هناك ستة ممرات إنسانية في شرق حلب للسماح بخروج المدنيين، وأن 48 امرأة وطفلاً غادروا المدينة في وقت متأخر الليلة الماضية. في المقابل، قال الأمين العام ل«حلف شمال الأطلسي» (ناتو) ينس ستولتنبرغ إن مجموعة بحرية قتالية روسية يعتقد أنها تتجه إلى سورية يمكن أن تستغل في استهداف المدنين في حلب المحاصرة. وأضاف «قد يتم استغلال المجموعة القتالية لزيادة قدرة روسيا على المشاركة في عمليات قتالية فوق سورية وتنفيذ المزيد من الضربات الجوية على حلب». وقال في مؤتمر صحافي «الخوف هو استغلال هذه المجموعة لزيادة الضربات الجوية ضد المدنيين في حلب». في سياق متصل، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم إن تركيا ستتخذ إجراءاتها ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال سورية ما لم ينسحب المقاتلون من منبج إلى شرق نهر الفرات. وأدلى تشاووش أوغلو بهذه التصريحات خلال مقابلة مع قناة «كانال 24» التلفزيونية.