في خطوة ستثير كثيراً من الجدل في عالم كرة القدم، ينوي علماء من جامعة "سترلينغ" البريطانية نشر دراسة حديثة بحثت تأثير الضربات الرأسية على أدمغة اللاعبين في المدى البعيد. وذكرت صحيفة "دايلي مايل" إن الدراسة التي من المتوقع نشرها قريباً، قد تربط بين تدمير وظائف الدماغ، ومواصلة الفرد لأداء الضربات رأسية، بسبب الارتجاج الذي تحدثه كل ضربة في المخ. وقام فريق البحث بقيادة طبيب الأعصاب ماغدالينا اتسوارت برصد مجموعة من 19 لاعباً اعتادوا استخدام الضربات الرأسية بشكل روتيني، وتحديد مستوى أدائهم في اختبارات الذاكرة. وتوصل الباحثون إلى وجود دليل على انخفاض أداء الذاكرة بنسبة 60 في المئة مباشرة بعد ضربهم الكرة برؤوسهم. ومع أن الأبحاث بيّنت أن آثار الضربة الرأسية الفوري تختفي خلال 24 ساعة، يعتقد العلماء أن تكرار استخدام الرأس في ضرب الكرة له أثار جانبية سيئة في المدى البعيد، وقد تسبب تلفاً دائماً في وظائف الدماغ. وذكّرت الصحيفة البريطانية بحادث وفاة مهاجم منتخب انجلترا جيف أستل في العام 2002 عن 59 عاماً، بعدما عانى مرض الخرف المبكر، قال الأطباء حينها أن مرضه ناتج من كثرة "استخدام الرأس لضرب الكرة". وبعد وفاته، أسست ابنته داون جميعة "أستلز" التي انضم إليها عدد من أهالي اللاعبين الذين يعتقدون أن ذويهم أصيبوا برجّات في أدمغتهم خلال ممارسة الرياضة، أثرت عليهم مع التقدم في العمر. وكانت الصحيفة ذاتها كشفت العام الماضي أن "جمعية الفوتبول واللاعبين البريطانية" لم تكمل دراسة كانت قد بدأتها قبل 10 سنوات، لبحث تأثير الضربات الرأسية على اللاعبين، ما دفع المؤسسة إلى تقديم اعتذار رسمي في ما بعد. وحظرت الهيئة الحاكمة في البلاد ممارسة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات للضربات الرأسية، لأن أدمغتهم أكثر عرضة للضرر من البالغين. كما تراقب الجهات المختصة ممارستها بين الأطفال بين 11 و 13 عاماً. ومن المتوقع أن تساعد الدراسة الجديدة الجهات المختصة في وضع قانون ينظم هذا النوع من الضربات الخطرة، ويحدد مدى سلامته بين المراهقين.