كشفت دراسة بريطانية أن الآلاف من لاعبي كرة القدم معرضين للإصابة بتلف في الدماغ بسبب الضربات الرأسية على المدى الطويل، والتي سقط ضحيتها الدولي الإنكليزي جيف أستل. وذكرت صحيفة "ميرور" البريطانية، أن أسرة اللاعب الراحل قررت إطلاق "مؤسسة جيف استل" الخيرية التي أجرت الدراسة، في مباراة وست بروميتش ضد ليستر سيتي في 11 نيسان (أبريل) المقبل، لرفع مستوى الوعي والتحذير من مخاطر هذا المرض وتعزيز الأبحاث حوله. وتوفي أستل عام 2002 عن عمر ناهز 59 عاماً بعد أعراض ظنّت عائلته بأنها بداية مبكرة لمرض ألزهايمر. ولكن فحصاً جديداً أجري في أيار (مايو) 2014 لدماغ لاعب ووست بروميتش الراحل، أظهر أن استل كان أول لاعب كرة قدم يموت بسبب "اعتلال الدماغ بالصدمة المزمنة" التي يسببها ضرب الكرة بالرأس. ويصيب هذا المرض عادة الذين تعرضوا لإصابات في الدماغ أو تكرار الصدمات على مستوى الرأس. وقالت دون إبنة أستل: "أبي كان في سن ال55 عندما بدأنا نلاحظ تغييرات طفيفة تطرأ عليه، أصبح لا يستطيع تذكر اسم حفيده أو ما إذا كانت والدته على قيد الحياة، على رغم أنها توفيت قبل 20 عاماً". وأضافت: "قمنا باختبارات وفحوصات بالأشعة، فشُخّص مرض أبي على أنه بداية مبكرة لمرض ألزهايمر، ولكننا لم نثق بهذا التشخيص، كنا نعتقد بطريقة أو بأخرى أن السنوات التي قضاها كلاعب كرة قدم ساهمت في مرضه". وأشارت إلى أن الوعي الحالي تجاه "اعتلال الدماغ بالصدمة المزمنة" ما يزال ضعيفاً جداً، ما يؤدي إلى تشخيص الكثيرين من مرضى هذه الحالة، بالألزهايمر أو بأشكال أخرى من أمراض الخرف، لافتةً إلى أن هذه الحالة لا يمكن تشخيصها بشكل دقيق، إلا بعد وفاة الشخص، وهذا يعني أن الحجم الحقيقي لهذا المرض غير معروف حتى الآن. وتابعت دون: "كنا نظن أن الكرات الجلدية القديمة والثقيلة هي المشكلة، ولكن الخبراء أكدوا لنا أن الأمر ليس كذلك، فالكرات الحديثة أخف، وبالتالي تتمتع بسرعة أكبر، لذا تأثيرها على الرأس هو نفس تأثير مثيلاتها القديمة". وختمت قائلةً: "قد يكون هناك الآلاف من اللاعبين الذين تضرروا، نحن بحاجة إلى رفع مستوى الوعي، وتعزيز البحوث ودعم أولئك الذين تضرروا".