أطلق قياديون سابقون في «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية، على رأسهم أميرها حسان حطاب، مبادرة جديدة دعوا فيها عناصر التنظيمات المسلحة إلى الجنوح للسلم. وأصدر حطاب منذ تسليم نفسه إلى السلطات قبل سنوات مناشدات عدة إلى أفراد تنظيمه الذي حوّل اسمه إلى «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» في عام 2007، كي يُلقوا السلاح ويستجيبوا عرض المصالحة مع الحكم الجزائري. وذكرت وكالة «رويترز» أن حطاب وجّه نداء الى المتمردين أذيع في محطة الإذاعة الوطنية في وقت متقدم مساء الأربعاء دعا فيه المقاتلين إلى إعلان هدنة لمدة شهرين. وأضاف أن الهدنة ستكون فرصة للحوار مع رجال الدين المسلمين عن مستقبل الإسلام في الجزائر. وقد ضم حطاب، الأمير السابق ل «الجماعة السلفية»، إلى مبادرته هذه لوقف العنف أسماء أمراء ومؤسسين سابقين لجماعات مسلحة أو شخصيات إسلامية معروفة مثل الهاشمي سحنوني الخطيب السابق لمسجد السنّة في باب الواد والعضو المؤسس للجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة، وعبدالفتاح زراوي حمداش المشرف العام على موقع «ميراث السنّة». ودعم المبادرة كل من ربيع الشريف سعيد رئيس الهيئة الطبية عضو الهيئة الشرعية وعضو مجلس الأعيان سابقاً في «الجماعة السلفية»، والشيخ مادي عبدالرحمن الداعية المشهور المعروف باسم «أبي هاجر» وهو عضو مؤسس ل «الجماعة الإسلامية المسلحة». كما ظهر اسم خطاب مراد أحد مؤسسي «الجماعة السلفية» عضو مجلس الأعيان رئيس اللجنة الإعلامية للجماعة سابقاً. وكذلك بن مسعود عبدالقادر أمير المنطقة التاسعة للجماعة السلفية والذي سلّم نفسه قبل أكثر من عامين. وجاء في بيان القياديين المسلحين السابقين: «نحن مجموعة من الدعاة السلفيين والأمراء العسكريين السابقين للجماعة السلفية للدعوة والقتال ومن معنا، ويؤيدنا على هذا الأمر من المشايخ والأئمة وطلبة العلم الشرعيين والمفكرين والأكاديميين من المجتمع المدني، نتقدم إلى مشايخنا الكبار (العلماء) بهذا الطلب». وشدد على ضرورة «تزكية المشايخ (العلماء) لهذه المبادرة وإضفاء الصبغة الشرعية عليها لتكون سنداً في هذا المسعى الإصلاحي». وأكد هؤلاء أن المبادرة تهدف إلى «حقن دماء المسلمين في الجزائر». ورأوا أن التوبة هي «المخرج الوحيد من الأزمة الدموية التي عصفت ببلادنا». ودعوا الى «القيام بأعباء المصالحة من تعويض وإصلاح ما أفسدته الفتنة لمدة عقدين من الزمن وتحقيق المصالحة التاريخية». وقال القادة السابقون: «نتقدم إلى مشايخنا الكبار بهذا الطلب عسى الله أن ينفع بكم الأمة ويستعملكم تعالى في هذا الصلح والإصلاح الجزائري المبارك لتساهموا بهذه المبادرة الشرعية السلمية الحضارية التي قمنا بها والتي تنبع من صميم قناعاتنا الشرعية والعلمية والواقعية». وأورد بيان القادة أسماء عدد كبير من العلماء الذين يتوجّهون إليهم لدعم مبادرة السلم في الجزائر. وقالوا: «مبادرتنا تهدف إلى حقن دماء المسلمين في الجزائر ورد المظالم إلى أهلها للخروج بالأمة من هذا النفق المظلم». وتوجّه موقّعو المبادرة إلى الذين يستمرون في العمل المسلح قائلين: «أسكتوا صوت السلاح جزاكم الله خيراً، وأعطوا فرصة للسلام والموادعة في بلاد الإسلام الجزائر، واعقدوا هدنة شرعية تدرسون فيها مع غيركم من العلماء والدعاة والمصلحين مصير الإسلام في الجزائر، وما يعود عليكم وعلى غيركم من عباد الله بالخير والنفع في العاجل والآجل».